عام من التحول الإعلامى شهدته مصر، حيث الانتقال إلى آفاق مختلفة تتواكب مع طبيعة العصر الحديث، بما يشمله من تقنيات وتكنولوجيا عالية، إلى جانب عالم إعلامى جديد، استطاع خلال سنوات قليلة أن ينتشر كالنار فى الهشيم، حيث الإعلام البديل من خلال شبكة الإنترنت، وما ترتب عليها من منصات إعلامية إلكترونية، ومواقع للتواصل الاجتماعى - سوشيال ميديا - مثلت تحديا كبيرا أمام وسائل الإعلام التقليدية، فقد أصبحت منافسا قويا لها بسبب سهولة تداولها وانتشارها، وقلة تكلفتها بالمُقارنة لوسائل الإعلام التقليدية، خاصة فى ظل جذبها لشركات الدعاية والإعلان، ما بالطبع أثر تأثيرا سلبيا بالنسبة للوسائل الإعلام التقليدية، التى تمثل لها الإعلان، أن مصدرا مهما لاستمرارها، وأخذت المنصات الإعلامية حديثة التطور، عام وراء الآخر، حتى باتت تشمل جميع احتياجات المشاهدين والمتابعين فى ظل التطور التكنولوجى الهائل، الذى نشهده، وانتشار الهواتف المحملة والأجهزة اللوحية التى تُوفر لصاحبها متابعة الأخبار أولا بأول، من خلال المواقع الإلكترونية أو التطبيقات الخاصة بالأخبار. فضلا على توفر أفلام ومسلسلات ذات تقنيات عالية عبر تطبيقات شهيرة باتت مؤثرة حول العالم.
تامرمرسى
فى ظل ما سبق ذكره، كان لا بد أن تنتبه الإدارة المصرية لمثل هذه التغيرات فى عالم الإعلام، الأمر الذى غاب فى سنوات سابقة أثرت بشكل سلبى على نسب المشاهدة لوسائل الإعلام المصرية، سواء محليا أو عربيا، كما تسبب ذلك فى توجه الرأى العام لمنابر إعلامية أجنبية، ربما تؤثر سلبا على الذوق العام للمشاهد المصرى وتوجهاته، لأنها لا تخدم إلا توجهاتها أو من يمولها.
وبالفعل استطاعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إحداث نقلة كبيرة فى الإعلام المصرى، من خلال إعادة هيكلة المشهد الإعلامى بشكل عام، والحرص على توفير منصات إعلامية مُختلفة تتوافق مع الأذواق المختلفة للرأى العام، ونجحت بالفعل فى جذب قاعدة كبيرة من المشاهدين مرة أخرى، بعد أن عانى الإعلام المصرى لسنوات من فقد بريقة. واهتمت الشركة بمواكبة التطور الحديث وبتدشين منصات إلكترونية جديدة، وتحديث حسابات إخبارية كانت موجودة عبر السوشيال ميديا، وتطوير بعض القنوات والبرامج الإخبارية، حتى تُصبح على مستوى أفضل، بات يمكنه المنافسة فى المنطقة العربية، لاستعادة ريادة الإعلام المصرى، سواء على المستوى الخبرى أو الفنى والدرامى، خاصة بعد ما شاب إعلامنا من فوضى مع أحداث ثورات الربيع العربى فى العام 2011 وما تلاها من أحداث فوضوية كان أبرزها الخلل، الذى أحدثته فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية بالمشهد الإعلامى المصرى.
حسام صالح
ودشنت الشركة فى مايو من العام 2019 منصة رقمية للمحتوى الإعلامى باسم Watch iT، وهو عبارة عن تطبيق محلى يُمكن تثبيته على الهواتف المحمولة أو غيرها من الأجهزة اللوحية الحديثة المُتصلة بالإنترنت، التى وفرت من خلالها للمشترك عددا من المسلسلات والأفلام المصرية، وتحرص الشركة على تطوير هذه المنصة من آن إلى آخر لتتواكب مع غيرها من المنصات الإعلامية. ولعل أبرز الخطوات التى قدمتها watch it حصولها على الحقوق الحصرية الرقمية لفيلم الممر، وعرضه تزامنا مع الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر الـ46، فقد تميزت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتقديم محتوى مختلف، وحديث على صعيد السينما والدراما، وكافة الأنشطة الفنية، وحقق مسلسل الاختيار، الذى تناول قصة الشهيد أحمد المنسى، نجاحا كبيرا، سواء داخل مصر أو خارجها إلى جانب عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية، التى تتوافق من الأساليب الحديثة حيث عالم الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات الحديثة، وهو ما يُشير إلى انتباه الشركة المتحدة إلى الدراما والفن بشكل عام كقوة ناعمة يمكنها التأثير فى المجتمع بشكل إيجابى، حتى تعيد له القيم والعادات المجتمعية والوطنية التى افتقدناها لسنوات.
وفى تصريحات سابقة للمتحدث باسم الشركة المتحدة، المهندس حسام صالح، يتضح إدارك إدارتها جيدًا إلى دور الإعلام فى مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، وأهمية بناء وعى المواطن، لأن هذا يمثل جزءا كبيرا فى مثل هذه النوعية من الحروب الحديثة، وقال: «حروب الجيل الخامس وتحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابات سابقة، هى عبارة عن حروب عبر احتلال العقول، فالاحتلال لم يعد احتلالا للأرض بل احتلال عقول البشر، من أجل إسقاط الدول من الداخل وليس عبر العدو الخارجى عبر كسر الدولة داخليًا وتفتيتها وتقسيمها لمجموعات تحارب نفسها حتى تقضى على نفسها، ومن ثم تقضى على الدولة داخليا»، وبالفعل لاحظنا على مدار الشهور الماضية كيف استطاعت المنابر الإعلامية، التابعة للشركة المتحدة، التصدى لأكاذيب وشائعات جماعة الإخوان الإرهابية والجهات المُغرضة التى تهدف إلى إسقاط الدولة المصريةو من خلال بثّ الشائعات ومحاولة تشكيك المواطنين فى الإدارة المصرية، ولكن الإعلام المصرى استطاع بنجاح فضحهم وفضح أهدافهم الخبيثة، ولعل من أشهر الخطوات التى قامت بها الشركة، الفخ الإعلامى الذى نصبته لهم فى سبتمبر الماضى، والشهير بفيديو «نزلة السمان» حيث فيديو مفبرك من إنتاج الشركة تم إطلاقه على أنه تظاهرة للإخوان فى مصر، وقد قامت المنصات التابعة للجماعة الإرهابية بنشره وتداوله، على أنه ظاهرة حقيقية، لدرجة أن البعض منهم زعم وجوده ومشاركته بها، كما أطلقت الشركة المتحدة، خلال الشهور الأخيرة، عددا من الأفلام الوثائقية، حول جماعة الإخوان وأهدافها وغيرها من الأطراف، التى تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر وسياساتها الخبيثة التى تهدد مصر، وغيرها من الدول، ومنها «عبيد هيلارى كلينتون»، و«قطر حروب النفوذ على الإسلام فى أوروبا».
ولم تغفل الشركة عن أهمية حماية تراث التليفزيون المصرى، وعقدت بروتوكولا فى مايو عام 2019 مع الهيئة الوطنية للإعلام بهدف إحيائه عبر منصة Watch iT فى محاولة لحفظ المحتوى المصرى، سواء ما جرى إنتاجه سابقا أو فى الوقت الحالى.
وقد ترتب على هذا التعاون، وضع قيود صارمة أمام كل سارقى المحتوى عبر المنصات المختلفة، الأمر الذى أهدّر ملايين الجنيهات كان يُمكن أن يستفيد منها «ماسبيرو»، إلى جاب منع استغلال تراث التليفزيون المصرى على موقع «يوتيوب».
الاختيار
وأطلقت فى فبراير الماضى، قناة «مصر قرآن كريم» على «نايل سات»، والتى تُعد أول قناة للقرآن الكريم بأصوات مصرية، كما شدد المهندس حسام صالح على أن القناة ستكون أيضا بوابة لاكتشاف أصوات جديدة فى تلاوة القرآن والإنشاد.
كما اهتمت «المتحدة للخدمات الإعلامية» بإطلاق المبادرات من مُنطلق دورها المجتمعى تجاه الوطن والمواطنين، فمنها من كان توعويا وآخر تضامنى، وداعما لمعنويات عدد من الفئات بالمجتمع المصرى، إضافة إلى مبادرات تنموية وتعليمية، ومن أبرز تلك المبادرات والمشاركات المجتمعية، إطلاق مبادرة «شكرا جيش مصر الأبيض»، إلى جانب تقديم التوعية للمواطنين لمواجهة فيروس كورونا بلغة الإشارة، وإطلاق مبادرة لتكريم شهداء الواجب من أبطال القوات المسلحة والشرطة، بالتنسيق مع وزارتى الدفاع والداخلية.
الممر
وأيضا مشاركة الشركة فى مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس السيسى، من خلال توزيع 30 ألف كرتونة رمضانية للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجًا، وحملة إعلانية فى شوارع مصر للإعلان عن أعمالها الدرامية وبرامجها التى تمت إذاعتها فى شهر رمضان الماضى، فى إطار دعم صناعة الدعاية والإعلان، بعد تراجع عدد من الشركات بسبب الظروف الاقتصادية التى ترتبت على أزمة كورونا فى ذاك الوقت، أيضا حرصت الشركة المتحدة على مشاركتها فى الدور التنموى والتعليمى، من خلال تخصيص فترة تعليمية مفتوحة على قنواتها لطلاب الشهادة الإعدادية والصف الأول والثانى الثانوى والشهادة الثانوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة