إرهاب مفضوح واحتلال لا يعرف خجل تقوده قوات الجيش التركى بمدينة عفرين السورية بزعم ملاحقة الأكراد، وهى الادعاءات التى تم على إثرها احتلال أراض سورية وعراقية على حد سواء لما يقرب من عامين، وسط ادانات دولية متتالية وحالة من القلق من الأطماع التوسعية التى تسيطر على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبخلاف عمليات القتل والترويع لأهالى مدينة عفرين السورية من خلال الجيش التركى تارة والمليشيات الموالية لنظام حزب العدالة والتنمية، شهد التراب السورى عمليات نهب للآثار بهدف تغيير هوية تلك الأراضى العربية واستغلال ثرواتها بشتى الطرق.
وفى تقرير له، حذر المرصد السورى لحقوق الإنسان من مواصلة الفصائل المدعومة من أنقرة عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، فى مناطق مختلفة من قرى وبلدات منطقة عفرين شمالى غربى حلب.
ونقل المصدر عن مصادر سورية قولها، أن الفصائل الموالية لتركيا تعمد إلى نبش "تل البير" الواقع جنوبى قرية افرازة التابعة لناحية المعبطلى فى ريف عفرين، مشيرة إلى أن "تل البير" تعرض لعمليات حفر بشكل مستمر، بحثًا عن قطع أثرية، على مدار الأشهر السابقة منذ أن تمكنت القوات التركية برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها من السيطرة على مدينة عفرين فى مارس 2018.
وبحسب التقرير تعرض التل لعمليات تخريبية بسبب استخدام الفصائل آليات ثقلية أثناء بحثها عن الآثار فى المنطقة.
وسبق أن نشر المرصد أغسطس الماضى تقرير كشف أن عناصر الفصائل الموالية لتركيا يكثفون بحثهم عن المواقع الأثرية المخفية فى منطقة عفرين، بعد حفر وتجريف التلال الأثرية والمزارات الدينية المعروفة، حيث يحاول هؤلاء الاستفسار عن تلك المواقع من المسنين أبناء المنطقة، وذلك بترهيبهم تارة وتارة أخرى بترغيبهم وإعطائهم نسبة ممّا يستخرج من لقى وقطع أثرية، يأتى ذلك تحت أنظار المخابرات التركية التى تسهل عملهم.
وقبل أشهر، أقدمت المليشيات الإرهابية الموالية لتركيا على عمليات تنقيب واسعة بحثًا عن آثار، بخلاف تخريب المزارات الدينية بحثًا عن تحف أثرية فى عفرين، حيث جرفت وحفرت بشكل عشوائى تل "أرندة الأثري" الواقع فى ناحية "الشيخ حديد" فى ريف عفرين الغربي.
وشهد مزار "شيخ حميد" فى قرية قسطل جندو التابعة لناحية شران فى ريف عفرين أعمال حفر وتخريب أيضًا، ويُعدّ من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالى عناصر الفصائل بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية.
وبحسب تقرير سابق، نشره موقع "سكاى نيوز"؛ إذ يشكل غيضًا من فيض، فمنذ نحو 3 أعوام مع احتلال عفرين خاصة، تتصاعد وتيرة عمليات سرقة الآثار ونقلها إلى تركيا رغم المطالبات المتواصلة والمتكررة بوقف عمليات النهب المنظمة هذه، سواء من قبل سلطات الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، أو حتى من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، خاصة أن الآثار السورية أدرجت من طرف المنظمات الأممية المعنية ضمن لوائح الآثار المهددة بالخطر.
وتتمّ هذه الجرائم المنظمة ضد التراث الحضارى الإنسانى وفق خطة ممنهجة تركية هادفة لتدمير كل ما هو جمالى وتاريخى فى المناطق الكردية التى يحتلها الجيش التركى شمال سوريا بغية محو ملامحها وتشويهها.
وبخلاف نهب الآثار، وثّق حزب الوحدة الكردى الانتهاكات التى ارتكبها الجيش التركى والميليشيات المسلحة التابعة له خلال الأسبوع الماضى، وتضمنت عمليات خطف وقتل وسرقة وابتزاز.
وقال الحزب، فى بيان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: أن "الدولة التركية المحتلة تحاول بمشاركة الميليشيات الإرهابية الموالية لها بشتى الطرق والوسائل تطبيق التغيير الديموغرافى فى منطقة عفرين الكردية ـ السورية، من أجل القضاء على وجود الكرد وطمس هويتهم الثقافية والتاريخية.
واجتاح الجيش التركى منطقة عفرين فى يناير 2018 خلال عملية عسكرية باسم "غصن الزيتون"، بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستانى التركى والمصنف داخل تركيا جماعة إرهابية.
فى غضون ذلك، لفت حزب الوحدة الكردى إلى أن أحد أبرز محاولات تركيا لطمس هوية عفرين الكردية هو إخضاع منطقة عفرين لولاية هاتاى التركية ووضعها تحت إمرة واليها.
وأضاف: أن تركيا تعمل على إلغاء أو تدمير بنى تحتية ومؤسسات سورية منذ اليوم الأول للاحتلال، مثل شبكات الاتصالات والكهرباء، إضافة إلى شبكات مجموعات التوليد المحلية الخاصة ومجموعات الطاقة الكهرضوئية المنزلية.
ولفت الحزب، إلى أن مجموعات الطاقة الكهرضوئية تعرضت للسرقات والتخريب الممنهج، لتأتى "الشركة السورية التركية للطاقة والكهرباء STE Enerji" لتنفيذ بعض الأعمال وفق عقد سابق موقع مع "مجالس محلية" وتُعلن مؤخرًا تغذية الشبكة الكهربائية فى مدينتى عفرين وجنديرس.
ومن جانب آخر، تتواصل زيارات رئيس الائتلاف السورى، الإخوانى نصر الحريرى، الاستفزازية إلى عفرين، ويرافقه ممثل عن المجلس الوطنى الكردى "ENKS"، وإحداها لحقول زيتون عائدة لسكان كُرد مُهجّرين قسرًا ومستولى عليها من قبل الميليشيات الإرهابية، فى تأكيد واضح وصريح على مشاركة المجلس لسياسات الائتلاف وممارساته، بحسب البيان.
وأورد الحزب عددًا من الجرائم التى وثقها خلال الأسبوع الماضى، منها "سرقة محصول الزيتون فى منطقة عفرين، والاستيلاء شبه الكامل على تجارة الزيت، بإشراف الاستخبارات التركية، بدءًا من الشراء بأسعار متدنية، وتجميعه فى مركز تركى مخصص بمدينة جنديرس، ونقله إلى تركيا، ومن ثمّ تعبئته بعبوات مختلفة، تحت اسم "منتج تركى أصيل"، وتصديره إلى أوروبا وأمريكا".
وذكر الحزب أن الشرطة العسكرية قامت باعتقال 3 مواطنين، واقتادتهم إلى مركز ناحية راجو، بحجة مشاركتهم فى نوبات الحراسة أثناء الإدارة الذاتية السابقة، كما تعرّض مواطن وزوجته، أثناء استقلالهما دراجة نارية، لحادث سير مع سيارة عسكرية تركية، ممّا أدى إلى مقتل الزوج وإصابة الزوجة بجروح وكسور، نُقلت على إثرها إلى إحدى المشافى التركية.
وتابع الحزب: فى يوم الجمعة الماضية انفجر لغم أرضى من مخلفات الحرب فى إحدى حقول الزيتون قرب بلدة "تل رفعت" بـ4 أطفال من عائلة واحدة، من أهالى قرية مروانية ـ شيه عفرين، وهم من المهجّرين قسرًا إلى منطقة الشهباءـ شمال حلب، مما أدى إلى إصابتهم بجروح بليغة وفقد أحدهم ساقه.
وفى إطار انتهاكات الميليشيات بحق الأشجار فى منطقة عفرين، قامت ميليشيا أحرار الشرقية المسيطرة على قرية خالطان ـ جنديرس بإنشاء مركز لتجميع حطب أشجار الصنوبر والسرو التى يتم قطعها من الجبال المحيطة بالقرية، ليتم بيعها لصالح الميليشيا المذكورة، وكذلك تقوم معظم الميليشيات بتوزيع الحطب على عائلات المستقدمين، ولا توزّعها على العائلات الكردية المتبقية فى القرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة