تعد رواية الحى اللاتينى للكاتب اللبنانى سهيل إدريس التى صدرت فى عام 1953 واحدة من أشهر الروايات العربية، وتم اختيارها من قبل اتحاد الكتاب العرب لتكون ضمن أشهر 100 رواية عربية صدرت فى القرن العشرين.
تروى "الحى اللاتينى" حسبما ذكر Ali Almatrood على موقع "good reads" قصة شاب يبحث عن ذاته بشكل أو بآخر، فيجد ذاته فى المرأة التى حُرم منها فى بلده "لبنان"، فاتجه إلى الحى اللاتينى أو باريس فى فرنسا، من أجل أن يجد ذاته، ويجد من يغطّى الفراغ الذى يشعر به، وذلك من خلال المرأة والانفتاح فى فرنسا.
خاض بطل الرواية تجارب عديدة مع المرأة الغربية، منها الفاشلة ومنها الناجحة، ومن خلال هذه التجارب الفاشلة والناجحة، تمكن من أن يفهم ما كان يقوله صديقه فؤاد "لقد أضحت المرأة أحد همومى، ولكنها ليست همى الرئيسى"، وفى الحقيقة توصّل من خلال هذه التجارب إلى هم العروبة والوطنية والنهضة.
قد تكون رواية الحى اللاتيني، هى ما تصف أن الإنسان لا يُمكن أن يجد ذاته ويصل إليها، دون أن يكفى حاجاته الطبيعية، والتى لا بدّ من ملئها.. وأنّ المرأة والحب هى أهم هذه الحاجات.
امتلأت الرواية بفلسفة عميقة للحب، تحوى التفانى والإخلاص وغيرها، وذلك ما تختصره هذه العبارة ربما ""وكان الليل مملكتهما الأثيرة، يركنان إليه ليتلذّذا فيه بالدفء والظلام والحب. هذا الحب الذى لم يعرف إلا أحد شطريْه: فإمّا النشوة الروحية وحدها، وإما اللذة الجسدية وحدها، بل هو لم يعرف أى الشطرين إلا فى أسوأ أشكاله: إما كبت وانغلاق وتأكّل، وإما أنانية وحيوانية وانحطاط. ولم يكن يتصوّر أن بوسع إنسان أن يدرك إلى جانب أنثى، اللذتين كلتيهما، كما أدركهما هو إلى جانب "جانين".
وكانت هى من رهافة الأنوثة بحيث كانت تعى كيف تُعالج الأخذ والعطاء، وكيف تدفع الضجر والملل بتغليب إحدى اللذتين فى الوقت المناسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة