أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

سر الأرض ونجوم بتحب مصر

الثلاثاء، 11 فبراير 2020 10:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتذكر دائما البرنامج الدرامى "سر الأرض"، الذى كان يعرضه التليفزيون المصرى، خلال فترة التسعينيات، وكم الرسائل التوعوية التى كان يقدمها للمزارع والفلاح، والسياق الدرامى البسيط للأحداث، والإخراج الهادف الذى كان يوظف الصورة قدر الإمكان لخدمة التنمية الزراعية، والمعلومات الصحيحة والمدققة التى كان يعرضها، تحت إشراف إدارة الإرشاد فى وزارة الزراعة، وقد كانت الأسرة المصرية تلتف حول هذه الدراما الممتعة كل يوم جمعة فى الثانية ظهرا.

الجميع كان يتابع سر الأرض، الفلاحون وغيرهم، من يزرع بنفسه فى الأرض أو المشرف أو صاحب العمل. ومواقع التصوير والإعداد والتجهيز للحلقات كانت تطوف كل محافظات الجمهورية بحثا عن الصورة الجيدة والدراما المشوقة، وقد كنت أحد المهتمين بمتابعة "سر الأرض" وأغنيته المميزة، التى كانت تشدو بها الفنانة أنغام، ومن ألحان والدها الموسيقار محمد على سليمان، الذى قدم لحنا يعبر عن أصالة الأرض وعظمتها، ومن تأليف فداء الشندويلى.

سر الأرض كان بطولة "نجوم بتحب مصر" وهذه عبارة عبقرية تؤكد حقيقة هذا الزمن الجميل، الذى كان نجومه يحبون مصر فعلا ويدعمون برامج التنمية ويقدمون إعلام تنموى حقيقى قائم على الأفكار الجادة والتوعية والإرشاد، يقدم خدمة حقيقية للناس في قالب درامى سهل، ولم يكن أحد يشتبك على وضع اسمه في التتر، ولكن كان الجميع يدركون فكرة العمل المشترك المنظم، الذى لا يعتمد على الأشخاص بقدر ما يعتمد على الأفكار.

فى مطلع التسعينيات لم أكن أعرف ماذا تعنى عبارة "نجوم بتحب مصر"، وكنت أتساءل لماذا لا يكتبون أسماء الأبطال، خاصة أن بعضهم أدواره قليلة ولا نعرف أسماءهم، إلا أننى أدركت الآن عظمة ما قدمه هذا الجيل من إعلام هادف قدم رسالة محترمة يحرص الجمهور على متابعتها بصورة منتظمة.

وقد كانت "سر الأرض" سببا فى شهرة وصناعة العديد من الفنانين، على رأسهم أحمد آدم، الذى جسد شخصية "القرموطى"، التى أحبها الجميع وحرص على متابعتها بخفة دمه المعهودة، وكلماته وعباراته المميزة التي كانت تصل إلى قلب المشاهد، في هذا العمل الهادف، الذى كان بمثابة طفرة فى الإعلام التنموى لدى التليفزيون المصرى، خلال تلك الفترة.

على الرغم من مرور سنوات طويلة على غياب سر الأرض عن المشاهد المصرى، لم نفكر حتى الآن في برنامج درامى برؤية جديدة على شاكلة هذه الدراما التنموية، مع العلم أن الزراعة المصرية شهدت تطورا كبيرا خلال الوقت الراهن، وقطعت أشواطا كبيرة على طريق التنمية الزراعية، من خلال مشروع الـ 1.5 مليون فدان ومشروع الصوب والزراعة الرأسية الجديد، الأمر الذى يجعل التوعية من خلال عمل درامى أمرا هاما وضروريا.

لا أعرف إذا كان الأمر مرتبطا بتكاليف الإنتاج والنفقات المالية، ولكن على حد علمى وزارة الزراعة لديها قناة "قناة مصر الزراعية"، التي تبث برامجها من داخل مبنى الوزارة، والحقيقة لم أتابعها مرة واحدة، ولا أعرف ترددها، ولم تصادفنى مرة واحدة خلال كل القائمة الطويلة التي تظهر مع ريسفير الدش، وقد حللت ضيفا عليها مرتين أو ثلاثة مجاملة لبعض الأصدقاء، لذلك يجب أن تتم هيكلة هذه القناة بصورة أو بأخرى لتحقق الهدف الذى أتحدث عنه، خاصة إن ابتعدت عن السياق الرئيسى لها من قناة تنموية تهتم بالزراعة إلى برامج توك شو، ومضامين لا تتفق مع طبيعة القناة أو من يشاهدونها إن كان هناك من يشاهد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة