نواصل قراءة سيرة السيد المسيح، كما وردت فى كتب التراث الإسلامي، لكن لاحظنا أن بعض ما أوردته الكتب القديمة ينتمى إلى الإسرائيليات، ومن ذلك ما ورد فى قصة "المسيح والشيطان" حسبما ورد فى كتاب "سيرة السيد المسيح" لـ ابن عساكر الدمشقى.
يقول الكتاب:
عن عكرمة بن خالد المخزومى قال: لما ولد عيسى بن مريم لم يبق شىء يعبد من دون الله إلا خر لوجهه ففزعت لذلك الشياطين واجتمعوا إلى إبليس فأخبروه فركب فإذا بعيسى فى مهده فحال الله بينه وبينه.
فقال له إبليس: أتعرفنى.
قال: نعم أنت إبليس.
قال: صدقت.
قال: إما أنى ما جئتك تصديقا بك ولكن رحمتك ورحمت أمك لما قالت بنو إسرائيل فيها، فلو أمرت أمك فجعلتك على شاهقة من الجبل ثم طرحتك فإن ربك وملائكته لم يكن ليسلمك.
فقال عيسى: يا قديم العتى إنما أفعل ما يأمرنى ربى وإنى أريد أن أعرف كرامتى عند الله عز وجل.
وقال وهب بن منبه، سألنى ابن عباس عن عيسى بن مريم وعن ميلاده وعن لقيه إبليس فقلت: نعم إن إبليس عدو الله اتخذ مجلسا على الجنة الخضراء ثم بث شياطينه فى ولد آدم، فقال: انطلقوا فأتونى بأحداث الدنيا فأتاه جماعتهم لساعات مضين من النهار .
فقال : أخبرونى عما كانت وجهتكم، فقالوا: سيدنا قد كانت الأصنام بغيتنا ورجاء لضلالة ابن آدم فلم يبق صنم إلا أصبح منكوسا قد انحدرت حدقتاه على وجنتيه، فساء ظننا.
فطار فغاب عنهم مقدار ثلاث ساعات من النهار فانصرف إليهم عوده على يديه فقال إنى لم أدع مشارق الأرض ومغاربها ولا برها ولا بحرها ولا سهلها ولا جبلها إلا أتيتيه فوجدت ذلك المولود ولد لغير بشر فأتيته من بين يديه لأضع يدى عليه فإذا الملائكة دونه كأنهم بنيان مرصوص من تخوم الثرى إلى عنان السماء فأتيته من فوقه فإذا الملائكة مناكبها ثابتة فى السماء وأرجلها تحت الأرض السفلى فلم أصل إلى ما أردت به ولأضلن به أكثر ممن تبعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة