أصبحت أشكال التطبيع التركية الإسرائيلية ظاهرة للعلن، رغم مزيدات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حول القضية الفلسطينية، وزعمه أنه يدافع عن الأقصى، إلا أن التطبيع مع تل أبيب فضح تلك المزايدات، وكان أخرها ما كشفته منصة شؤون تركية المعارضة لنظام أردوغان عن مجموعة من وقائع التطبيع بين إسطنبول وتل أبيب ،حيث أشارت إلى أن عازف بيانو إسرائيلى سيحيى حفل في 15 فبراير القادم في إسطنبول ، كما أوضحت أن فريق مكابى تل أبيب متواجد الأن في إسطنبول أيضا .
قبلها مباشرة، أكد موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن اتحاد مصدري البحر المتوسط ينظم معرضًا باسم "منتجات التصدير التركية الأول" بتل أبيب، حيث سيزيد المعرض من فرص الشراكة والتعاون التجاري بين كل من تركيا وإسرائيل، وسيعقد المعرض بتل أبيب في الفترة من 3-5 يونيو، ليضاف فعلميات التطبيع القائمة بين أنقرة وتل أبيب.
وقال موقع تركيا الآن، إنه وفقًا لبيان أعلنه اتحاد مصدري البحر المتوسط، فقد بلغت قيمة الصادرات السنوية بين تركيا وإسرائيل 6 مليارات دولار، وأكد البيان على أن هذا الرقم يزداد عامًا بعد آخر؛ لذلك يعتبر السوق الإسرائيلي أحد أهم أسواقنا المهمة من ناحية التجارة الخارجية.
وأشار الموقع التابع للمعارضة التركية، إلى أن حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل عام 2002 بلغ مليارًا و575 مليون دولار، وخلال الأعوام الأخيرة زادت بنسبة 256% لتبلغ 5 مليارات و608 ملايين دولار.
التطبيع لم يقتصر عند هذا الحد، فصحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية، أكدت في 12 يناير الماضى أن حركة السياحية الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقمًا قياسيا في 2019، وبحسب تقرير لها اليوم، بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو 560 ألفا مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من 25 % مقارنة بعام 2018.
وقالت زمان، إن الدراما التركية تحظى باهتمام كبير في العديد من الدول حول العالم، أبرزها دولة إسرائيل، ففى السابق أذيعت مسلسلات مثل القرن العظيم، وحريم السلطان، وايزل والقبضاي فى إسرائيل وتابعها الكثير من المشاهدين.
وأكدت زمان فى تقرير لها، أن بعض السياح الإسرائيلين، يقصد مدينة بورصة لزيارة المنزل الذي يشهد أعمال تصوير المسلسل، ويقوم الإسرائيليون بالتقاط صورا تذكارية فى كل أرجاء المنزل، ومعالم مدينة بورصة، ونشرها على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي،وأشار وكلاء السياحة إلى أن معظم السياح الإسرائيليين الذين يزورون تركيا هم من المجتمع العربى.
وقال التقرير أنه في عام 2018 سجلت الخطوط الجوية التركية زيادة فى عدد المسافرين بين مطاري تل أبيب وأتاتورك في إسطنبول بنسبة 17.62% عن العام السابق، وبجانب السياحة، تجذب عمليات زراعة الشعر فى تركيا العديد من الإسرائيليين، حيث أصبحت تركيا دولة عظمى لزرع الشعر ويستغل الإسرائيليون الفرصة لاستعادة الشعر الكامل الذى كان لديهم ذات مرة، مقابل دفع آلاف اليورو وقضاء عدد من أيام العطلة في تركيا.
ولفت التقرير إلى أن آلاف الإسرائيليين سافروا إلى تركيا لاستعادة مظهرهم الشاب الذي خسروه بسبب الصلع قاصدين عشرات العيادات التي تهتم بهذا الموضوع، ويستغل الكثير من الإسرائيليين الذين يجرون عمليات زرع الشعر الفرصة ويتجولون بعد العمليات الجراحية في شوارع إسطنبول لتناول الأكل، وقضاء وقت في السياحة.
وسبق أن تلقت إسرائيل طلبا من أنقرة، للتفاوض حول مد خطوط أنابيب الغاز الإسرائيلي عبر المياه الإقليمية التركية إلى أوروبا، بعد رفضها السابق، حيث أبلغ مسؤول حكومي تركي، تل أبيب أن أنقرة في انتظار تعيين وزير طاقة جديد لبحث الموضوع، فى حين أن تركيا كانت أعلنت أنها لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه البحرية الإقليمية والأراضي التركية.
وفى فبراير 2017 تراجعت إيرادات قطاع السياحة التركى بواقع 27.2% وهو ما دفع الحكومة التركية إلى إعلان المشاركة فى معرض السياحة المتوسطى الدولى فى تل أبيب بعد قرابة شهرين من عودة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل بين نظام أردوغان وحكومة الاحتلال الإسرائيلى.
وفى يناير الماضى، كشفت صحيفة "زى ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية النقاب عن ترحيب حكومة العدالة والتنمية في تركيا بالسياح الإسرائيليين رغم الانتقادات الحادة الظاهرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد دولة إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن الثلاث سنوات الماضية شهدت زيادة كبيرة في عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا ، فوفق المعطيات الرسمية، سافر إلى تركيا خلال عام 2018 أكثر من 440 ألف إسرائيلي بزيادة نسبتها 16% في أعداد السائحين الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة، إن تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، شجع الإسرائيليين على السفر إلى أنقرة، فهذا التغيير فى سعر الصرف أدى إلى انخفاض أسعار السفر إليها، بما فى ذلك التسوق والمطاعم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة