"غريب" حصل على مؤهلين جامعيين ويبيع غزل البنات بقنا: لا أخجل من عملى.. صور

يرص حصيلته من غزل البنات بعد الانتهاء من عمله يدويا فى منزله بإحدى قرى محافظة قنا، على دراجته فى كل يوم قاصدًا باب رزق جديد، يتجول فى الشوارع ليبيع غزل البنات للصغار والكبار الذين اعتادوا على الشراء منه، لا يكترث لما يقال عنه أو يخجل من مهنته التى تعينه على الكسب رغم حصوله على مؤهلين جامعيين إحداهما للتجارة وآخر للحقوق منذ أكثر من 10 سنوات ليضرب مثالًا للمثابرة وتحدى الحياة ويقدم رسالة للشباب أن الحياة لا تقف على وظيفة وهناك طريق أخرى للحصول على الدخل والمكسب ورزق الله ليس له حدود.

لم يعتمد غريب أبو المكارم صاحب الـ 45 عاما على الشهادة ولكنه اتجه إلى العمل بالصنعة المختلفة التى تحقق دخل له حتى وإن كانت لا تتناسب مع المؤهل وهو ما حقق نجاح فيه، ورغم أنه قوبل بانتقاضات فى بداية العمل ممن يشاهدونه للعمل فى بيع غزل البنات لاعتبارها مهنة لا تناسب مؤهله لكنه لم يكترث لحديث الأشخاص واستمر فى البيع حتى أصبحت مصدر دخل رئيسى له يعتمد منها فى الإنفاق على نفسه وأسرته.

ورغم أن كلامه قليل ويعمل فى صمت يستقبل غريب أبو المكارم زبائنه بابتسامه وترحاب ليقدم لهم ما يطلبوه بحب، ويكرث حياته للعمل والأسرة فلا يعرف شئيًا غيرهم ويتجول فى كل الشوارع المدن ليس له مكانا ثابتًا معروف للزبائن.

قال غريب، إنه فى البداية حصل على بكالوريوس التجارة على الرغم من حبه فى كلية الحقوق، ثم حقق حلمه والتحق بالتعليم المفتوح ليحصل على كلية الحقوق من جامعة جنوب الوادى، وبعد التخرج لم يحصل على فرصة عمل مناسبة فاتجه إلى التجارة والعمل الحر وفكر فى عدة مشاريع إحداهما العمل فى بيع غزل البنات وتصنيعه منزليًا بأدوات وخامات مصرح بها طبيا.

وتابع أبو المكارم، أن الفكرة طرأت عليه بعد مشاهدة مقطع فيديو على اليوتيوب لتصنيع غزل البنات وبعدها شرع إلى استئجار محلًا صغيرًا لصناعة الحلوى به ومن ثم توزيعها والقيام ببيعها فى الشوارع من خلال دراجته.

" الكبير بيشترى والصغير" هكذا أوضح غريب أبو المكارم نوعية الزبائن الذين يتعاملون معه، موضحًا أن الأطفال الصغار يقبلون على الشراء منها وكذلك الكبار، كما أن بيع غزل البنات لا يرتبط بموسم معين مثل باقى المهن، لذلك هو يعمل فى الشتاء والصيف ويبدأ يومه من الصباح وينتهى فى المساء، كما أن الآلة التى يعمل بها تعتمد على السكر وبعض المواد الصناعية المصرح بها وتعمل بالكهرباء.

وأكد غريب أبو المكارم، أن عمله يوفر له متطلبات الحياة ورغم أمنية العديد بالحصول على وظيفة إلا أنه راض بما يعمل ومستمر فى عمله، متمنيًا أن يمده الله بالصحة وأن يعمل على توفير مناخ جيد لأبنائه، مقترحًا أن يقام مكان للحرف فى الظهير الصحراوى بالجهود الذاتية وسيوفر آلاف فرص العمل للشباب فى كل محافظة من محافظات مصر.