يواجه جبل طارق مستقبل غامض مع العد التنازلى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ففى الوقت الذى يسود جو من الهدوء فى بريطانيا بعد التوصل لاتفاق تجارى يحدد طبيعة العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى ، تعانى منطقة جبل طارق من حالة عدم يقين بسبب عدم التوصل الى اتفاق بين إسبانيا وبريطانيا.
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية فى تقرير لها نشرته اليوم على موقعها الإلكترونى إلى أن جبل طارق التي تعرف بالعامية البريطانية باسم "الصخرة" لم يذكرها الاتفاق التجاري الذي توصل إليه مفاوضو الاتحاد الأوروبى وبريطانيا ليلة الميلاد، وذلك بعد سنوات شاقة من المفاوضات التي تلت استفتاء "بريكست".
وقبل يوم من نهاية العام ، لا يعرف أى طرف ما ستحققه بداية 2021 فى جبل طارق ، وتوصلت لندن وبوركسل الى اتفاق يحدد شروط العلاقة الجديدة بين المملكة المتحدة وشراكائها القدامى من الآن فصاعدا ، ولكن الشىء نفسه لم يتم الاتفاق عليه مع جبل طارق ، وهو ما يجعل المنطقة تعيش حالة من عدم اليقين.
وأشارت الصحيفة إلى أن جبل طارق فى انتظار لاتفاق بين الحكومتين الإسبانية والبريطانية ، والاتفاق الذى لم يتم التوصل اليه بعد ولكنه من المفترض ان يتم غدا 31 ديسمبر حيث يعد الفرصة الاخيرة لتحديد ملامح لمستقبل جبل طارق، ولكن إذا لم يتم عقد اتفاق بين الطرفين فإنه سيتحتم على جبل طارق ادراك موقفه بأنه أصبح خارج حدود الاتحاد الاوروبى.
ولم تقدم أي من مدريد ولا لندن تفاصيل عن العقبات التي تميز المفاوضات ، رغم أن كلاهما ، وإسبانيا بشكل أساسي ، يدعيان أنهما مصممان على استنفاد كل الاحتمالات والحوار بحثًا عن اتفاق قبل حلول نهاية العام.
ولكن إذا لم تنجح الاتفاقية ، فسيكون جبل طارق لجميع المقاصد والأغراض دولة ثالثة لن يتم تطبيق أي من المزايا التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للبريطانيين لمواطنيه.
وتتميز جبل طارق بموقع استراتيجي، وتقع جنوبي إسبانيا، وبالتالي فهي متداخلة جغرافياً مع شبه الجزيرة الإيبيرية. تاريخياً، سلّمت المنطقة للعرش البريطاني في 1713 ما أتاح للبحرية الملكية ربطَ المتوسط بالأطلسي خلال ثلاثة قرون.
وفي حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق يحدد مستقبل المنطقة، فإن ذلك سيطرح مسألة "فرض الحدود" مجدداً بين إسبانيا وبريطانيا بدءاً من الأول من يناير، ما سيهدد مستقبل آلاف العمال والسياح والأعمال التي كانت حتى الآن تنتقل بحرية كاملة بين إسبانيا وجبل طارق.
وهناك نحو 15 ألف شخص يعيشون في إسبانيا ويعملون في جبل طارق، ما يشكل تقريباً 50 % من "قوة العمل" في منطقة الحكم الذاتي، وهؤلاء يعبرون الحدود نحو 30 مليون مرة سنوياً.
ونجحت إسبانيا في إقناع المفوضية الاوروبية بفصل مسألة جبل طارق عن المفاوضات التجارية الأخيرة بشأن بريكست بشكل كامل خلال الأشهر التسعة الماضية، وهذا يعني أن مدريد تدير حالياً شئون المفاوضات بطريقة مباشرة مع لندن وجبل طارق، على أن الموعد الأقصى الممكن للتوصل لاتفاق هو الأول من يناير.
وكانت أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليز لايا، أن منطفة "جبل طارق" مستثناة من اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وأوضحت الوزيرة أن وضع "جبل طارق" مشمول باتفاقية منفصلة بين المملكة المتحدة وإسبانيا، مبينة أن العمال العابرين للحدود سيتم إعفاؤهم من ضوابط الحدود بين إسبانيا و"جبل طارق".