بدأ الإيرانيون التصويت اليوم الجمعة فى انتخابات برلمانية ليس من المرجح أن تغير العلاقات المضطربة لطهران مع الولايات المتحدة، بعد استبعاد آلاف المرشحين من التنافس لصالح المتشددين، حيث ذكر التلفزيون الرسمى أن التصويت بدأ فى الساعة 0430 بتوقيت جرينتش. ومن المقرر أن يستمر الاقتراع لمدة 10 ساعات.
ويتنافس 7 آلاف و 148 مرشح على 290 مقعد في البرلمان، و يحق لـ 57 مليون و 918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق من بين سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
وتعد الانتخابات أول اختبار واستحقاق تخوضه طهران منذ الأزمات التى عصفت بها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مايو 2018، وفرض عقوبات مشددة على الاقتصاد الإيراني أدت إلى تردى الأوضاع، ونهضون احتجاجات الوقود الغاضبة في نوفمبر 2019، ومؤخرًا عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانى 3 يناير الماضى، والغضب في الداخل جراء إسقاط الحرس الثورى طائرة ركاب أوكرانية تقل إيرانيين ومقتل جميع ركابها.
تركيبة المرشحين السياسية
يمتلك التيار المحافظ والأصوليين نصيب الأسد من عدد المرشحين، بعد عملية استبعاد جماعية تمت في صفوف الإصلاحيين، وتمكن قبل ساعات من انتهاء حملة الدعاية الانتخابية الأربعاء الماضى، من لملمة أحزابه والدخول في ائتلاف واحد، واندمج "ائتلاف كودار الثورة" برئاسة غلام حداد عادل و "جبهة الصمود" المتشددة بزعامة ومرتضى أقاتهرانى لتخرج قائمة جديدة أطلق عليها "قائمة الاتحاد" تتنافس على مقاعد العاصمة طهران، ويخوض السابق للمرة الأولى المنشدين وهى فئة جديدة في الساحة السياسية، يبدو أنها بدأت عمليا خوض العمل السياسى في إيران، بعد أن كانت تنشده في غنائها فقط.
ويعد اليوم، يوما مصيريا للتيار المحافظ فى إيران، ورغم غياب منافسه إلا أنه يخشى الهزيمة، تقول تقارير أن انفراد هذا المعسكر بساحة المعترك الانتخابى تحول من فرصة إلى آداة تشكل ضغطا على هذا التيار، وعبر نواب أصوليين عن هذه المخاوف، وفى هذا السياق حذر محمد رضا باهنر النائب المحافظ، من هزيمة الأصوليين فى طهران حال قدم هذا التيار قائمتين للتنافس على هذه مقاعد العاصمة الـ 30، وقال مخاطبا التيار الأصولى "تحت أى ظرف لا ينبغى علينا أن نطمئن أنفسنا بالفوز".
التركيز على "الاقتصاد"
وتشكل نسبة المشاركة هاجس لدى السلطات، حيث تشير استطلاعات الرأي عزوف الكثير من الإيرانيين عن المشاركة في الانتخابات لا سيما في العاصمة، التي شهدت احتجاجات عارمة في نوفمبر اعتراضا على رفع أسعار الوقود.
ورفض الإيرانيين طريقة القمع التي تعاملت بها السلطات مع المحتجين، متأثرة بدعوة المعارضة في الخارج بمقاطعة الاستحقاق، فضلا عن الشعور بخيبة أمل لدى أغلب الإيرانيين من في كتلة اميد "الأمل" الإصلاحية التي استحوذت على مقاعد العاصمة الـ سنوات الـ 4 الماضية في البرلمان، ورغم أهمية هذه المقاعد أخفقت في تلبية مطالب الشعب الذى عقد آماله عليها في تنفيذ إصلاحات في البلاد والانفتاح، واصطدم الإيرانيون بعودة العقوبات، لذا شعر الإيرانيون أنهم كانوا أمام رهان خاسر أدى إلى احباط تملك كثيرين.
وركزت أحزاب أصولية على انعاش الوضع الاقتصادى، ليكون آداة محفزة لإغراء الناخبين، حيث يقول المحافظون أن معركتهم في البرلمان ستكون اقتصادية، فيما رفع حداد عادل المرشح الذى يخوض الانتخابات البرلمانية على شعار "إنقاذ اقتصاد إيران"، تبنت تيارات أصولية آخري قوائم تضم اقتصاديين شعارات تبديد مشكلات الشعب الإيراني وإحداث تحول اقتصادى، من بينها ائتلاف "الاقتصاد ومعيشة الشعب"، التي تضم عضو تشخيص مصلحة النظام المتشدد غلامرضا مصباحى مقدم، والناشطة السياسية والنائبة السابقة الهه راستجو، والهام أمين زاده، ويرى هذا الفريق أن البرلمان الجديد ينبغى أن يتألف من الاقتصاديين والخبراء.
المعسكر الاصلاحى.. أحزاب مستقلة تخوض المعترك الانتخابى
في المقابل، يرفض المعسكر الاصلاحى الاقصاء مجددا من الساحة السياسية، ورغم قلة مرشحيه بعد عملية اقصاء من قبل مجلس صيانة الدستور، اختارت أحزاب إصلاحية أن تخوض الانتخابات بقوائم منفردة، بعد أن أعلن المجلس الأعلى لوضع سياسات الجبهة الإصلاحية أنه لن يقدم مرشحين للتنافس على مقاعد العاصمة، وقدمت أحزاب اصلاحية 3 قوائم انتخابية، من بينها قائمة تحت "محبى هاشمى رفسنجانى" لحزب كوادر البناء، وقدمت أحزاب إصلاحية قائمة تحمل اسم "ائتلاف الإصلاحيين" في العاصمة طهران وتنضوي تحتها 8 أحزاب إصلاحية، ويتصدرها مجيد أنصارى عضو مجمع رجال الدين المناضلين، والنائب مصطفى كواكبيان.
مجلس خبراء القيادة
وتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان، الجولة التكميلية الاولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وخبراء القيادة، هو هيئة تتمتع بنفوذ قوى فى قيادة العملية السياسية فى إيران وتعد مهامه هي اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989.
ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثمانى سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة