هل يمكن أن تؤثر المواد البلاستيكية الدقيقة في قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي على زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى، ربما يبدو هذا الأمر غريبًا وغير مباشر، ولكنه بالفعل قد يكون له دور كبير في أزمة تغير المناخ، وكيفية التعامل معها خاصة مع زيادتها يومًا عن الآخر.
وفقًا لما ذكره موقع "phys" الأمريكى، يمتص المحيط ثاني أكسيد الكربون من الجو، ما يقلل من كمية انبعاثات الاحتباس الحراري التي قد تحدث إذا بقيت في الغلاف الجوي.
وتلعب العوالق النباتية في المحيط دورًا أساسيًا في هذه العملية، حيث تقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في المحيط عن طريق التمثيل الضوئي.
ويحاول العلماء حاليًا تحديد ما إذا كانت المواد البلاستيكية الدقيقة في المحيط تتداخل مع قدرة العوالق النباتية على عزل الكربون.
وقال جواكيم جوس، أستاذ باحث في مرصد لامونت دوهرتي للأرض التابع لمعهد الأرض: "على الرغم من عدم وجود أي دراسات تظهر تأثيرًا مباشرًا للبلاستيك على العوالق النباتية، لقد رأينا البلاستيكيات الصغيرة تلتصق على العوالق النباتية تحت المجهر، وبالتالي إذا كان لديك الكثير من جزيئات البلاستيك الدقيقة، فإنها تتنافس مع العوالق النباتية على الضوء وبالتالي عملية التمثيل الغذائي التي تسحب الكربون".
كما قال ماركو تيديسكو، أستاذ الأبحاث في مرصد لامونت-دورتي إيرث ، الذي يبحث حاليًا عن البلاستيك الدقيق في الجليد وكيف يتطور، إن المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك قد يكون لها آثار غير معروفة.
وأضاف تيديسكو: "المواد الكيميائية التي استخدمت خلال دورة حياتها شديدة السمية، وهناك القليل جدًا من اللوائح حول استخدام هذه العناصر عندما يتعلق الأمر بالبلاستيك".
وأوضح: "لذلك، تتطلب معالجة المواد البلاستيكية الدقيقة مستوى إضافيًا من الاهتمام بسبب الضرر المحتمل المتعلق بالمواد الكيميائية المستخدمة في معالجة البلاستيك لجعلها ملونة وأكثر مرونة وغير قابلة للتحلل".
ولا يزال هناك الكثير مما لا يعرفه العلماء عن المواد البلاستيكية الدقيقة أو تأثيراتها على البيئة أو ما يجب فعله تجاهها.