كرم محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي صنّاع الأمل في الوطن العربي، وكان من بين صناع الأمل الخمسة، الدكتور المصرى مجاهد مصطفى علي الطلاوي، الذى يقدم الرعاية الصحية منذ عقود برسم رمزي أو دون مقابل، ويدعم الفقراء والمحتاجين والأيتام في قريته ومجتمعه.
وبحسب وكالة وام الإماراتية، استعرض صناع الأمل الخمسة الذين بلغوا النهائيات في مبادرة الأمل مساء أمس الخميس، قصصهم ومبادراتهم في الحفل وسط حضور ناهز 12000 شخص.
والدكتور مجاهد مصطفى علي الطلاوي، المشهور بـ "طبيب المساكين"؛ كما أسماه أهل قرية طلا في صعيد مصر، رأوا فيه الإنسان والصديق والابن والأخ والأب، الذي لا يخيّب أمل جيرانه وأهله، ولا يتركهم فريسة للمرض والعوز، عرفوه على مدى السنين الطوال عوناً وسنداً، يقيهم حرج السؤال في السقم، ويكفيهم همّ الدَين في المرض، ويقيل عثرات الكرام.
وتخرّج الدكتور الطلاوى من كلية الطب، فحصل من فوره على تعيين في مستشفى القصر العيني في العاصمة المصرية القاهرة.
ورغم أن زملاءه وأقرانه غبطوه على ذلك التعيين، اعتذر عن قبوله، واختار طائعاً أن يقدم وقته وجهده وعلمه ومعارفه لأهل قريته طلا، الكائنة بمحافظة بني سويف بصعيد مصر، بسطاؤها صاروا عائلته الكبرى التي لأجلها يعمل ليل نهار، فامتدت تلك العائلة واتسعت عاماً تلو آخر.
ماذا قال الطبيب المصري مجاهد معوض المرشح للقب صانع الأمل عن مثابرته المتواصلة على غرس الخير على مدار 30 عامًا . #صناع_الأمل pic.twitter.com/4wgD56EjSX
— صناع الأمل (@ArabHopeMakers) February 20, 2020
وكرّس الطبيب المصري حياته لمواجهة الفقر والمرض، وعاش على هذا النهج تنفيذاً لوصية والده الذي قال له في بداية مشواره المهني: "إن المرضى إن وردوا عليك أسلموا لك أغلى ما يملكون من حياتهم، واستأمنوك على أرواحهم وأموالهم، فلا تكن للأمانة خائناً، ولا تضيّع المسؤولية التي صارت إليك، بل كن على قدرها مع نفسك ومع أهل بلدك."
وبعد أكثر من ثلاثين عاماً من هذا القرار المصيري في حياة الدكتور مجاهد، استطاع ومن تطوع معه تشخيص وعلاج وتقييم ما يقارب مليوني حالة على مدى أكثر من ثلاثة عقود بمعدل 60 ألف حالة سنوياً، وقام والعاملون معه بإجراء آلاف العمليات الجراحية.
وفيما قد تصل تكلفة المعاينة الطبية في بعض الحالات إلى 300 جنيه في المنطقة، وهو ما يثقل كاهل البسطاء وضعاف الحال، يكتفي الدكتور مجاهد برسم رمزي عشرة جنيهات فقط، ويقدم المعاينة مجاناً لمن لا يملك الجنيهات العشرة.
وتوسع الدكتور مجاهد في جهوده الخيرية، فصار يرصد مخصصاً شهرياً لدعم الطلبة من الأيتام وتوفير المستلزمات التي يحتاجونها خاصة في المدرسة ليساعدهم بتوفير الملابس والأحذية والقرطاسية حتى يبدؤوا العام الدراسي مقبلين على العلم على سوية أقرانهم، ووصل عدد الطلبة الذين دعمهم إلى 1500 طالب.
وصار الطبيب يتبرع بثمن الخبز لمن لا يستطيعون شراءه من الأسر المتعففة، حتى وصل معدّل ما قدّمه على مدى سنوات إلى 200 ألف رغيف.
وهكذا كان حتى أحيا الدكتور مجاهد الأمل في قريته ومحيطها بعمله الخيري والإنساني الذي تجاوز الطب إلى مساعدة الأيتام ومساندة المحتاجين وتقديم الدعم للفقراء.
أسرته التي ساندته في مشواره، كانت الفريق الذي يدعمه في السراء والضراء ويعمل معه على خدمة المجتمع، وبناته اللواتي تخرّجن في الحقل الطبي كوالدهن، أصبحن يساندنه في مهمته الإنسانية، والآن هو يوصيهن بمواصلة مسيرة العطاء للإنسان والإنسانية.
ويأمل الطلاوى فى أن يعيش حتى يرى المستشفى الذي يشيده في قريته يفتح أبوابه ويستقبل المرضى من مختلف الحالات، وهدفه أن يواصل القيام على تقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاجها ممن يقصدون عيادته ما استطاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة