عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت خلال مؤتمر ميونخ السنوي، عن "نفاد صبره" من نقص تفاعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الفكرة الاوروبية ومع مشاريعه الاصلاحية بشأن أوروبا، مؤكداً بذلك الإشكالات التي تعاني منها علاقة الزعيمين منذ أشهر.
ووفقاً لقناة فرانس 24 الفرنسية فقال ماكرون " إننى لست محبطاً، ولكن صبري ينفد"، وذلك بعدما تم توجيه سؤال حول قلة الحماسة التي تلاقي بها برلين مقترحاته في السنوات الأخيرة، ودعا إلى "أجوبة صريحة".
وقال ماكرون إن "الحل في السنوات المقبلة يكمن في التقدم بشكل أسرع في ما يخص عناصر السيادة الأوروبية" على غرار الدفاع، بينما تبدو المستشارة الألمانية حذرة جداً حتى الآن ، بسبب اعتياد ألمانيا على الإنضمام ضمن حلف شمال الأطلسي منذ إنشائه عقب الحرب العالمية الثانية.
وحث ماكرون على إعتماد "دينامية جديدة للمغامرة الأوروبية" في ظل التشكيك المتزايد، في وقت تقابل برلين ببرود مقترحاته الهادفة إلى بناء أوروبا "قوية" و"سيدة".
وسبق للنائب الأوروبي القريب من إيمانويل ماكرون، باسكال كونفين، أن قال مؤخرا في حديث لصحيفة ألمانية، "لم تعد تصدر عن برلين أي فكرة".
وانتقد ماكرون بشكل غير مباشر الإدارة المفرطة في التشدد، بضغط من ميركل، للأزمة المالية في أوروبا عام 2008، واعتبر أنه جرى إيلاء أهمية كبرى لخفض النفقات العامة وتنظيم القطاع المصرفي، وهو ما أدى وفقاً لماكرون إلى يأس "الطبقات المتوسطة" الأوروبية وصعود الشعبوية.
وفي سياق آخر، أعلن ماكرون في ميونخ عن استعداد باريس للتراجع المشروط عن معارضتها لبدء مفاوضات انضمام ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان هذا الملف الذي تعثر منذ عدة اسابيع، أثار امتعاض الدولتين ولكن ايضاً امتعاض شركاء أوروبيين لفرنسا على غرار ألمانيا التي تؤيد توسيع الاتحاد الأوروبي باتجاه البلقان.