تمر اليوم الذكرى 42 على إقدام 918 شخصا على الانتحار، فى واقعة وصفها المؤرخون بأنها أكبر حادث انتحار جماعى فى التاريخ، والتى تمت فى مثل هذا اليوم من عام 1978م، والمعروفة بـ"جومز تاون"، ويعتبرها البعض أنها أكثر الحوادث خسائر فى الأرواح بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل أحداث 11 سبتمبر عام 2001، وخلال السطور المقبلة نستعرض أبرز عمليات الانتحار فى العالم.
واقعة جونز تاون
ضحايا جونز تاون تناولوا السم للتخلص من حياتهم
واقعة جونز تاون وقعت فى ما يسمى "معبد الشعوب الزراعية" لمؤسسه جيم جونز، حيث توفى 918 شخصا فى المستعمرة من بينهم قتل أكثر من 300 طفل جميعهم من جراء التسمم بمادة السيانيد، بالإضافة إلى قتل خمس أشخاص آخرين بالقرب من مدرج هبوط للطائرات، مقاطعة بجورج تاون.
واستطاع جونز فيما بعد بإقناع أتباعه بقرب نهاية الزمان وحلول القيامة، كما ذاع إليهم بأن حربا وشيكة بالأسلحة النووية وشيكة الوقوع، وأمر ما يسمى بـ"الانتحار الثورى" للتخلص من شرور تلك العالم.
وفى 18 نوفمبر 1978، صعق العالم بعد تأكد انتحار 918 شخصا بصورة جماعية بعدما تناولوا سم السيانيد، منهم 303 أطفال أجبروا على تناول السم، ومنهم أطفال جيم جونز نفسه، وتعتبر أكبر حادثة انتحار جماعة فى التاريخ الحديث، وكذلك أضخم خسائر للأرواح بالولايات المتحدة فى كارثة غير طبيعية تقع قبل أحداث 11 سبتمبر.
أخوية معبد الشمس
احرقوا انفسهم داخل الكنيسة
هى جمعية سرية تتبع "فرسان المعبد"، أنشأها جوزيف مامبرو ولوك جوريه عام 1984 فى جنيف بتسمية الأخوية العالمية لفرسان التقليد الشمسى، وتسمى أيضا "الجنود الفقراء للمسيح ولهيكل سليمان" هى أشهر أخوية عسكرية لدى المسيحية الغربية.
تأسست هذه المنظمة - فرسان الهيكل - بعد الحملة الصليبية الأولى سنة 1069 بهدف تأمين سلامة المسيحيين القادمين للحج إلى القدس بعد احتلالها وظلت قائمة لمدة قرنين، وبعد اعتراف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بها في 1129 أصبحت أقوى مؤسسة خيرية في أوروبا المسيحية، وازداد نفوذها وأعضاؤها تدريجيا.
ورغم قيام الجماعة بعملية انتحار جماعى في 6 أكتوبر 1994، حيث عثر على جثث 53 عضوا من أعضاء الأخوية، والقيام أعضاء الجماعة الباقون بأكثر من محاولة انتحار أخرى جماعية، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن جماعة معبد الشمس لا تزال موجودة حتى الآن، وهناك حوالي 30 فردا من أعضائها فى كيوبيك مع حوالى 500 عضوا آخرين منتشرين فى أنحاء العالم.
حركة استعادة وصايا الله العشر
طائفة أوغندية تتبع المذهب الكاثوليكى المسيحى، أسسها راهب يدعى " جوزيف كيبويتير"، كانت هذه الطائفة تعتقد بأن القيامة ستقوم في يوم 31 ديسمبر 1999م، انتحر أفرادها جماعياً فى أوغندا وروت السلطات الأوغندية أولى رواياتها عن الحركة، فقالت: إن انتحار زهاء 600 من مريديها جاء عقيب اغلاق هؤلاء ابـواب كنيستهم ونوافذها بالمسامير، وإقـامة حفلهم الـوداعي مترنمين بالأناشيد الدينية، ومتزينين بالحلل البيض والخضر والسـود.
ثم مـا لبثوا أن صبوا البنزين فى الكنيـسة، واضرموا النار فيها، وفى ثيابهم ليموتوا مستعجلين يوم الدينونة التي وعدوا بها على عتبة الألفية الثالثة، وذلك فى أكبر انتحار جمـاعى منذ بعض الوقت، لكن السـلطات الأوغندية مـا لبثت أن شفعـت روايتها الأولى بأخرى، فاستبعدت فكرة الانتحار الجماعى، وأثرت اعتبار ما حدث قتلاً متعمداً، اقترفه زعيم الطائفة المفقود جوزيف كيبويتر، فهو قد استولى على ما كان فى حوزة اتباعه من ممتلكات وأمـوال، إثر ظهور كذب نبوءته.
انتحار أهل بلدة دمين الألمانية
انتحار دمين
خلال فترة الحرب العالمية الثانية تعمد الجنود السوفييت نشر الرعب داخل المناطق المحررة من قبضة الألمان، حيث لم تتراجع القوات السوفييتية عن اغتصاب وتعذيب المدنيين، ففضل سكان مدينة دمين الألمانية الانتحار على أن يقعوا فى قبضة القوات السوفيتية.
وشهدت هذة الفترة انتحار أسر ألمانية كاملة بما فيها أطفالها، حيث تراوحت طرق الانتحار بين الشنق وإطلاق النار على أنفسهم؛ بل وأقدم بعض الآباء على قتل أطفالهم قبل الانتحار؛ خوفاً على مصيرهم المجهول، فعلى مدار ثلاثة أيام ما بين أواخر شهر أبريل ومطلع شهر مايو سنة 1945، شهدت مدينة دمين الألمانية انتحار ما لا يقل عن 900 شخص.
انتحار سكان جزيرة بالى
حادث اندونيسيا
شهدت جزيرة بالى بأندونيسيا طقسا دينيا يتضمن قيام سكنها بعملية انتحار جماعى يسمى بوبوتان، وهى أكبر عملية انتحار جماعى وفق هذا الطقس حصلت خلال العامين 1906 و1908 عندما تعرضت ممالك بالى لغزو القوات الهولندية الاستعمارية، بلغ عدد المنتحرين فى حادث 28 أبريل 1908، الذى حصل فى مملكة كونج، 1000 شخص ضمنهم الملك وأسرته وأتباعه، حيث قتل بعضهم البعض بطعنات السيوف، ولم يبق منهم سوى القليل جدًا، الذين أجهز عليهم الهولنديون، وإلى يومنا هذا يتم الاحتفال بهذا اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة