يبدو الصراع الغربى على ثروات الشرق الأوسط قديم، لكنه لم ينتهى، فالمملكة المتحدة البريطانية، والولايات المتحدة الأمريكية، لاعبان أساسيان فى التعامل فى المنطقة، ورغم السيطرة الأمريكية فى مناطق واسعة من الشرق الأوسط، لكن البريطانيين لم يستسلمون، وهى واحدة من الأكثر المسائل التى يرتكز عليها كتاب "سادة الصحراء.. الصراع الأميركي – البريطانى على الشرق الأوسط أواسط القرن العشرين" للمؤرخ البريطانى جيمس بار.
عقب الانتصار عام 1945، ظلت بريطانيا مهيمنة على الشرق الأوسط، لكن الدوافع وراء رغبتها فى السيطرة كانت تتغير.. عجز البريطانيون عن مواجهة القومية العربية واليهودية، ورحلوا فى غضون عقد، لكن هذه ليست القصة الكاملة، فما سرع خروج بريطانيا فى نهاية المطاف كان الموقف المتصلب للولايات المتحدة التى كانت مصممة على الحلول مكان البريطانيين فى الشرق الأوسط، ولم يستسلم البريطانيون بلباقة لهذا الهجوم، فباستخدام سجلات رفعت عنها السرية حديثا ومذكرات منسية منذ أمد بعيد، ينسف جايمس بار التفسير التقليدى لتلك المرحلة التاريخية فى الشرق الأوسط.
واتسمت بعض الشجارات التى اندلعت بين بريطانيا وأميركا بقدر كبير من الحساسية، وحتى اليوم، حيث أوضح بار فى كتابه أن الحكومة البريطانية تحتفظ بعدد ضخم من الملفات بعيدًا عن التدقيق العام، ولخرق هذه الخصوصية، ألقى بار الضوء على مذكرات ووثائق مؤرشفة لإضافة تفاصيل جديدة إلى قصة رائعة ومثيرة للإعجاب، وجدت بريطانيا نفسها تتحول بصورة تدريجية من دولة مرهقة بالحرب ومثقلة بالديون إلى قوة عالمية، وقد حلت أمريكا محلها، باعتبارها راعية للصهاينة فى فلسطين، كما أخذت مكان بريطانيا فى السعودية، وسيطرت فى غضون ذلك أيضًا على النفط المكتشف حديثًا هناك آنذاك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة