أرستقراطى وفيلسوف فرنسى ذاع صيته بسبب ممارسات العنيفة جنسياً، التى كانت موجودة فى كتاباته، إذ جسدت أعماله الإجرام والتجديف ضد الكنيسة الكاثوليكية، وقد كان إبان الثورة الفرنسية نائباً منتخباً فى المؤتمر الوطني، ماركيز دى ساد. وتمر اليوم الذكرى الـ206 على رحيل الأديب والفيلسوف الفرنسى الشهير ماركيز دى ساد، إذ رحل فى 2 ديسمبر عام 1814م، عن عمر ناهز 74 عاما.
ولد دوناتيا ألفونس فرانكو المعروف باسم ماركيز دى ساد فى باريس، فرنسا فى الثانى من يونيو عام 1740 وكان والده دبلوماسياً فى بلاط لويس الخامس عشر أما والدته فكانت وصيفة للأميرة دى كوند، فنشأ دى ساد من نعومة أظافره مع الخدم الذين كانوا يسعون إلى إرضائه وتلبية كل رغباته، إلا أن والده هجر والدته أثناء طفولته فالتجأت والدته إلى الدير لتعيش فيه.
احتجز ساد فى عدة سجون فى فترات متقطعة لنحو 32 عاما من حياته (بينها 10 سنوات فى الباستيل)، كما تم احتجازه فى مصح للأمراض العقلية. معظم كتاباته تمت فى أثناء سجنه، مصطلح السادية تم اشتقاقه من اسمه ليصبح مرادفا فى اللغة للعنف والألم والدموية.
رغم كتابات دى ساد التى غاصت فى أقاصى ما يمكن تخيله من أفكار للنفس البشرية إلا أنه وكما تقول الكاتبة كلويه ديليس فى كتابها "دى ساد معاد النظر ومُـلطّفـًا لبنات اليوم"، "كفرد لم ينكح طفلا ولم يدعُ إلى نكاح الأطفال ولم يشجع هذا أبدا.. فهو مثل لويس كارول لم يدع الفتيات للركض وراء أرانب الجانب الآخر من المرآة".
فى إحدى رسائله ذكر دى ساد "نعم، أنا ركبت المعاصى "libertine"، وقد تخّيلت بكتابات كل ما يمكن تخيّله فى هذا المجال، لكننى بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكننى لست مجرما أو قاتلا".
رغم هذا فقد اشتهر ساد بفضائحه وبأفعاله الماجنة كما عرف باستئجاره لخدمات العاهرات، كما تم اتهامه بالكفر والتى كانت تهمة خطيرة آنذاك، كما تضمن سلوكه إقامة علاقة مع شقيقة زوجته والتى أتت لتعيش معه فى قلعته فى لاكوست بالجنوب الفرنسي. كما أن فضيحة شهيرة سجلت فى تاريخه ألا وهى جلد فتاة شابة وهى روس كيلر مع الإساءة إليها جنسيا وبدنيا وذلك فى أحد الفصح فى 1768، ورغم أن كيلر أقامت عليه دعوى قضائية إلا أنها سحبت بعد ضغوط عائلية بينها "رسالة عفو" موقعة ملكيا.
قدم دى ساد فى حياته التى روعت معاصريه العديد من الأمثلة على إساءات جنسية كانت تركز عليها كتاباته، وقد ظلت كتباته ممنوعة فى فرنسا حتى الستينات من القرن الماضي، ولعل دى ساد يجسد كونه كاتباً، الشر المطلق الذى يحث على إطلاق الغرائز حتى وإن وصلت لمرحلة ارتكاب الجريمة، إلا أن البعض من ناحية أخرى يعتبرونه بطل الحرية المطلقة التى كان يسعى إليها من خلال إرضاء رغباته بكافة الأشكال.
كانت أعمال دى ساد تُقرأ بشكل واسع فى القرن التاسع عشر إلا أن ذلك كان على الأغلب يتم بالخفاء، خصوصاً من قبل كتاب وفنانين، وفى مطلع القرن العشرين ساهم الشاعر الفرنسى غيوم أبولينير بوضع اسمه فى مقام رفيع فى مجال الثقافة، أما اليوم فيمكن تصنيف كتابات دى ساد على نحو مريح أكثر، فهى تنتمى إلى مجال تاريخ الأفكار وتعد بمثابة لحظة مهمة فى تاريخ الأدب، حيث يعد دى ساد أول "الكتاب الملعونين" damned writers فى العصر الحديث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة