لا تزال أصداء انفجارات أجهزة "البيجر" التي شهدها لبنان في سبتمبر الماضى عالقة بالأذهان، فقد كانت صادمة في نوعها وعدد ضحاياها.
"كانت العمليات الجراحية سلسلة لا تنتهى، قمنا بمحاولات مضنية لإنقاذ المصابين في أكثر من مستشفى ، حيث قدموا من الجنوب إلى مستشفيات الشمال بسبب العدد الهائل من الإصابات والذى فاق قدرات استيعاب مستشفيات الجنوب"، هكذا يصف الدكتور وسيم الصمد ، أحد جراحي العيون فى مستشفى هيكل بطرابلس، الضغط الذى عمل تحته فريق الفريق الطبى جراء انفجارات أجهزة "البيجر"، التى نتج عنها أكبر عدد إصابات شهده لبنان فى يوم واحد والتي وصلت إلى (4000جريح).
أضاف الصمد، لـ"اليوم السابع"، أجريت ما بين الـ17 والـ20 عملية خلال 24 ساعة دون توقف، كنا نعمل لـساعات متواصلة دون راحة.
كانت الإصابات بالغة وجُلها بمنطقة العينين وأصابع اليدين والفخذ وجانب البطن، ولا زال غالبية المصابين يخضعون للعلاج والمتابعة الطبية، فالإصابات كانت بالغة وأحرص على متابعة هذه الحالات التي استقبلناها فى مستشفيات شمال لبنان، ثم أتت الحرب لتعمق حجم الضغط على القطاع الطبي في لبنان، وهى الحرب الأكثر عنفا في تاريخ لبنان، من حيث عدد الغارات وانتشارها و عدد الضحايا وخطورة الإصابات.
ويضيف قائلا : لقد أثبت القطاع الطبي قدرته الكبيرة على العمل تحت ضغوط غير طبيعية ، وعنصر المفاجأة بالتأكيد يزيد هذا الضغط