يستقبل العالم احتفالات مختلفة فى كل المقاييس هذا العام نتيجة تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذى انتشر فى أغلب دول العالم، الأمر الذى فرض احتياطات واحترازات طبية كثيرة فى محاولة للحد من انتشار العدوى، والتى ساعدت دول فى خفض نسب الإصابة بالفيروس التاجى بين مواطنيها، وفى ظل هذه المناسبة السنوية التى يستعد الناس للاحتفال بها وسط قيود عديدة، فإن هناك طقوس تقليدية امتازت بها الشعوب فى هذه الفترات من العام.
زيارة من المخلوقات الأسطورية فى أيسلندا للاحتفال بعيد الميلاد
ومن الانغماس في حمام رأس السنة الياباني التقليدى إلى الرقص على إيقاع موسيقى "Junkanoo" البهامية، تتعدد التقاليد الشعبية لإضفاء بعض الخصوصية في ليالي الشتاء الطويلة للاحتفال بالكريسماس وأعياد الميلاد، ففى أيسلندا، توجد بين البحيرات اللازوردية والبراكين البخارية قائمة طويلة من المخلوقات الأسطورية، والتي تتنوع بين الأقزام الصغيرة إلى الوحوش البحرية الضخمة، وفقا لــ"CNN ".
ولمدة 13 يوماً قبل عيد الميلاد، طبقاً للتقاليد، تزور مجموعة مشاكسة من الشخصيات الشبيهة بالأقزام المعروفة باسم "Yule Lads" الأطفال المحليين، وبحسب التقاليد، يزور فتى مختلف من الأقزام كل ليلة من الليالي الـ13 التي تسبق عيد الميلاد لمكافأة، أو معاقبة، الأطفال من خلال ترك غرض ما داخل حذاء فارغ، وللمشاركة فى هذا التقليد يجب أن تترك حذاءاً فارغاً بجوار نافذة غرفة نومك، لمشاهدة ما يتركه مجموعة "Yule Lads" أثناء الليل.
مشاهدة منظر غروب الشمس خلف نصب "ستونهنج" الحجرى فى بريطانيا
فيما تتجمع حشود هائلة في جنوب إنجلترا للاحتفال بأقصر يوم في العام في نصف الكرة الأرضية الشمالي، أي خلال الانقلاب الشتوي، عند نصب "ستونهنج" الحجري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، لتنضم إلى المجموعات المحلية من الوثنيين والكهنة في تقليد قديم.
وتجسد أحجار "ستونهنج" هيئة إطار الصور لمنظر غروب الشمس الشتوي، مما دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن الموقع قد تم تشييده للاحتفال بإنقضاء فصول السنة، وتظهر الحفريات على جدران "دورينجتون" بالقرب من نصب "ستونهنج" أدلة على الأعياد الضخمة التي من المحتمل أن تكون قد حدثت حول وقت الانقلاب الشتوي.
الرقص طوال الليل فى البهاما
أما سكان جزر البهاما فيرقصون عبر الجزيرة على صوت أجراس الأبقار والطبول وصفارات تعرف باسم "Junkanoo"، وهو الاحتفال الذي يستمر من 26 ديسمبر وحتى يوم رأس السنة الجديدة.
وتتباهى الفرق الراقصة التي تضم ما يصل إلى 1000 شخص بالأزياء الملونة خلال المسيرات التي لا تبدأ حتى الساعة 2 صباحاً، وتستمر الاحتفالات في اليوم التالي، مع منح جوائز لأصحاب أفضل حركات راقصة ولأزياء الأكثر إثارة، وللمشاركة فى هذا الاحتفال يجب أن ترتدى أزياء ملونة للرقص في المنزل على إيقاع الموسيقى البهامية.
احتفال مميز فى إيطاليا بالمأكولات
وفي إيطاليا، يعد طبق "cotechino con lenticchie"، المكون من نقانق لحم الخنزير مع العدس المطبوخ ببطء، بمثابة الطبق الكلاسيكي الذي يقدم في ليلة رأس السنة للاحتفال بيوم عيد سان سيلفسترو، وهو قديس في العصور الوسطى توفي بتاريخ 31 ديسمبر 335 ميلادى.
حمامات ساخنة ونودلز طويلة ومعركة غناء ملحمية فى اليابان
بينما تدق أجراس المعابد البوذية بجميع أنحاء اليابان فى ليلة رأس السنة، بمناسبة نهاية العام، ويقرع كل جرس 108 مرات، وتمثل كل قرعة جرس صفة مذمومة من صفات الإنسان المعترف بها في المعتقدات البوذية، مثل الجحود، والحسد، والجشع مع 105 من الصفات غير المحمودة.
وتتبع هذه القرعات ما يعرف باسم "توشي نو يو"، أي آخر حمام في العام، والذي يجسد رمزياً بداية نظيفة للعام الجديد، وبعد ذلك، يتناول اليابانيون وعاء من "توشيكوشي سوبا"، وهو عبارة عن شعرية الحنطة السوداء المطهوة على البخار، ويُقال إنه يجلب الحظ السعيد ويطيل العمر في العام المقبل.
ويشمل التقليد مشاهدة مسابقة الغناء "Kohaku Uta Gassen"، وعمرها 71 عاماً، وتعرض فرقاً من المؤدين يتنافسون ضد بعضهم البعض في معركة ملحمية وتنتهي المسابقة قبل حلول منتصف الليل بقليل، وللمشاركة فى هذا التقليد يجب على الشخص، الاستحمام، وإحضار طبق "توشيكوشي سوبا" وتناوله أثناء مشاهدة عروض مسابقة "Kohaku Uta Gassen" الغنائية.
الاحتفال فى النمسا بمقابلة توأم بابا نويل الشرير
وفى طريقة مختلفة، فإنه بقرنين ملتفين على الرأس، والأنياب، والحوافر، تعد الشخصية الأسطورية لـ "Krampus" بمثابة الاحتفال الأوروبى المرعب على غرار شخصية "بابا نويل"، لكنه يكون "بابا نويل الشرير"، وبدلاً من تقديم الهدايا، يُقال إن الشخصية الأسطورية، التي يُعتقد أن لها جذور في التقاليد الأوروبية قبل المسيحية، تخيف الأطفال "السيئين".
وتقام مسيرات لشخصية "Krampus" في القرى النمساوية خلال شهر ديسمبر، مكتملة بالأزياء المخيفة، والألعاب النارية. وبسبب ظروف جائحة "كوفيد-19" هذا العام، تم إلغاء العديد من هذه الفعاليات، وللمشاركة فى هذا الاحتفال، يمكن للشخص أن يصنع لنفسه قناع لشخصية "Krampus" ، ومشاهدة فيلم"Krampus" ، وهو فيلم رعب وكوميدي أمريكي يدور حول الشخصية الأسطورية، عرض لأول مرة عام 2015.
الاحتفال بارتداء "سترة قبيحة" لعيد الميلاد فى أمريكا
كذلك جاءت العديد من تقاليد العطلات الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، مثل أشجار عيد الميلاد، إلى البلاد مع قدوم المهاجرين، إلا أن هذا التقليد يعد محلياً بحت، وخلال موسم الأعياد، يرتدي العديد من الأمريكيين سترات مبهرجة مزينة بحيوانات الرنة، والأقزام وغيرها من الرموز الموسمية حتى أنهم يحضرون "حفلات السترة القبيحة" حيث تُمنح جوائز عن الملابس الأكثر لفتاً للنظر.
ويمكن للمحتفلين تنظيم مسابقة خاصة بهم من خلال دعوة الأصدقاء والعائلة إلى عرض افتراضي للسترات القبيحة، ودون أن تكون هناك حاجة لشراء سترة جاهزة، يجرى تزيين سترة عادية بالزخارف والأضواء.