في مفاجأة من العيار الثقيل، تباشر الجهات المختصة التحقيق في واقعة تورط معهد القيادى الإخوانى صلاح أبو إسماعيل والد حازم أبو إسماعيل، بمركز منشأة القناطر، في تزوير شهادات الثانوية الأزهرية، وأخرى جامعية مارس من خلالها مهنة طبيب أطفال في منطقة الوراق.
تكشفت وقائع التزوير بحسب التحقيقات في القضية المقيدة برقم 710 لسنة 2020 عندما حرر الطبيب "محمود. ع. ع" تقريرا طبيا لصالح سيدة تدعى "أ. م. س" استخدمته فى تحرير محضر أعتداء ضد زوجها "ع. م. ع"، فى قسم الشرطة .
الزوج طعن في التقرير وطلب من جهات التحقيق أن يكون التقرير الطبي من مستشفى حكومي وليس من عيادة خاصة، وبالفعل باستخراج التقرير الحكومي ثبت عكس ما جاء بالتقرير الطبي الخاص.
الطبيب يتطوع بالإدلاء في شهادة حق في إحدى القضايا
ظهر الطبيب "م. ع. ع" ليطلب من جهات التحقيق شهادته في القضية دون أن يتم استدعائه بصفة رسمية، الأمر الذي آثار الشك لدى كل من الزوج "ع. م. ع" وجهات التحقيق، حيث أنه من الغريب أن يطلب أحد الإدلاء بشهادته تطوعاَ دون استدعائه، ومن هنا بدأت خيوط القضية تنتقل من خلاف أو نزع بين زوج وزوجته لأمر آخر.
وفى الاثناء توالت المحاضر والشكاوى إلى جهات التحقيق، تؤكد أن الطبيب ليس طبيباَ من الأساس – ومن هنا – بدأ فك اللغز من خلال البحث والتحرى حيث تبين في بداية الأمر أن الروشتة الخاصة به تحمل معظم التخصصات ومدون عليها: "ماجستير وأخصائي أطفال حديثي الولادة وأيضا حاصل علي تخصص دكتوراة كلي أطفال والجهاز الهضمي بالإضافة لمتابعة حالات التغذية بمستشفى الحسين الجامعى".
عدة وقائع تزوير.. وآخرها المهنة "طبيب"
وباستكمال عملية البحث والتحرى عن الطبيب – المتهم بالتزوير – تم استخراج مستخرج تأمينات اجتماعية يؤكد أن هذا الطبيب غير مؤمن عليه كطبيب أو تابع للمستشفى التي يعمل بها.
وبتكثيف التحرى ظهرت مفاجأة أخرى من العيار الثقيل بأن الطبيب – المتهم بالتزوير - مؤمن عليه كموظف تنفيذي بمديرية التموين والتجارة الداخلية، وبالتحري أيضاَ تبين حسب الأوراق الخاصة بالطبيب أنه مقيد بنقابة الأطباء بتاريخ 4 مارس 2012 ولكن تاريخ اشتراكه في التأمينات كموظف تنفيذى بمديرية التموين والتجارة الداخلية بالجيزة 7 مايو 2012 أي بعد اشتراكه بنقابة الأطباء بشهرين.
وتوالت التحقيقات – حيث انكشفت بقية الخيوط من بيان الأحوال المدنية بأن ذلك الطبيب بذات الاسم والبيانات حاصل على - دبلوم زراعة متوسط - وسبق وأن استصدر بطاقة رقم قومي عام 2008 من نقابة الزراعيين بطنطا، وكان مغيرا لمحل إقامته بقرية الحما مركز أشمون المنوفية، كما تبين أن ذلك الاسم أيضاَ وبذات البيانات يعمل بوظيفة طبيب أطفال بمستشفى الحسين الجامعي.
تورط معهد صلاح أبو إسماعيل في واقعة التزوير
ووفقا لـ"التحقيقات": وبسؤال نقابة الأطباء العامة أجابت أنه مقيد لديها طبيب، ولكنها ليست جهة فحص لسلامة وصحة المستندات، فضلاَ عن أنه عند استعلام نقابة الزراعيين تبين أنه مقيد بها أيضا وأنه مقيد علي الحاسب الآلي.
هنا ظهرت مفاجأة أخرى، بأن الطبيب – المتهم بالتزوير - حصل علي شهادة الثانوية، وتبين أنها صادرة من معهد صلاح أبو إسماعيل الأزهرى بمركز منشأة القناطر، وبدون رقم جلوس وغير موقع عليها، وبالنظر إلي الختم علي الصورة تبين أنه غير مكتمل وحركته الدائرية غير مكتملة، كما أن الأكلاشيه غير مكتمل.
وبفحص شهادة الطبيب الجامعية أيضاَ تبين أنها غير موقع عليها ومطموسة الختم ودرجة اللون غير مختلفة عن مثلها، وتبين أيضاَ أن بيان الحالة الدراسية الخاص به والذي تبين فيه أنه يبدأ من عام 2004 حتى 2010 ولكن عام 2005 غير موجودة ببيان الحالة الدراسية.
تم إحالة تلك الأوراق للخبراء الفنيين، وبناء عليه تباشر الجهات المختصة التحقيق في القضية، وفي ضوء ذلك تستمر الجهات المعنية بالتحقيقات والنيابة الإدارية من أجل كشف لغز هذا الطبيب الذي ثبت أن زوج عمته يعمل بالهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية.
ماذا تعرف عن معهد صلاح أبو إسماعيل الأزهرى؟
يشار إلى أن مجمع معاهد صلاح أبو إسماعيل، يخضع للإشراف الكامل من قطاع المعاهد بالأزهر الشريف، بالرغم من أن "أبو إسماعيل" كان واحدًا من كبار الكوادر بجماعة الإخوان الإرهابية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وصلاح أبو إسماعيل، هو والد القيادي السلفي "حازم أبو إسماعيل"، المحكوم عليه في العديد من القضايا الإرهابية، من أبرزها: إدانته بحصار مقر إحدى المحكمة في القاهرة عام 2012، وغيرها من الجرائم المناوئة للدولة المصرية.