التصويت يأتى فى أعقاب الغزو التركى والجرائم الذى ارتكبها نظام رجب طيب أردوغان بحق الأبرياء فى سوريا، وبحسب أمين سر المجلس رامي صالح القول :"الاعتراف موجود سابقا، لكن كان من الأولى لمجلس الشعب تأطيره من خلال إصدار قرار بهذا الخصوص".
واعتبر صالح أن "هذه الخطوة هي استجابة لنبض الشارع السوري باعتبار أن كل السوريين يعترفون بهذه المجزرة".
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين بالمجلس النائب بطرس مرجانة القول :"لاشك أن المجزرة حصلت بالتأكيد وحصلت من وراءها إبادة للشعب الأرمني والآشوريين والسريان على الحدود الشمالية لسورية ... وقد حان الوقت للاعتراف بهذه الإبادة".
الاعتراف السورى يلقى الضوء على المزيد من الجرائم العثمانية التى عج بها التاريخ ودموية الأتراك التى لم تسطر مثلها فى صفحات كتب التاريخ، وعلى مدار أكثر من 6 قرون حول العثمانيين الاتراك بلادهم لإمبراطورية مترامية الأطراف، وبالمذابح ملأ العثمانيون قلوب الشعوب الأوروبية والعربية هلعا وفزعا فى الشرق والغرب، بعد أن أخضعوا أقاليم شاسعة فى جنوب شرق أوروبا ووسطها لملكهم.
مجازر على يد الدولة العثمانية
ويأخذنا التاريخ إلى مجازر الأرمن على يد العثمانيين عام 1915، بحجة عمالتهم لروسيا ومحاولاتهم اغتيال السلطان عبد الحميد الثانى فى عام 1905، وهو ما اتخذ فى ذلك الحين ذريعة لإبادة عرقية لشباب من الأرمن المسيحيين تلقوا تعليمهم فى الجامعات الأوروبية وجاءوا يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية، فأصبحوا يؤرقون الباب العالى، وأثاروا غضب السلطان عبد الحميد.
وقامت تركيا بين عامى 1915-1917 بتهجير نحو 600 ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل القسرى بطرق بدائية جدا فمات من هؤلاء عدد كبير، فى ظل ظروف قاسية لتؤدى إلى وفاة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، وقدر الباحثون أعداد ضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص، وارتكبت الدولة العثمانية مجازر بحق الأرمن وقامت بإعدام المثقفين والسياسيين الأرمن والتحريض ضدهم بشكل عام وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجى لهم خلال وبعد الحرب العالمية الأولى.
مذبحة التل
وفى العام 1516 ارتکب العثمانیین مذبحة التل، وكانت واحدة من أبشع الحوادث التى سجلت فى كتب التاريخ فى حلب وقدر عدد ضحاياها حوالى 90 ألف من الرجال والنساء والأطفال من الطائفة العلوية، وجاءت تسميتها بالتل بسبب البشاعة التى قامت بها جيوش العثمانيين، حيث قاموا بجمع رؤوس الضحايا وتكديسها وسط المدينة على شكل تل كبير.
مذبحة القاهرة
وفى القاهرة قاموا بقتل عوام المصريين فى "مذبحة القاهرة" التى وقعت فى عام 1517 فى وقدر عدد ضحاياها 10 آلاف من المصريين النساء والرجال، ويقول موقع عثمانلى الإلكترونى، أن الخيانة كانت الأداة التى سلك بها العثمانيين طريقهم، ولم يكتف الجيوش الإنكشارية بالذبح والنهب والاغتصاب، بل انتهكوا حرمات المساجد التى طالما باهت بها القاهرة غيرها من المدن، أحرق العثمانيون "جامع شيخو"، ودنسوا ضريح السيدة نفيسة وداسوا بأقدامهم على قبرها ثم سرقوا قناديل مسجدها الفضية، واقتحموا جوامع: الأزهر والحاكم بأمر الله وأحمد بن طولون، ونهبوا مقامى الشافعى والليث بن سعد.
مذبحة مدينة القسطنطينية
وفى القسطنطينية وقعت مذبحة عام 1851 فى مدينة القسطنطينية، وهى اسطنبول حاليا، حيث أجريت عمليات اعدام جماعية للمسيحيين اليونانيين وشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريفوريوس الخامس.
مجزرة كربلاء
وحتى كربلاء لم تسلم من بشاعة ودموية العثمانيين، ففى عام 1842 أقام العثمانيين المذابح فى كربلاء، وقتلوا نحو 10 آلاف من النساء والأطفال والرجال، و ذبحوا الأطفال والشيوخ دون رحمة ودنسوا المساجد وأضرحة آل البيت وملأت الدماء الشوارع لتعيد للمدينة مأساة مقتل الحسين..كما أمعن العثمانيون فى إذلال أهل كربلاء ونهب خيراتهم بالضرائب فوضعوا حامية من المتعصبين لإهانة السكان، وكثرت المظالم فقرر الأعيان الثورة.
جرائم العثمانيين فى جدة
أما جدة، فمذبحة مسيحيى جدة شاهدة على جرائم آل عثمان، حيث وقعت عام 1858 فى جدة بالسعودية، وقتل خلالها العشرات من التجار والأجانب وتم قتل زوجة القنصل الفرنسى، ونهبت المحلات التجارية الأجنبية ودمرت مبانيها كما ذكر بروس ماستر فى دائرة معارف الإمبراطورية العثمانية.
الإبادة اليونانية فى الأناضول
وبين عامى -1914 1922 وقعت الإبادة الجماعية اليونانية فى الاناضول، فى واحدة من أكبر جرائم التاريخ الحديث، وشن العثمانيين خلالها حملات قتل واسعة ضد الاقليات اليوناينة المسيحية، وجرت عمليات ترحيل قسرى وتدمير المعالم المسيحية الأرثوذكسية الثقافية والتاريخية والدينية، وترواح عدد الضحايا بين 450 ألف إلى 750 ألفا.
تدنيس المسجد النبوى
لكن الأبشع كان انتهاك حرمة المسجد النبوى، فى مأساة سفربرلك التى وقعت عام 1915 فى المدينة المنورة، حيث قام العثمانيون بتهجير قسرى لسكان المدينة المنورة وتحويل المسجد النبوى لثكنة عسكرية ونهب آثار ووثائقه.
مذابح سيفو
فى العام نفسه قامت الجيوش العثمانية بمذابح سيفو، واسفرت المذبحة عن قتل 250 ألف إلى 500 ألف شخص، وشهد هذا العام أيضا مذبحة الأرمن الكبرى، التى وقعت على السكان الأرمن فى الدولة العثمانية وأسفرت عن مقتل 1.5 مليون وآلاف الجرحى والمفقودين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة