الملك رمسيس الثالث آخر فراعنة مصر العظام، وفى فترة حكمه، عاصر نهايات واضطرابات فى دول وممالك عدة فى عالم البحر المتوسط مثل الحرب الطروادية وسقوط وهروب شعوب كثيرة بحثت عن أوطان جديدة، وتأثرت مصر دون شك بتلك الهجرات التى جاءت إلى الشواطئ المصرية بحثًا عن وطن جديد بعد الذى كان، ومؤخرًا كشف عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس عن مومياء رمسيس الثالث قائلاً: "الراجل كان طاعن في السن وخمورجى وبتاع ستات، وقاعد فى القصر مش مهمة وعمل ابنه رمسيس الرابع ملك"، ولهذا وخلال السطور المقبلة نستعرض شخصية رمسيس الثالث.
قال عالم الآثار الكبير زاهى حواس، حدثت غيره لزوجته الثانية اسمها تيا، فدبرت مؤامرة لتعيين ابنها بنتاؤر ملكا بدلا من رمسيس، وعند قراءة (بردية الحريم) الخاصة بهذه القصة، وجدت أن الملكة تيا جمعت قوات جيش والنساء والحرس وكل الناس كانت معاها ولكن لم يكن في البردية شيء يخص أن الملك رمسيس مات بمفرده، ولكن قتل بواسطة الذبح، وذلك عند وضع المومياء الخاصة به تحت الأشعة المقطعية".
وعند فحص مومياء الملك رمسيس الثالث ضمن أعمال المشروع ظهرت أدلة جديدة عن حياة الملك ووفاته تفيد بأنه توفى فى الـ 60 من عمره وأنه كان يعانى من التهاب بالمفاصل، لكنه لم يتوف نتيجة لكبر سنه، فعند الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية تبين أن شخصًا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنه فى الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر، وقد وصل عرض الجرح البالغ فى الأنسجة لـ35 مم وامتد بعمق حتى وصل لنهاية الفقرة الخامسة وحتى الفقرة السابعة من فقرات الظهر، قطع الجرح جميع الأعضاء الموجودة بمنطقة الرقبة بما فيهم البلعوم، القصبة الهوائية، والأوعية الدموية الأساسية.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، كانت السنوات الأربع الأولى من حكم رمسيس الثالث هادئة، وأخذ فى تدعيم دولته واستمر فى سياسة والده الملك ست نخت لجلب الاستقرار لمصر، ولم تكن هناك مشكلات تذكر فى بلاد النوبة، فقد كانت مستعمرة خاضعة للحكم المصرى، غير أن الليبيين، مع قبيلتين أخريين المشوش والسبد، تركوا الصحراء وحاولوا غزو الأرض الخصبة فى غرب الدلتا المصرية، وقام الجيش المصرى بقمعهم على الفور، ومن لم يتم قتله منهم، تم أسره واستعباده فى مصر، ومنذ ذلك الحين، وعت البلاد المجاورة لمصر الدرس، وعرفت جيدًا ألا تستفز الفرعون وألا تثير غضبه، وإلا سوف تلقى ما لا يحمد عقباه.
رمسيس الثالث على الجدارية
ورأى كتاب "الفراعنة المحاربون"، أن الملك رمسيس الثالث العظيم الذى جعل من جده الأعلى الملك رمسيس الثانى العظيم مثلاً أعلى يحتذى به، فقد كان خير خلف لخير سلف، وحافظ على مصر من هجوم شعوب البحر واحتلال أرض مصر والاستقرار بها والقضاء على حضارة مصر العظيمة، لذا صار رمسيس الثالث، فى رأى بعض العلماء، آخر ملوك مصر العظام.