تمر، اليوم، الذكرى الـ72 على قيام عناصر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، باغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق، محمود فهمى النقراشى باشا، إذ تم اغتياله فى 28 ديسمبر عام 1948، حيث قام القاتل المنتمى إلى النظام الخاص للجماعة، وكان القاتل متخفيا في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أطلق عليه الرصاص من الظهر.
لكن يبدو أن قضية كشف النقراشي باشا لمخططات جماعة الإخوان الانتقامية، وألعابهم للقيام بعمليات إرهابية، عرفت وقتها باسم قضية "السيارة الجيب" كانت وراء قيام الجماعة باغتياله،وكان النقراشى قد تولى الوزارة للمرة الثانية من 9 ديسمبر 1946 م إلى وقت اغتياله في 28 ديسمبر 1948.
وبحسب كتاب "أمراء الدم: صناعة الإرهاب من المودودى وحتى البغدادى" تأليف خالد عكاشة، فإن تحقيقات النيابة وقتها كشف ضبط سيارة جيب بجهة الوايلى بتاريخ 15 نوفمبر 1948، ووجد بها لغم أرضى وكمية كبيرة من المواد الناسفة، من أنواع مختلفة، وعدد من القنابل ولفافات من فتيل الإشعال، ومدفع ستن وثلاث خزنات لمدفع ستن، و27 مسدسا من أنواع مختلفة، وأربعة خناجر وعدد كبير من الطلقات النارية والمفجرات الكهربائية والطرقية وغيرها، بالإضافة إلى ست ساعات زمنية، وقناع أسود.
وعن الطريق الصدفة، وفى خلال وقت وجيز استطاعت السلطات أيضا وضع يدها على ثلاثة من قادة جهاز التنظيم السرى للجماعة على رأسهم عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز، من خلال مجموعة من الأوراق والوثائق التي عثر عليها في السيارة الجيب والحافظة الجلدية وملف المذكرات والأجندة ومحافظ الجيب، والسجلات الشخصية الأخرى التي عثر عليها فى منازل المقبوض عليهم.
وأوضح المؤلف أن النقراشي باشا، بلغ من ثقته في السيطرة على الأمور، وعزل حسن البنا عن الجماعة، أنه رفض اعتقاله بعد حل الجماعة ومصادرة أموالها تحقيرا لشأنه، رغم طلب البنا اعتقاله مع باقى من اعتقلوا من مكتب الإرشاد.
ويوضح الكتاب أن محاولة ارتكاب مذبحة أثناء محاكمة أعضاء الجماعة، كادت تدور، خاصة بعد ما دار بين رئيس الحكومة والبنا، ولم يمضى عشرون يوما على ضبط السيارة الجيب حتى انتهز النقراشى فرصة القلاقل التى وضعت فى الجامعة 4 ديسمبر، ومصرع سليم زكى حكمدار القاهرة بقنبلة ألقيت عليه من سطح كلية الطب بالقصر العينى، ليتهم الإخوان صراحة بالتخطيط والتورط في قتله، وبعد صدور الاتهام الرسمى بذلك صدر الأمر بإغلاق صحيفة الجماعة، وفى يوم 8 ديسمبر 1948، كان قد صدر قرار حل الجماعة.
وكانت النتيجة أن قام التنظيم الشيطانى باغتيال النقراشى باشا، فى 28 ديسمبر 1948، أى بعد عشرين يوما فقط على قرار الحل.