صور.. أسرة شهيد الواجب بشمال سيناء تحيى ذكرى استشهاده بنحت تمثال له.. شقيقه: حبى لأخى دفعنى لهذا العمل.. مستعد أقدم أولادى الأربعة فداء لتراب الوطن.. ووالده يؤكد: مصر تستحق التضحية بأغلى ما نملك

"فخر، افتقاد، حب، أبوة، اشتياق" مشاعر إنسانية تجمعت فى ممدوح إبراهيم محمد عطوة الكهربائى البسيط ابن قرية بنى هلال التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، تجاه شقيقه الأصغر الذى استشهد خلال تأدية واجبه الوطنى فى شمال سيناء، ليعبر عنها فى صورة نحت تمثال له بالرغم من عدم امتلاكه أى مهارات من فنون النحت لكنه أراد يعبر عنه فخره به.

داخل منزل أسرة الشهيد محمد إبراهيم محمد عطوة تجسدت كل المشاعر الإنسانية فى الأخ الأكبر ممدوح ابن الـ34 عاما، الذى فكر فى نحت تمثال لشقيقه لتكريما وتخليدا له، قائلا: كان محمد ابن وأخ، فهو من أطلق على لقب "الطيب" لخصوصية العلاقة بينا، فدواما شددت من أزره خلال فترة تجنيده بشمال سيناء، وكان يرد فى كل مرة أن هذه الأرض غالية وتستحق أن نفديها بدمائنا، لافتا إلى أنه قضى فيها عامين و7 أشهر وكان متبقى له أقل من 5 أشهر، وفى آخر إجازة قال وهو يودعه قبل السفر المرة الجاية هاجى نضيف الحمد لله راضى وأشار لى بيده، مع السلامة وعينه بها لمعان غريب.

ومنذ استشهاده قبل عام أشعر بافتقاده كثيرا، فخطرت فى بالى فكرة نحت تمثال، بالرغم من أنى لا أجيد فنون النحت والرسم وأنها المرة الأولى، لكن مشاعرى الجياشة وشوقى له، جعلتنى اأستحضر من ذاكرتى مشاهد لصديق نحات توفى فى وقت لاحق، تعرفت عليه خلال فترة عملى فى مدينة شرم الشيخ قبل 20 عاما وكنت أجلس معه فى الورشة وهو يعمل وأرى كيف ينحت التماثيل.

ويضيف شقيق الشهيد جبت المون من جبس وأسمنت وهيكل حديدى والألوان، وبدأت أتفرغ لعمل التمثال والذى استغرق 40 يوم عمل، قمت بعمل الرأس 7 مرات لمحاولة تقريب الملامح بين التمثال والشهيد، وعن هذه الفترة يقول: تعرضت لمضايقات من بعض الناس بوصفهم الأمر أنى أصنع صنما، لكن كانت هناك مشاعر لا إرادية للاستكماله، مشيرا إلى أنه خلال تلك الفترة كان لديه إحساس أن "محمد" جنبى يتكلم معى، مؤكد أنه يفتخر بلقب شقيق الشهيد وأن لديه أربعة أولاد مستعد أن يقدمهم شهداء فداء لتراب بلده.

ويقول الحاج إبراهيم محمد عطوة إن جيش مصر خير أجناد الأرض، ويفتخر بولده الشهيد، مضيفا أن نجله الأكبر ممدوح كانت لديه رغبة فى وضع التمثال فى المدرسة التى أطلق عليها اسمه، لكنى طلبت منه أن يتركه فى المنزل، خاصة أن ملامحه لا تطابق ملامح الشهيد، مشيرا إلى أنه وضعه فى ركن بالمنزل فى قطعة فضاء وقام ممدوح بدهانه بألوان علم مصر، ودون عليها عبارات "نموت نموت وتحيا مصر"، لافتا إلى أن الأحفاد وأولاد العائلة يفتخرون بالشهيد وبالتمثال.

يذكر أن الشهيد مجند محمد إبراهيم محمد عطوة استشهد فى 19 يناير 2019، وأصدر الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، قراراً بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة بنى هلال الابتدائية بنين بمركز منيا القمح.

وأكد محافظ الشرقية أن إطلاق اسم الشهيد على المدرسة يأتى تخليداً لذكراه الطاهرة، وتقديراً لما قدمه من تضحيات غالية من أجل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد.