محمود عبدالراضى

القاهرة الخديوية ..باريس على ضفاف النيل

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 09:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا كنت من المحظوظين وقادتك قدميك في الفترة المسائية خلال هذه الأيام لمنطقة وسط البلد خاصة القاهرة الخديوية، ستشعر أنك تتجول في عواصم أوروبا، حيث يخطف قلبك وعقلك سحر القاهرة الخديوية ليلًا، بعد تطويرها من قبل جهاز التنسيق الحضاري والجهات المعنية، فضلًا عن تطوير ميدان التحرير الذي بات بمثابة مزار سياحي.

"باريس على ضفاف النيل"، هكذا يصف البعض القاهرة الخديوية ومنطقة وسط البلد، بعد التحول الجمالي الذي أصاب المنطقة، والجهود الرائعة المبذولة من قبل الدولة، لعودة الجمال للعاصمة من جديد.

واشتمل التطوير جوانب كثيرة، لا سيما إزالة التشوه البصري من إعلانات وعشوائية استخدام الألوان، مع الاهتمام بالإضاءة التي أضفت جمالًا على العمارات، بالإضافة إلى توفير بيئة مناسبة للمشاة، حيث إنه بسبب كثافة الحركة اقتصرت حركة المشاة على الأرصفة الجانبية، وهناك خطة أساسية لرفع أهمية حركة المشاة وسط البلد، من التوسع في الأرصفة، وكيفية إدخال الدراجات في بعض الشوارع الفرعية.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما توجد خطه لتحويل ميدان التحرير والقاهرة الخديوية لمزار سياحي بتطوير ميدان التحرير والقاهرة الخديوية والإسلامية وكورنيش النيل، فهناك 3 مشروعات متكاملة لمجموعة من المشروعات التنموية، من منطقة التحرير وعين الصيرة ومجرى العيون والقاهرة الفاطمية وكورنيش النيل، وعندما تكتمل يحدث تكامل بينها وإعادة الدور الريادي والسياحي على خارطة السياحة العالمية.

جهود ضخمة يبذلها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري من خلال إعادة صياغة الرؤية الجمالية لكافة مناطق الدولة والعمل على إزالة  التشوهات الحالية، وإعداد قاعدة بيانات شاملة لجميع المباني ذات الطابع المعماري المميز بجميع محافظات الجمهورية ووضع القواعد اللازمة للحفاظ عليها، ووضع الضوابط التي تكفل عدم التغيير في الشكل المعماري القائم بمنع الإضافات التي تتم على المباني القائمة والتي تشوه المنظر العام، فضلاً عن وضع أسس التعامل مع الفراغات المعمارية كالحدائق والشوارع والأرصفة والإنارة والألوان المستخدمة بمراعاة طبيعة كل منطقة  والمعايير الدولية المتعارف عليها، وذلك بما يحقق احترام حركة المشاة والمعاقين مع استخدام الخامات والألوان التي تتناسب مع الطابع المعماري لكل منطقة.

ويحرص جهاز التنسيق الحضاري على وضع الشروط والضوابط اللازمة لشكل الإعلانات و اللافتات بالشوارع والميادين وعلى واجهات المباني، واعادة صياغة الميادين العامة وفقاً لرؤية معمارية وبصرية تتفق والطابع المميز لكل منطقة مع الاحتفاظ بالشكل القديم الأصلي للميادين التي تمثل طابعاً معمارياً متميزا.

هذه الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة لعودة الجمال للقاهرة، تتطلب تعاون كبير من المواطنين للحفاظ عليها، والتعامل معها بشكل راقي واحترافي بما يضمن استمرارها وتطويرها.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة