- عشت مع ليديا الفرنسية 6 سنوات وحينها تأكدت أنى مش هينفع أن واحدة تعيش معايا تقولى جيت منين ورايح فين
- أنا ضد إلغاء وزارة الثقافة وإن كنا نريد تقليد أمريكا فهذه "مصيبة" وفصل الآثار عن الثقافة جريمة
- الرئيس السيسى من البنائين الكبار فى التاريخ وسنرى نتيجة جهده الكبير قريبًا
- السادات كان سياسيًا أكثر منه عسكريًا.. وهذا سر رفضى للعمل معه
لكل وطن قاماته الثقافية التي وإن غابت عن المسئوليات الرسمية والتكليفات التنفيذية تبقى دومًا محل احترام وتقدير من الجميع، وذلك لأنها تتحول إلى مرجعية فكرية وثقافية، بتجربتها نقتدى، وعلى خطواتها نسير، ومن عمق تجاربها نهتدى، وبلا شك فإن فاروق حسنى يأتي على رأس هذه القائمة، فهو فنان عالمي صاحب البصمة التي لا تخطئها العين، وهو الخبير بالموسيقى الكلاسيكية والشرقية، وهو المحب الواعى بتاريخ مصر وحضارتها وآثارها، وهو المتابع لكل فنون المسرح وتاريخه ومستحدثاته، وهو الخبير الإداري الذى كانت وزارة الثقافة على عهده مثالا يحتذى به فى الجمال الفنى والذوق الراقى والتطلع الدائم لكل ما هو مفارق، وبرغم أنه ترك وزارة الثقافة منذ ما يقرب من عشر سنوات لكنه ظل مهموما بحلمه الأثير بوطن يملؤه الجمال وعالم حر سوى يعيد لفطرة الإنسانية بهاءها وطيبتها.
كيف ترى مستقبل المؤسسة فى الفترة المقبلة؟
المؤسسة فكرة قديمة عندي، حاولت فيها أن استغل إمكانياتي المادية والمعنوية لأسهم فى تحقيق حلمى فى إفادة الوطن والمجتمع، وبصراحة قلت لنفسى أنا متجوزتش ومخلفتش، فأسيب حاجة لبلدى وللمجتمع اللى هيحمى المؤسسة ويبنيها بأفكاره، باختصار أنا عاملها عشان أسيب ورده قبل ما أمشى وأنا قلت يمكن فى المؤسسة أطلع شبابًا جديدًا، يقدر يعمل حاجة ويؤثر فى المجتمع، هى مسألة معمولة بروح طيبة وإغداق شديد من جوايا وكل اللى معايا.
كيف جاءت فكرة جائزة التصوير؟
لما عملت الجائزة، كان هناك اقتراح بأن يكون هناك 3 مراكز، لكن قلت لا جائزة واحدة أفضل من 3 جوائز، فخبطة واحدة مؤثرة أفضل من 3 خبطات مش مؤثرة، مع أنى كنت خايف، لكن وجدت نتيجة مبهرة، أولا مفيش حد زعل أنه مكسبش، وأنا أعتبرهم كلهم فائزين، لأن المستوى الذى يقدم راقٍ جدًا ورائع وأبهر الجميع.
دائما ما تنبه على قيمة الخيال فى بناء المجتمعات مَن مِن حكام مصر كان لديه خيال بناء؟
التطبيق هو ما يبرر الخيال، لأن الخيال كلمة فضفاضة لكن التطبيق هو الذى يقول هو عنده خيال ولا لأ، وكل رئيس كان له تطبيق فى شىء ما.
من كان عنده خيال فنان؟
الخيال موجود بنسب متفاوتة بين كل رئيس، عبد الناصر بنى السد العالي وده خيال، لكن فترة النكسة عملت انهيارًا شعبيًا كاملاً، فخرجت بعض الفئات بانتهازية رهيبة وهدمت القصور وبنت قبحًا شديدًا، وتغير شكل الدولة، فتغير شكل المجتمع، السادات عمل الانتصار، وهذا كان الاحتياج الأعظم، والحرب لم تكن جيوش ضد جيوش، لكنها كانت أفكار ضد أفكار، والفكر الاستراتيجي عند السادات كان مبدعًا، ويدل على عقلية مبدعة، كما أنه سياسى أكثر منه عسكرى، أما مبارك فاشترك فى الحرب وقاد سلاح الطيران الذى مهد للمعركة بمهمة أشبه بالمهمة الانتحارية، كما أنه عمل بداية المدن الجديدة والمترو والأشياء الأساسية التي يشعر بها المواطن فورًا، وده خياله وفكره، أما الرئيس السيسى فقيادة بناءة وأنا أعتبر أن البناءين لابد أن يكون عندهم قسط كبير من الخيال، لذلك فإنى أقول إنه لديه خيال يجعله يعمل ويسابق الزمن، وسنرى نتيجة ما يفعله فى القريب لأنه يقوم بجهد رهيب جدًا، أحسده عليه، لأنه من البناءين الكبار الذين مروا فى التاريخ.
اختصرت الكلام عن السادات فى العبور وأنا أعلم أنك لم تفضل العمل معه فهل هذا لأنك لا تحبه؟
لا، أنا أحب السادات جدا لأنه شخص مناضل، كما أنه كان نافذة على العالم ووصلنا فى عهده إلى مستويات جعلت أغلب المجلات العالمية تتسابق فى وضع صورته على الغلاف، لكنى رفضت العمل معه لأنه كان دائم التغيير، ولكى تحدث نقلة حقيقية لابد أن تستقر وتخطط وتحصل على ألفترة المناسبة لتنفذ ما تخطط له.
ما شعورك الآن وأنت ترى المتحف المصرى الكبير على وشك الافتتاح؟
من حين لآخر ينادى البعض بإلغاء وزارة البعض يقولون إن وزارة الثقافة فسدت تمامًا ويجب إلغاؤها وتحويلها إلى هيئات؟
أنا مع الحفاظ على الوزارة، وكل الدول العريقة مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والصين واليابان وغيرها بها وزارة للثقافة، لا توجد سوى أمريكا فقط هى التى لا توجد بها وزارة ثقافة، وإن كنا نريد تقليد أمريكا فى هذا الأمر فى ذلك أيضًا سيكون "مصيبة" كما أنى أرى أنه ارتكبت جريمة فى حق الثقافة حينما فصلوها عنها الآثار، فالآثار تاريخ وفنون والتاريخ والفنون ثقافة، وفى الحقيقة كانت الثقافة تحافظ على رونق الآثار وتحقق لها الاكتمال، ولابد أن يعلم الجميع أن وزارة الثقافة لم تكن تستحوذ على أموال الآثار كما يدعى البعض، فالوزارة كانت تحصل على 10% من كل إنتاج وزارة الثقافة بما فى ذلك المسارح والكتب والأفلام التى تنتجها، وأضع كل هذا فى صندوق التنمية الثقافية، صحيح أن النسبة الأكبر كانت من الآثار لكنى كنت أقيم مشاريع فى كل قطاعات الوزارة والآثار كانت تتحصل على النسبة الأكبر أيضا.
كثيرًا ما ننسى الإنسان فاروق حسنى وتأخذنا السياسة والمسئولية إلى أحاديث شتى، فما هو موقع العاطفة فى حياتك؟
المسئولية تنسيك نفسك، وفى الحقيقة أنا حينما أنظر إلى كفى أرى أن ما يسمى بخط الحب يسأوى خط العقل وهذه صدفة حقيقية.وهل تؤمن بقراءة الكف؟
أنا لا أؤمن بقراءة الكف، لكن حدث لي موقفًا وأنا صغير واستغربته جدا، "كنت مع صديقاتي على أحد مقاهي الإسكندرية، ومر شخص يظهر عليه الوقار الشديد، وسألنا إذا كنا نرغب في قراءة الكف، فطلبت منه الصديقات أن يقرأ كفى وبعد قراءته أبلغني أنني سأصبح شخصًا مشهورًا وسأكون دبلوماسيا مهما".
فقلت وقتها إنه يهذي بالطبع لأنى كنت أعمل فى وزارة الثقافة فكيف أكون دبلوماسيا؟ ثم حدثت المفاجأة بعد أسبوع فقط حيث تم استدعائي للعمل فى المركز الثقافى المصرى فى باريس، وهو منصب دبلوماسى أيضًا، واقعة أخرى حدثت لى بنفس الغرابة حينما "كنت فى منزل الصديق محيى حسين، وكان هناك العديد من الأصدقاء منهم آدم حنين وشادى عبد السلام، وبهيرة مختار، وبينما يدور بينا الحديث وكان باب المنزل مفتوحًا مر شخص يرتدى ملابس بسيطة ودخل علينا، وقال له خدوا بالكم ده هيبقى ذو شأن عظيم".
تحدثت كثيرًا عن "الصديقات" ألم ترتبط بواحدة من هن؟
إن العلاقة بين الرجل والمرأة شىء فطرى وطبيعي، والله خلق الرجل والأنثى ليتقابلا ويكملا بعضهما البعض لتستمر الحياة، ولهذا فإني كثيرًا ما ارتبطت بعلاقات عاطفية نسائية، لكنى كنت أهرب من تلك العلاقات حينما أجد أنها ستطغى على فنى وأحلامي، ولا أخفى عليكم أنه كانت له العديد من الصداقات النسائية، لكنى كنت أرفض فكرة الزواج فمثلاً حينما كنت فى باريس تعرفت على (ليديا) وعشت معها 6 سنوات، وحينها تأكدت أنى مش هينفع أن واحدة تعيش معايا، تقولى جيت منين ورايح فين، وأنا دماغى طايرة مش معقول حد هيحدها"، وحينما عندما عدت إلى مصر كان لى صداقات نسائية كثيرة، لكنى كنت استبعدت فكرة الزواج نهائيًا، وفضلت أن أعيش لفنى ومسئوليتي تجاه الوطن وهذا يكفيني.
معروف عنك أنك تحب الموسيقى الكلاسيكية فما رأيك فى أغانى المهرجانات؟
بماذا تفسر كثرة المعارك التى كنت تدخلها خلاف أى وزير آخر؟
المعارك على قد الجيوش، وقد كان التجييش ضدى كبيرًا جدًا، وكان بعضهم "واقف لى ع الواحدة" لكنى لا أخشى من تلك المعارك ولا أهرب منها فعلى سبيل المثال كانت معركتى ضد المعترضين على قصيدة "شرفة ليلى مراد" لحلمى سالم واحدة من ثلاثة أشياء جذبت الأصوات إلى فى انتخابات اليونسكو، وبفضلها كدت أن أنجح لولا تحالف المرشحين ضدى.
لكن هل تم توجيه اتهام رسمى وأمر بسحب الجائزة؟
هذا حدث مع سيد القمني، وقامت معركة كبيرة بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية، وطلبوا سحبها منه، لكنى رفضت وقلت إن من أعطاها هو المجلس الأعلى للثقافة، وليس من حقى أن أسحبها، وفى الحقيقة هذه المعارك كنت أعبر فوقها لأنى كنت أعرف الغرض منها، وفى الغالب كان الغرض هو رغبة المهاجمين فى الشهرة، حتى فى مجلس الشعب كان هناك بعض الشخصيات تريد أن تعبر إلى الشهرة على حسابى أتذكر واحدًا منهم اسمه "غريب" كان كثيرا ما يقدم ضدي الاستجوابات، لكن ولا استجواب نجح.
على ذكر هذه المعارك ما رأيك فى معركة شيخ الأزهر والدكتور الخشت وما هو دور وزارة الثقافة؟
أنا أرى أن هناك من افتعل معركة الشيخ والخشت من ورائهم، وفى الحقيقة أنا أرى أن مثل هذه الموضوعات لابد أن تعالج بالحكمة، لأن الحكمة معناها توظيف العقل والفكر لهدف معين ومن الواجب هنا أن يتدخل المجلس الأعلى للثقافة في تلك المعركة لأنه المعنى برسم السياسة الثقافية للدولة، وحينما كنت فى وزارة الثقافة اقترحت إضافة لجنة دينية، يجلس فيها المفكر مع الشيخ مع القس، لتكون تلك اللجنة بمثابة حوار دائم بين الأديان، ومن خلالها تحل مثل تلك المشكلات، لكن المثقفين وقتها اعترضوا عليها كما اعترض بعض رجال الدين، ثم اشتعلت الأحداث بعد ذلك فى يناير 2011، وذهب الاقتراح مع ما ذهب.
وما رأيك فى قرار منع النقاب فى الجامعة؟
تعرضت في السابق لهجوم كبير بسبب موقفي من النقاب والحجاب فأنا ضد الحجاب والنقاب، وقلت هذا الكلام سابقا و"بهدلونى كتير" عليه وفى الحقيقة أنا أتفق تمام الاتفاق مع منع النقاب من الجامعات وأتمنى يمنع من الحياة كلها وليس من الجامعة فحسب فإن كان النقاب حرية شخصية فلى أيضًا حريتى فى أن أرى شخصية من تتحدث معى، فهى تسلبنى حريتى بإخفائها لوجهها وبسبب النقاب فيه بلاوى كتير بتحصل" وإن كان البعض يزعم أن النقاب يزيد من قوة السيدة أو يحصنها فأنا أرى أن قوة المرأة فى شخصيتها وليست فى حجابها أو فى نقابها، فالحجاب أصبح كما قلت سابقا ذا غرض سياسى، والإخوان فرضوه على الناس لكى يكون علامة تميزهم، وعندما وجدوا أن غالبية البنات محجبات أيقنوا أن تلك هى فرصتهم فى الاستيلاء على الحكم، وفى الحقيقة فإن أكثر ما يحزننى هو أن أمر على مدرسة مثلا وأرى فتيات صغيرات مكتسيات بالحجاب، أفكر كيف يحرمونها من طفولتها، وبراءتها؟ وكيف يحرمونها من شعورها بنفسها كأثنى وطفلة".
ألم يكن غريبا أن يهاجمك الحزب الوطنى فى معركة الحجاب؟
بالطبع كان غريبًا.. وفى الحقيقة شعرت أن هناك تقويضًا للنظام من خلالى والهجوم وحينما هاجمنى مجلس الشعب قلت "لو هيتعلموا الديمقراطية من خلالى أنا موافق".
كفنان أولا وكعاشق للجمال ثانيًا ما أسباب القبح فى حياتنا؟
أهم سبب من أسباب القبح هو الانحطاط، والتاريخ شهد عصور انحطاط كثيرة، مثلا ما حدث فى أوقات معينة زي الأسرة الرابعة عهد الملك بيبى الثانى الذى حكم مصر أكثر من 90 عامًا فشاخت مصر على عهده، واستولى من حوله على الحكم وشاعت الفوضى وسرقت البيوت وانعدم الأمان حتى قال بعض المؤرخين أن التماسيح زاد وزنها فى النيل من كثرة القتلى الذين كانوا يلقون فى مجراه، وهذه كانت مؤشرات أول ثورة تحدث فى مصر، ومن هنا نرى أن الانفلات هو أول أسباب القبح، وحينما يجد أى شخص أن يأمن العقاب سينفلت أما فى عصر أمنحت الثالث فكان من أهم العصور ألفنية وهذا معناه أن الحاكم أهتم بالقيم، وهذا يظهر فى المعابد وفى المقابر وفى التماثيل وفى الأدب. وهذا لا يتم بعصا سحرية، لكن بقرار، القرار الذى لابد من اتخاذه هو بناء الطفل المصري، بداية من المدرسة فى مصر القديمة كانت المدرسة اسمها "بيت الحياة" وكان المعلمون يعلمون الأطفال كل شيء بداية من العلوم والآداب وحتى السلوك، بما يعنى أننا لو بدأنا الآن سنحصد ثمار ما نجنيه بعد 25 سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة