تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الإثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعترف بالهزيمة، ولم يتصل بخصمه الرئيس المنتخب جو بايدن، حسب العرف السائد، فإن رحيله بات مؤكداً يوم 20 يناير المقبل.
إيلى ليك
إيلي ليك: إيران والحيرة بين الصدام والرد
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، منذ أنَّ تسبب هجوم صاروخي أمريكي في قتل أهم جنرال إيراني قبل عام تقريباً، تعهد النظام الإيراني بالانتقام، وجاء التهديد الأخير الأسبوع الماضي فقط. ومع ذلك، وبغض النظر عن وابل الضربات الصاروخية ضد قاعدة عراقية في يناير الماضي، ما تسبب في إصابات دماغية رضية لجنود أمريكيين متمركزين هناك، جاء الرد الإيراني هادئاً نسبياً.
ويعود ذلك إلى أنه حتى في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي لأي شيء قد تحاول إيران أو وكلاؤها فعله، فإنَّ النظام الإيراني لا يبحث عن مواجهة مفتوحة مع أقوى جيش في العالم، هكذا قال الجنرال فرانك ماكنزي، المسؤول عن القيادة المركزية الأمريكية.
وأضاف ماكنزي في مقابلة، مع مجموعة صغيرة من المراسلين: "إنها قضية معقدة للغاية. من ناحية، لا يسعى الإيرانيون نحو الدخول في صدام كبير مع الولايات المتحدة، فهم لا يبحثون عن حرب". إلا أنه أقر في الوقت ذاته بأن هناك رغبة حقيقية لدى النظام للثأر لمقتل الجنرال قاسم سليماني.
في الواقع، من السهل فهم هذا الجزء الأخير، فقد كان سليماني استراتيجياً عسكرياً موهوباً، وقاد حرباً على جبهات متعددة، وتمرداً في الشرق الأوسط، شهد في ذروته عمليات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وبفضل المهارات القيادية التي تمتع بها، تمكن سليماني من تنسيق هذه الحرب متعددة الجبهات، وإبقاء جماعات وميليشيات مختلفة تعمل بالوكالة لصالح إيران، وميليشيات في الطريق ذاته.
البدر الشاطرى
البدر الشاطري: ترامب والشرق الأوسط
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعترف بالهزيمة، ولم يتصل بخصمه الرئيس المنتخب جو بايدن، حسب العرف السائد، فإن رحيله بات مؤكداً يوم 20 يناير المقبل. وقد صوّت المجمع الانتخابي للرئيس المنتخب بايدن، وسيصادق عليه الكونغرس في 6 يناير المقبل، حيث أيد النتائج زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، تصويت المجمع الانتخابي. وفي الساعة الثانية عشرة من يوم 20 يناير، 2021، سيؤدي بايدن اليمن الدستوري، باعتباره الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
ولعل السؤال حول ترامب والشرق الأوسط، وتقييم دوره في هذه المنطقة المهمة من العالم أمر مهم لاستقاء الدروس المستفادة من فترة حكمه. فترامب ليس رئيساً عادياً، ومن سيخلفه في الحكم مهم لجهة معرفة توجهه وتاريخه. ولا يمكن عقد مقارنة بين الاثنين، إلا إذا ما محّصنا ممارسات الرئيس السابق أو الرؤساء السابقين.
وإذا ما رجعنا إلى انتخاب ترامب في 2016، وتوليه مقاليد الحكم في يناير 2017، كان الانتقال إلى السلطة بشكل سلس، رغم أن ترامب لم يفز بالأصوات الشعبية، ولكنه حسم أصوات المجمع الانتخابي لصالحه. وأبدى ترامب اهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط التي زارها في مستهل ولايته. وقد نجحت الرياض في عقد مؤتمر إسلامي بحضور ترامب في العام 2017، لخلق إجماع مناهض للإرهاب، وحينها اتهمت دول بتمويل الإرهاب، ورغم أن واشنطن لم تلتزم بنفس السياسة تجاه هذه الدول، فيما اعتبر آنذاك مؤشر على تذبذب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن ترامب أبدى اهتماماً واضحاً بواقع المنطقة، ودأب على احتواء إيران وخاصة نشاطاتها وتدخلاتها الإقليمية من العراق إلى لبنان.
عاصم عبد الخالق
عاصم عبدالخالق: لاءات بايدن المقترحة لإسرائيل
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، يحق للفلسطينيين الابتهاج بعدم انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولاية ثانية، لكن عليهم ألا ينتظروا مفاجآت سعيدة من منافسه الفائز جو بايدن. لن تدع جائحة كورونا وتداعياتها الكارثية إنسانياً واقتصادياً مجالاً كبيراً أمام الرئيس المنتخب، لتخصيص الكثير من جهده ووقته لمعالجة أزمات دولية مزمنة ومعقدة مثل القضية الفلسطينية.
ما سيتبقى لديه من وقت وطاقة ستستنزفه مشكلات أكثر إلحاحاً وأهمية للأمن القومي الأمريكي، مثل المنافسة مع الصين، والتمدد الروسي، والإرهاب، وإعادة مد الجسور المتهالكة مع الحلفاء الأوروبيين، وعشرات القضايا الداخلية والخارجية التي يزدحم بها جدول أعماله اليومي.
ومع ذلك، فمن المستبعد أن يتجاهل بايدن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على نحو كامل، بحكم تأثيراته الإقليمية المرتبطة بالمصالح الأمريكية. وإذا كان الحل النهائي مستبعداً، فلا يوجد ما يمنع تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، ومنع تفجير موجة عنف مفاجئة. ما يلي ذلك لن يكون في حده الأدنى أسوأ مما فعل ترامب. وبالتأكيد أفضل من لا شيء.
ليس من الصعب استقراء خطوات وتوجهات الإدارة الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية أو غيرها، قياساً على مواقف بايدن السابقة والمعلنة خلال رئاسته للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وأعوامه الثمانية بالبيت الأبيض نائباً للرئيس (أوباما). كما أن الدراسات والتقارير المنشورة التي تعدها مراكز الأبحاث، وتجد طريقها إلى مكتبه، توفر بدورها رؤية واضحة عن الخيارات المطروحة أمامه، والتوصيات التي تتحول بعد ذلك إلى سياسات وقرارات.