أسباب عديدة دفعت دول أوروبية لبدء التحرك لمواجهة نشاط جماعة الإخوان المتزايد فى القارة العجوز، ولعل خروج بريطانيا مؤخرا من الاتحاد الأوروبى، بجانب تآمر جمعيات تابعة للإخوان ضد أنظمة أوروبية كان دافعا كبيرا لأوروبا كى تشن انتفاضة ضد هذا التنظيم.
وفى هذا السياق أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن المجتمع الفرنسى بدأ يتخوف من نشاط الإخوان فى باريس، وسيطرتها على المساجد فى تلك الدولة الأوروبية، مشيرًا إلى أنه فى فرنسا تزايد الخوف الشعبى من تنظيم الإخوان وخاصة بعد المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة التى استمرت لشهور، لمحاولة إسقاط حكم إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، والتى شارك فيها التنظيم والمهاجرون من الأحياء الفقيرة وبخاصة حى إلزاس، والتى ظهر فيها دور لاتحاد مسلمى فرنسا واتحاد المنظمات الإسلامية الذى يتبع التنظيم الدولى للإخوان والمدعوم من مؤسسة قطر الخيرية .
وأضاف الباحث الحقوقى، لـ"اليوم السابع"، أن قطر تقوم بتمويل الأنشطة والصرف على المساجد والمراكز الإخوانية لتجنيد المهاجرين ومنهم عناصر تحمل الجنسية الفرنسية سافرت إلى سوريا والعراق للانخراط فى صفوف داعش وتنظيم جبهة النصرة، وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لذلك يسعى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمواجهة تزايد نشاط الإخوان.
وتابع هيثم شرابى: لهذا تسعى الحكومة الفرنسية إلى مواجهة خطر تنظيم الإخوان وتغلغل نشاطها فى الأحياء الفقيرة فى محيط باريس وتسيطر على المساجد فيها، وهذا التوجه بدأ منذ الصيف الماضى وسيستمر لمنع مشاركة عناصر التنظيم من المشاركة فى انتخابات البلديات التى من المقرر إجراؤها قريباً.
وفى ذات السياق أكد هشام النجار، الباحث الإسلامي، أن هناك يقظة فرنسية متعلقة بهذا بمواجهة نشاط جماعة الإخوان المتزايد فى باريس، موضحا أن هذه اليقظة دعمتها ممارسات أردوغان المتعالية والعدائية سواء فى المواقف ضد المصالح الغربية عمومًا على أكثر من صعيد وبشأن أكثر من ملف أو حتى فى التصريحات الهجومية العدائية التى يقدم فيها أردوغان نفسه كزعيم إسلامى مستندًا لموقعه فى السلم التنظيمى للتنظيم الدولى للإخوان.
وأضاف الباحث الإسلامى لـ"اليوم السابع"، أن لهذه التطورات اعتبار رئيسى ضمن دوافع اتخاذ باريس اجراءات مختلفة ومتطورة عن سابقتها ضد نشاطات وحضور جماعة الإخوان فى فرنسا.
وبدورها أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن أوروبا بشكل عام، خاصة بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى مؤخراً، تشعر وكأنها أصبحت فى مواجهة مباشرة مع الإرهاب الذى يقوده التيارات المتطرفة سواء كانوا من جماعة الإخوان المسلمين أو غيرها، حيث أوهمت بريطانيا أوروبا لسنوات أنها تحسن السيطرة على جماعة الإخوان وأنها تستخدم الجماعة لحماية الأمن القومى الأوربي، وهو كلام لم يكن صحيح أبداً.
وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة لـ"اليوم السابع"، أن بريطانيا سهلت نشر الدعاية حول انتشار الإخوان فى أوروبا، لافتة إلى أن هناك شبكات ضخمة من الإسلاميين المتطرفين والإخوان تعمل فى كل أرجاء أوروبا، فى صورة منظمات دينية أو جمعيات إغاثة ومساعدة إنسانية.
وتابعت داليا زيادة: الآن بعد انفصال بريطانيا، فاقت أوروبا وبدأت تشعر بالخطر الحقيقى الذى يشكله نشاط الإسلاميين المتطرفين على أراضيها، لهذا نجد المبادرات التى تقوم الآن من فرنسا وألمانيا لتوعية الرأى العام بخطورة هذه الجماعات ومحاولة السيطرة على الشرور التى يمارسونها داخل أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة