تداول عدد من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مقطعا مصورا يشير إلى قيام مجهولين بسرقة بعض المقتنيات من منزل الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد، بمنطقة مصر الجديدة، والتى تمتلكه الآن ابنة شقيقته، بحسب زعم متداولى الفيديو المنتشر.
المنزل لا يضم الآن أى من مقتنيات للأديب الراحل، سوى صالون العقاد الذى كان يجتمع فيه كبار الأدباء والفنانين والسياسيين فى ندوة الجمعة الشهيرة، وتتبقى فقط الذكريات والحكايات عن الجلسات والصالونات الثقافية التى شهدتها جدران هذا المنزل القديم، إلا أن الإهمال لا ينتهى مع منزل عباس محمود العقاد الكائن فى (13 ش شفيق غربال - مصر الجديدة).
ولعل منزل الأديب الكبير عباس العقاد، له العديد من الحكايات متأصلة فى الفكر الثقافى المصرى الحديث، ففى ذلك المنزل الذى كتب فيه العقاد كتابه الشهير "فى بيتي"، وأقام به صالونه الأسبوعى يوم الجمعة، حيث كان يرتاده كبار السياسيين والمفكرين والفنانين.
وكتب عنه أنيس منصور كتابه الشهير "فى صالون العقاد كانت لنا أيام"، هذا المنزل الذى توفى فيه العقاد عام 1964م بعد رحلةٍ حافلةٍ من العطاء الفكرى سقط جانب من إحدى شرفاته، وتسببت مواسير المجارى المتهالكة فى تآكل أساساته.
أكثر من خمسين عاما مضت على رحيل صاحب "العبقريات" وعملاق الفكر العربى عباس محمود العقاد، الذى ترك مجموعة هائلة من الإبداعات الأدبية بعد رحيله، كما ترك وراءه منزله الكائن بمصر الجديدة، وهو المنزل الذى تحول من أكبر صالون ثقافى فى الأوساط الأدبية إلى مبنى متهالك آيل للسقوط، وهجره أبناء أشقاء العقاد الذين استقروا بمسقط رأسه بأسوان، وارتباط بالعقاد بهذا المنزل بطرازه الفرنسى الأنيق وشجرة الكافور العملاقة، جعله يفرد له كتابا خاصا أسماه (فى بيتي)، كما دفعت الكاتب الراحل أنيس منصور إلى وضع مجلد ضخم تحت عنوان (فى صالون العقاد كانت لنا أيام).
يتألف منزل العقاد من أربع حجرات، ونستطيع التعرف أكثر على شخصيته من حجرة نومه التى حرص على أن تحيطها الشمس من أغلب الجهات، وحجرة الصالون وكان يسميها وادى الظلال لأن ستائرها الخشبية لم تسمح سوى بتسلل خطوط رفيعة من الضوء، وحجرة نوم ثانية كان يسميها حجرة الجبلاوى وهى مخصصة لإقامة صديقه طاهر الجبلاوي.
ويشتمل المنزل على سرير نحاسى وخزائن تحوى مجموعة من الكتب العربية، ثم حجرة المكتبة وبها مكتب لم يكن العقاد يجلس إليه إلا فى أخريات عمره، لأنه كان يكتب مقالاته وهو مستلقٍ على ظهره بحجرة نومه، وعندما كان يهاجم الحكومة والملك، قيل له ذات مرة إن مقالاتك أحدثت ضجة فى الدوائر الوزارية، رد باسما وقال، أخبروهم أنى أكتبها وأنا نائم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة