لقبت "سيدة الموت"، لودميلا بافلتشنكو، القنّاصة السوفيتية الأكثر نجاحاً وإثارةً للرعب على مر الزمان، وكانت الجندية السوفيتية من القناصين الأكثر "حصادا" خلال الحرب العالمية الثانية، حيث اصطادت 309 فاشيا، ويأتى كتاب "سيدة الموت" الصادر فى ترجمته عن دار الساقى عام 2020، ترجمة هيثم فرحت، ليكشف سيرة وجوانب عدة من حياة القناصة السوفيتية.
ولودميلا بافلتشنكو كانت فى مرحلة التدريب العملى ضمن دراستها الجامعية عندما قرر الديكتاتور هتلر غزو الاتحاد السوفيتى، فى الرابعة صباحا من يوم 22 يونيو 1941، وهو الأمر الذى دفع ليودميلا للانضمام إلى الجيش الأحمر فى أقرب شعبة تجنيد دون أى تردد، وبدأت فى تلك اللحظة مسيرتها الحربية، حيث وضعت القناصة الجديدة فى الجيش السوفيتى الهدف الأول: قتل 100 جندى من الجيش النازى.
كتاب مثير يستفز الحواس قبل المشاعر، ويدفعك إلى الانتباه والترقب، حكاية مختلفة من زمن الحرب، نعيشها من وراء منظار قناصة، تراقب وتقنص الحياة من مكانٍ لإيمانها أنها تساهم فى حمايتها فى مكان آخر.
سيدة الموت
تصحبنا فى ذكرياتها وننتقل معها من موقع إلى آخر على جبهات المعارك فى الحرب العالمية الثانية، تروى لودميلا ذكريات الفتاة التى استفزتها الحرب وأيقظت فيها ما هو أبعد من الأنوثة، فاندفعت إلى الانخراط فى لعبة الموت، ثم انطلقت من وراء البندقية لتجوب العالم فى رحلة سياسية كشفت فيها مواهبها فى الإقناع والتواصل الإنساني.
اصطادت "السيدة الموت"، خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر عام 1941، نحو 187 نازيا أثناء تقدم الألمان نحو مدينة أوديسا. ولهذا أصبحت ليودميلا "المرأة" الأكثرة تداولا فى الصحف السوفيتية من جهة، و"الجندية" الأكثر رعبا بين النازيين من جهة أخرى، حيث كان النازيون يتداولون أساطير عن "قناصة سوفيتية" تسمع الهمس بين الألمان عن بعد نصف كيلومتر.
ولكن الفيرماخت الألمانى لم يترك وضع دحر جنوده من قبل قناصة كما هو، حيث قرر إرسال أقوى القناصين فى الرايخ الثالث لقتل المرأة السوفيتية، ففى إحدى المبارزات بين القناصة ليودميلا وأحد القناصين الألمان، التى استمرت لمدة يوم كامل، التقت عين ليودميلا بعين خصمها فى نفس اللحظة، ولكن ليودميلا كانت الأولى من ضغط على زناد البندقية.
وعندما وصلت ليودميلا إلى موقع القناص المقتول، عثرت على دفتره لتسجيل حصيلة القنص، فوجدت أن القناص النازى بدأ المشاركة فى الحرب من أيام احتلال فرنسا، وعلى حسابه أكثر من 400 ضابط وجندى من مختلف أنحاء أوروبا.