يجذب قطاع التعدين فى أمريكا اللاتينية العديد من المستثمرين على مدى قرون، ولايزال هذا القطاع جذابا حتى الآن نظرا لامتلاك أمريكا الجنوبية أكبر احتياطات فى العالم من النحاس واالليثيوم والفضة، بالإضافة إلى الذهب، كما أن الطلب المحلى على المعادن قليل فى القارة اللاتينية بسبب وجود أقل من 10% من سكان العالم بها، فإن ذلك يجعل من هذه القارة مصدرا أساسيا للمعادن، مما يقدم الكثير من الفرص أمام المستثمرين للاستثمار فى قطاع التعدين.
وتعتبر تشيلى وبيرو والبرازيل والمكسيك القوى الرئيسى للتعدين ليس فى أمريكا اللاتينية فقط ، بل فى العالم بأجمعه، فتشيلى هى المنتج الرئيسى للنحاس، والبرازيل هى ثالث أكبر منتج للحديد، والمكسيك هى أكبر منتج للفضة والنحاس والذهب والرصاص، بالإضافة إلى ذلك يوجد 61% من احتياطات الليثيوم فى العالم فى أمريكا اللاتينية، وتركز البرازيل وتشيلى وبيرو والمكسيك على 85% من صادرات المعادن فى المنطقة، حسبما قالت صحيفة "اس ثيلو" الكولومبية.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى إلى أن المكسيك تمتلك رابع اكبر احتياطى للزنك، وخامس أكبر احتياطى الرصاص وسادس احتياطى للنحاس والفضة، وهى بدورها واحدة من الدول العشر الكبرى المنتجة للذهب، كما تمتلك المكسيك ثانى أكبر احتياطى فى العالم من خام الحديد ، وثالث اكبر احتياكى من النيكل.
و تمتلك جمهورية الدومينيكان ثالث أكبر منجم ذهب فى العالم، وتمتلك الأرجنتين وبوليفيا إلى جانب تشيلى نحو 54% من الموارد العالمية من الليثيوم، كما تعد بوليفيا واحدة من الـ 10 دول التى لديها أكبر احتياطى فى العالم من الزنك والرصاص.
وأوضح التقرير أن ثلث احتياطات النحاس فى العالم توجد فى تشيلى بحوالى 100 مليون طن، ولدى شركة النحاس الوطنية لتشيلى Codelco، أربعة مصاهر مركزات للنحاس تنتج بشكل رئيسى ثانى أكسيد الكبريت.
(SO2)، والزرنيخ (As) وانبعاثات الجسيمات (MP)، وتخضع هذه المنشآت لمعايير الانبعاثات وبعضها عن طريق خطط إزالة التلوث للمدن داخل منطقة تأثير عملياتها.
ووفقا لتقديرات شركة "ماكينزى" للاستشارات فمن المحتمل أن تصل المبيعات العالمية السنوية للسيارات الكهربائية إلى نحو 4.5 مليون سيارة فى العام الجارى 2020، حيث بلغت مبيعات عام 2017 نحو 1.2 مليون سيارة كهربائية عام 2017، مما يوفر فرصة لنمو قطاع النحاس أيضًا.
وساهم التحول إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون فى زيادة الطلب على الليثيوم أيضًا، حيث تدخل بطاريات الليثيوم فى تصنيع السيارات الكهربائية، ويفتح ذلك الأبواب للاستثمار فى قطاع الليثيوم ويوفر فرصًا كبيرة.
وأوضح التقرير أنه يتم استخراج الليثيوم من أستراليا التى تعد أكبر مُنتج له فى العالم، ويعد ذلك أكثر تكلفة بكثير من استخراجه من الأرجنتين وبوليفيا وتشيلى.
وقال سيزار باديلا ، المنسق العام لمرصد التعدين فى أمريكا اللاتينية ، لصحيفة "دى دبليو": "إن قلة الدعم من المجتمعات المحلية لمشاريع التعدين حقيقة لا يمكن إنكارها وأحد أخطر المشكلات التى تواجه شركات التعدين فى المنطقة" (OCMAL).
وأضاف الخبير أن "عدم الاستقرار السياسى فى القارة اللاتينية من أهم المخاطر أيضا التى تهدد التعدين فى القارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة