سيكون الجمعة المقبل يوما مصيريا للتيار المحافظ فى إيران، إذ يخوض هذا التيار معركة إحكام قبضته على مؤسسات الحكم في البلاد، في الانتخابات التشريعية، ورغم غياب منافس أمامه بعد اقصاء أغلب مرشحى التيار الاصلاحى وحتى القلة القليلة من المرشحين الإصلاحيين التي تخوض السباق لا يمكن أن تهدد مكاسبه المحتملة في هذا الاستحقاق، إلا أنه يخشى الهزيمة.
وأكدت تقارير أن انفراد هذا المعسكر بساحة المعترك الانتخابى تحول فرصه إلى أداة تشكل ضغطا على هذا التيار.
وعبر نواب أصوليون عن هذه المخاوف، وفى هذا السياق حذر محمد رضا باهنر النائب المحافظ، من هزيمة الأصوليين فى طهران حال قدم هذا التيار قائمتين للتنافس على هذه مقاعد العاصمة الـ 30، وقال مخاطبا التيار الأصولى: "تحت أى ظرف لا ينبغى علينا أن نطمئن أنفسنا بالفوز".
وتشكل نسبة المشاركة هاجسا لدى هذا التيار، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى عزوف الكثير من الإيرانيين عن المشاركة في الانتخابات لا سيما في العاصمة، التي شهدت احتجاجات عارمة في نوفمبر اعتراضا على رفع أسعار الوقود، ورفض الإيرانيين طريقة القمع التي تعاملت بها السلطات مع المحتجين.
لذا لجأ هذا التيار "للدين" ففى تقرير نشرته صحيفة كيهان المتشددة والمقربة من المرشد الأعلى، حثت بطريقتها على المشاركة، وقالت "مشاركة الكوادر الثورية والشعبية تكليف دينى ووطنى، وأى خطوة تشكل ضررا عليها هى إجراء غير شرعى ويتعارض مع المصالح الوطنية"، وتبنى المرشد الأعلى على خامنئى نفس النهج، وقال منذ أيام أن الانتخابات في إيران بمثابة "جهاد عام" وتعزيز لقوة البلاد وحفظ ماء وجه النظام الإسلامي، مضيفا"مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات المقبلة ستحفظ ماء وجه نظامنا الإسلامي".
ويرى المتشددون أن الاستحقاق هو الفرصة الوحيدة لكسب المزيد من القوة وإحكام قبضته على الحكم ليس هذا فحسب، بل لان الانتخابات برمتها تحولت ايضا لجانب يمس سمعة وهیبة الأصوليين فى الداخل، ويمثل أيضا استفتاء على شرعيتهم فى الشارع.
في آخر أيام الدعاية الانتخابية للانتخابات البرلمانية في إيران، حاول التيار الاصولى تهدئة المعارك المحتدمة بين أحزابه، وشهدت الساعات الأخيرة لملمة أحزابه والدخول في ائتلاف واحد، بعد أن تعددت قوائمه وانحصر التنافس في هذا التيار، رغم ذلك ينظر داخل إيران على هذا التحالف بالتحالف الهش، وذلك في أحدث تركيبة سياسية للمرشحين في إيران.ووفقا لوسائل اعلام إيرانية أعلنت الليلة الماضية، جبهة الصمود المتشددة وائتلاف كوادر الثورة التوصل لبيان مشترك بتوقيع غلام حداد عادل رئيس الائتلاف ومرتضى أقاتهرانى زعيم الصمود، والدخول في ائتلاف واحد، وتقديم "قائمة الاتحاد" الانتخابية.
وتجرى الانتخابات البرلمانية يوم الجمعة المقبلة، ويتنافس 7 آلاف و 148 مرشح على 290 مقعد في البرلمان الايرانى، و يحق لـ 57 مليون و 918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق، وتعد الانتخابات أول اختبار واستحقاق تخوضه طهران منذ الأزمات التى عصفت بها مؤخرًا عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانى 3 يناير الماضى، ونهوض احتجاجات فى البلاد غاضبة جراء إسقاط الحرس الثورى طائرة ركاب أوكرانية تقل إيرانيين ومقتل جميع ركابها.
وتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان، الجولة التكميلية الأولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وخبراء القيادة، هو هيئة تتمتع بنفوذ قوى فى قيادة العملية السياسية فى إيران وتعد مهامه هي اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989.
ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثمانى سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة