خطة البابا تواضروس لاستعادة التاريخ الكنسى وتدوين سيرة رواد مدارس الأحد

الإثنين، 10 فبراير 2020 02:00 ص
خطة البابا تواضروس لاستعادة التاريخ الكنسى وتدوين سيرة رواد مدارس الأحد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخطط البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للحفاظ على التاريخ الكنسى القديم والمعاصر عبر آليتين، الأولى هى تدوين سيرة جيل الرواد من مدارس الأحد، وذلك من خلال الاستماع لتجارب من عاصروهم من التلاميذ الأحياء، أما الفكرة الثانية فهى مشروع المكتبة الباباوية التى افتتحها البابا تواضروس منذ شهور وتجمع أمهات الكتب القبطية باللغات اليونانية والعربية والقبطية، وذلك عبر جمعها من متبرعين.

البابا تواضروس دعا الشعب القبطى إلى جمع الكتب التى ليس بحاجة إليها وإرسالها إلى السكرتارية، بغرض حفظها فى المكتبة المزمع إنشاؤها.

وطالب قداسة البابا مسئولى الكنائس من الآباء الكهنة والخدام إلى تسجيل سير رواد مدارس الأحد بكنائسهم، ممن كانت لهم بصمة واضحة فى خدمة مدارس الأحد، وذلك لضمها إلى الجزء الثانى من كتاب "رواد مدارس الأحد" الذى صدر الجزء الأول منه منذ شهور.

وقال قداسة البابا: "السنة الماضية احتفلنا بمرور 100 سنة على مدارس الأحد، وبدأنا نخرج موسوعة عن مدارس الأحد، كان أول كتاب بعنوان (تاريخ مدارس الأحد فى مئة سنة)، أُصدر العام الماضى من طباعة وتوزيع دير مارمينا، والكتاب الثانى بعنوان (رؤية مستقبلية لمدارس الأحد)، وهذه الكتب مهمة جدًا لأنها تحكى تاريخ كنيستنا، الكتاب الثالث الذى صدر منذ بضعة أيام بعنوان (رواد مدارس الأحد) يتناول الشخصيات التى قامت على أكتافهم مدارس الأحد، وبه من كل النوعيات مثال (أنبا أثناسيوس مطران بنى سويف)، وبه آباء بطاركة ومطارنة وآباء أساقفة وآباء كهنة".

البابا تواضروس أشار إلى أن هذا الكتاب احتوى على 68 سيرة لأشخاص عبر المائة عام قادوا مدارس الأحد، وسمى بالكتاب الأول لأننا نعد الكتاب الثانى لباقى السير، وكل شخص لديه سير لأشخاص على مستوى الجمهورية لهم دور وفاعلية فى مدارس الأحد يكتبها ويرسلها لنا، عن طريق كاهن الكنيسة أو يرسلها عن طريق السكرتارية أو على عنوان مجلة الكرازة، ومن المهم جدًا أن تبحث فى حياة الأجداد عن شخصيات قاموا بخدمتهم فى مدارس الأحد فى كل محافظات الجمهورية ونحن نحب أن نسجل هذه السير للتاريخ وهذه مسئولية.

كذلك فإن البابا قال: "بعض البيوت لديها كتب قديمة وقد تكون مكتوبة بخط اليد وهى غير مستخدمة، يمكن أن تجمعها وترسلها لنا لأننا فى سبيل إنشاء مكتبة كبيرة لتحفظ فيها هذه الكتب للتاريخ، فكل الذى لديه كتب قديمة أو جديدة ويريد أن يقدمها ويجعل الفائدة منها فائدة عامة يرسلها لنا فيستفيد بها كل الناس، نحن نعد الجزء الثانى من كتاب (رواد مدارس الأحد)، فنحب أن نجمع باقى الشخصيات فاكتبوها وأرسولها لنا لنضعها فى الجزء الثاني".

كاستجابة فورية للحملة تلك، أرسل رفعت فوزى جرس بالمعاش رئيس قسم الإحصاء بإدارة سوهاج التعليمية، مكتبة قديمة للكنيسة وكذلك فعلت متبرعة رفضت ذكر اسمها قدمت عشر كتب، تاريخها يرجع إلى قرن من الزمان، كتب قيمة فى موضوعاتها.

وشدد البابا على أن "كل ما يُقدم أقوم باستلامه ومراجعته وأقدمه للمكتبة لتدخل فى التصنيف العام، وعندما تكون مكتبة المقدمة" كبيرة يكتب عليها اسم من أرسلها أو اسم الأسرة التى قدمتها"، مشيرا إلى أن الكتب سواء المطبوعة أو المخطوطة باليد لها قيمة كبيرة، وسوف يكون هناك مكان يستطيع كل من يدرس أن يرجع لهذا المكان.

فيما اعتبر كمال زاخر، الكاتب المتخصص فى الشأن القبطى، أن التواصل المعرفى هو البداية الصحيحة لبناء الفكر المعاصر، والكنيسة تملك تراثاً ضخماً لا يمكن ان يستقيم البناء بدون حضوره فى خطة المعرفة.

ووصف الكتب القديمة التراثية بحجر الزاوية فى هذا التراث فى دوراته الثلاث: اليونانية والقبطية والعربية، مضيفًا: "ولعل الخطوة الموازية اللازمة هى إنشاء معاهد لدراسة وتعليم هذه اللغات الثلاث بمستوى يحقق الإفادة الأكاديمية من هذه الكتب".

القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، أشار إلى وجود عدة أهداف تسعى المكتبة البابوية المركزية التى افتتحها قداسة البابا تواضروس الثانى إلى تحقيقها بما يعود بالنفع على الكنيسة والمجتمع المحلى والعالمى، إلى جانب المساهمة فى حفظ الإنتاج المعرفى ودعم البحث العلمى.

وأوضح حليم لليوم السابع: "تسعى المكتبة إلى رفع الوعى المجتمعى بالحقبة القبطية كونها جزءا من تاريخ مصر والشرق الأوسط شكلت جزءًا أصيلاً من الوجدان الحضارى والتراث الفكرى وما يتعلق بذلك من دراسات"، مضيفًا: "نسعى إلى حفظ الإنتاج المعرفى عن القبطيات الصادر من هيئات أكاديمية معينة بالبحث والتوثيق سواء كان مقروءا (دراسات، موسوعات، كتب، دوريات، صحف، مجلات) أو مسموعًا أو بصريًا بمختلف اللغات.

وأضاف حليم: "نسعى إلى كثيف البحث العلمى فى القبطيات وما يتبع ذلك من نشاط فى حركة النشر والترجمة فى هذا المجال مع سائر المؤسسات المعنية، وجمع التراث القبطى بكل نوعياته وترميمه وتوثيقه وتصنيفه لتسهيل عرضه وإتاحته لجمهور الباحثين والدارسين فى مكان واحد بالتنسيق مع الأديرة القبطية والقطاعات الجغرافية بالكنيسة والأفراد من أصحاب المقتنيات الخاصة".

واعتبر حليم أن المكتبة تهدف إلى تنشيط ودعم حلقة تبادل المعرفة ومجتمع الباحثين محليًا وعالميا، وبالتالى تحقيق نموذج لمؤسسة مصرية ثقافية ناجحة ورائدة قادرة على التفاعل مع مجتمع المعلومات الحديث.

ما هى مدارس الأحد التى يسعى البابا تواضروس لتدوين سيرة روادها؟

مدارس الأحد هى معمل تنشئة أجيال من الأقباط منذ الصغر على تعاليم المسيحية، وتُعرف بمدارس "التربية الكنسية".

وبدأها روبرت رايكس فى إنجلترا، وهو مسيحى أنجليكانى عام 1780؛ بهدف رعاية الفقراء المتجولين فى شوارع المدينة، وبدأتها الكنيسة الإنجيلية على يد جون هوج سنة 1868، وفى الكنيسة الكاثوليكية على يد الرهبان الفرنسيسكان فى 1687.

وبدأها حبيب جرجس فى مصر، إذ كان مجرد درسًا بعد قداس الأحد، ثم تطورت لفصول حسب المرحلة الدراسية، وصولًا للأسرة والمتزوجين حديثًا.

ونشأت المدارس فى عهد البطريرك رقم 112 البابا كيرلس الخامس "1874 – 1927". وتصف موسوعة الأنبا تكلا جرجس بأنه "أبو الإصلاح الحديث فى الكنيسة"، إذ يقول إن الإصلاح الكنسى لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة فى المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية، وصاغ ذلك فى كتابه "الوسائل العملية للإصلاحات القبطية". وأصدر أكثر من 30 مؤلفًا، ومجلة "الكرمة". وعوض "جرجس" بالمدارس النقص الذى عانى منه المسيحيين فى المدارس الحكومية فى دراسة الدين.

ويقول الأنبا مارتيروس، أسقف كنائس شرق السكة الحديد، إن اعتراف المجمع المقدس بحبيب جرجس قديسًا من العلمانيين، هو أعظم تاج على رأس الكنيسة، فكل آباءها فى القرن الـ20 هم أبنائه، وبسببها خُصص قداس الجمعة بالكنائس، لأنه يوم عطلة رسمية بمصر.

وساهم "جرجس" فى الترجمة العربية للكتاب المقدس، بحسب كتاب مارتيروس "القديس العظيم.. حبيب جرجس". ولم يقض جرجس رهبنة فى أى دير، إلا أن أوساطًا حاولت ترشيحه للباباوية ـ حسب مارتيروس، وفى حين لم يقبل البابا يوساب الثانى (1946 - 1956 م) رسامة حبيب مطرانًا للجيزة، إلا أن البابا كيرلس الخامس كان يصفه بالراهب إذ لم يتزوج، وقال وقتها: "إن حبيب يجب أن يكون عضًوا بالمجمع، هو راهب مثلنا.

وكان حبيب جرجس عضوًا فى المجلس الملى القبطى العام فى لجنة الأحوال الشخصية. واعترف المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثانى بجرجس كقديس فى 2013.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة