تعرض فى القاهرة النسخة المرممة لفيلم " المومياء، يوم أن تحصى السنين " للمخرج المبدع شادى عبد السلام بقاعة إيوارت بمركز التحرير الثقافى بالجامعة الأمريكية ، وذلك غدا الثلاثاء الموافق 22 ديسمبر 2020، فى الذكرى الثلاثين للعرض الأول للفيلم (النسخة الأصلية) بنفس القاعة.
وأشارت مكتبة الإسكندرية فى بيان لها اليوم ، أنه بالتوازى مع عرض الفيلم، يتعاون مركز التحرير الثقافى مع مكتبة الإسكندرية لإقامة معرضًا مؤقتًا يضم بعض مقتنيات متحف عالم شادى عبد السلام؛ وهو أحد المتاحف الدائمة بإدارة المعارض والمقتنيات الفنية التابعة لقطاع التواصل الثقافى بالمكتبة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام جمهور القاهرة للاطلاع على بعض من أعماله القيمة.
كما يضم المعرض نسخ من الكتاب الصحفى الأصلى للفيلم الموجود بمكتبة الكتب النادرة بالجامعة الأمريكية ،يتم عرض الفيلم مرة اخرى فى آخر أيام المعرض الثلاثاء 12 يناير، الساعة 7:00 مساء، فى قاعة ايوارت.
يوفر مركز التحرير الثقافى مساحة لمجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجمهور الأوسع، لمعرفة المزيد عن الثقافة المصرية والعالمية من خلال برنامج نابض بالحياة يشمل الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والمحاضرات والمؤتمرات الفكرية وعروض الأفلام وغيرها من نشاطات ثقافية.
وقد تم ترميم نسخة الفيلم الأصلية عام 2009 بدعم من مؤسسة World Cinema Foundation والتى أسسها المخرج الأمريكى الكبير مارتن سكورسيزي ، وبدعم من وزارة الثقافة المصرية، حيث تم الترميم فى معامل سينماتك بولونيا بإيطاليا.
قصة الفيلم مأخوذة عن حادثة تاريخية مشهورة حدثت عام 1881 وتعرف باسم "حادثة اكتشاف خبيئة الدير البحري"، والتى أعاد شادى عبد السلام صياغة أحداثها. فتدور الأحداث حول الشاب "ونيس" الذى آل إليه بعد وفاة والده سر موقع مخبأ مومياوات كانت تعيش على سرقتها قبيلته "قبيلة الحربات"، وهذا المخبأ يحوى مومياوات لأكثر من 40 فرعون من أشهر فراعنة مصر نقلها كهنة آمون فى مكان سرى بباطن الجبل لحمايتها من التشويه والنهب. وتتوالى أحداثه وسط جو مهيب بين أطلال الحضارة المصرية القديمة.
الفيلم إنتاج المؤسسة العامة للسينما بمصر عام 1969، ويأتى فى مقدمة أبرز كلاسيكيات السينما المصرية فى القرن العشرين، ونال كثيرا من الجوائز فى مهرجانات دولية وبسببه تم اختيار شادى عبد السلام ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم فى تاريخ السينما فى العالم من رابطة النقاد الدولية فى فيينا.
شادى عبد السلام بالإضافة لكونه مخرجًا استثنائيًا فهو أيضًا كاتب سيناريو ومصمم للديكور والملابس ورسام ومصور ومعماري، فقد قام بتصميم الملابس والديكورات الخاصة بأفلام هامة فى السينما المصرية منها أفلام تاريخية مثل: "الناصر صلاح الدين"، "واسلاماه"، "رابعة العدوية"، "أمير الدهاء"، وأفلامًا أخرى مثل "الرجل الثاني"، "الخطايا"، "بين القصرين" وغيرها، كما عمل فى أفلام عالمية مثل فيلم "كليوباترا" الشهير للمخرج الأمريكى "جوزيف مانكوفيتش" ومن بطولة إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون وهو الفيلم الحائز على العديد من الجوائز منها 4 جوائز "أوسكار" عام 1964، وفيلم "فرعون" للمخرج البولندى "جيرزى كافليروفيتش" والذى رشح كأفضل فيلم أجنبى فى مهرجان كان السينمائى عام 1966 كما رشح لجائزة "أوسكار" عام 1967.
ولم يكن المشاهد الغربى أو الأجنبى هو من يشغل الفنان شادى عبد السلام بل "الإنسان المصري" بكل ما تحمل الكلمة من معان، لذا اتجه شادى عبد السلام بعد فيلمه الروائى الطويل الوحيد "المومياء، يوم أن تحصى السنين"، وفيلمه الروائى القصير "شكاوى الفلاح الفصيح" الحاصل على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان فينيسيا السينمائى 1970، إلى إخراج أفلام تعليمية أسلوبها سلس وسهل وتقدم المعلومات التاريخية للأسرة المصرية بشكل ممتع وبسيط، وكانت كلها تدور حول الجذور التاريخية المصرية وأصل هذا البلد الذى ساد العالم بالقيم النبيلة وبالعلم.
جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تضم المعرض الدائم "عالم شادى عبد السلام" والذى يحتوى على أصول أعمال المخرج الكبير من تصميمات لمشاهد سينمائية وملابس وإكسسوارات، بعضها تم تنفيذه وبعضها لم يتم، كما يضم المعرض بعض أدوات الرسم الخاصة به، وقطع أثاث كانت بمنزله قام بتصميمها بنفسه، وبعض مقتنياته الأخرى، ومكتبته الخاصة؛ وبالمعرض أيضًا توجد "قاعة آفاق"، وهى قاعة تعرض بها يوميًا الأفلام التى أخرجها شادى عبد السلام، وبعض الأفلام التى شارك بها كمصمم للملابس والديكور.
يفتتح المعرض فى تمام الساعة 6:30 مساءً بقاعة ليجاسي، ويعقبه عرض الفيلم فى تمام الساعة السابعة مساءً بقاعة ايوارت، ويستمر المعرض حتى يوم الثلاثاء 12 يناير 2021 يوميًا من الساعة 10:00 صباحاً إلى الساعة 9:00 مساءً.