الحديث الدائر في العالم اليوم كله لا ينتهى عن فيروس كورونا، الجميع متخوف من انتشار المرض بشكل أكبر، أعداد المصابين والوفيات أصبحت تشكل هاجزا في أذهان الجميع، وسنوات من الهلع الذى أصاب العالم بسبب فيروس "سارس" في الصين، أصبح العالم ينظر إلى البلد الآسيوي على موطن الأوبئة في العالم.
ويبدو أن الصين لها تاريخ كبير مع الأوبئة منذ القدم، فالطاعون الأسود، والذى كان أكثر الكوارث الطبيعية التي واجهت البشرية في القرن الرابع عشر، حيث ظهر طاعون "الموت الأسود" عام1331 في الصين، ومن المفارقات العجيبة أنه ظهر في مقاطعة هوبي وهي المقاطعة التي ظهر فيها أيضاً فيروس كورونا الجديد وعاصمتها مدينة ووهان، انتقل المرض عام 1338 إلى منطقة بحيرة بايكال جنوبي سيبيريا، وفي 1345 انتقل إلى محيط نهر الفولغا.
ففي الفترة بين عامي 1957 و1958 ظهرت الإنفلونزا الآسيوية في الصين وانتشرت بشكل كبير، أدت فيما بعد إلى وفاة ما لا يقل عن مليون شخص حول العالم، وتتفاوت الإحصائيات من مصدر إلى آخر بشأن ضحايا هذه الإنفلونزا، فيقدرها البعض بـ 4 ملايين، وتم حد انتشار الوباء نتيجة تطوير لقاح فعال ضده.
في بداية الألفية الحديثة، جزع العالم من أخبار انتشار فيروس جديد، أخذ بحصد أرواح البشر بشكل سريع، هو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" التي تفشت في عام 2003 في الصين أيضاً، ظهر للمرة الأولى في إقليم غوانغدونغ جنوب الصين. تسبب بأكثر من 8000 إصابة، وأكثر من 800 وفاة.
ووفقا لما جاء في مدونة "التاريخ المتحرك" بصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، فإن الصين وجيرانها يشكلون المهد التاريخي للأوبئة التي ميزت تاريخ العالم منذ العصور القديمة، وأرجعت المدونة إن الأصل المبكر للزراعة المكثفة منذ العصر الحجري الحديث في شرق آسيا ظل منشأ الأوبئة التي تنجم عن الحيوانات الأليفة.
وبحسب تصريحات نسبت إلى الدكتور شوبرها برور، المتخصص في علم الفيروسات، حول السبب وراء ظهور الأوبئة في الصين، أكد أن هناك الكثير من أسواق الحيوانات الحية، التي يرتادها الكثير من الناس في الصين تفتقر لمقومات السلامة الصحية في التعامل مع الحيوانات بطريقة إعدامها أو حفظها، مما يساهم بانتشار العدوى فور ظهورها".