كتب التراث ممتلئة بالحكايات منها الصادق ومنها ما دون ذلك، ومنها نوع ثالث لا يمكن القطع فيه، ومن ذلك بعض القصص والحكايات التي ترتبط بما وقع بين الأنبياء والشياطين.
سيدنا آدم والشيطان
يعرف الجميع قصة سيدنا آدم عليه السلام مع الشيطان الذى عصى ربه ورفض أن يسجد لآدم، وما ترتب على ذلك من أحداث، إذ فكر الشيطان كثيرا ثم قام بعملية إغواء لآدم وزوجته حواء ترتب على ذلك نزولهما إلى عالم الأرض يتصارعان إلى أن تقوم القيامة.
وعندما نزلا إلى الأرض اختلفت السبل يقول جرير الطبرى فى كتابة المشهور باسم «تاريخ الطبرى» حدثنا أبو همام، قال: حدثنى أبى، قال، حدثنى زياد بن خيثمة، عن أبى يحيى، عن مجاهد، قال حدثنى ابن عباس: «إن آدم عليه السلام حين نزل الهند، ولقد حج منها أربعين حجة على رجليه، فقلت له: يا أبا الحجاج ألا كان يركب؟ قال: فأى شىء كان يحمله؟ فوالله إن خطوه مسيرة ثلاثة أيام وإن رأسه ليبلغ السماء، فاشتكت الملائكة نفسه، فهمزه الرحمن همزة فتطأطأ مقدار 40 سنة».
ونزلَ إبليس - كما روى - فى منطقة فى العراق تسمى دسْتُمِيسان وهى قريبة من البصرة، وقد ابتدأ عليه غضب الله ولعنته منذ هبوطه بمهمته، حيث تعهّد أمام الله سبحانه وتعالى بأن يغوى بنى آدم ويوسوس لهم، فأمهله الله إلى يوم الوقت المعلوم مبيّنًا له ألا سلطان له على المؤمنين، وإنّما سلطانه على الذين يتولّونه والذين هم به مؤمنون، ومبّيناً سبحانه للبشر أنّ كيد الشيطان ضعيف لا يقف أمام إيمان المسلم وقوّة بصيرته.
وصارت قصة آدم وإبليس مع مرور الوقت رمزا لما يمكن أن يحدثه الوسواس الخناس فى نفوس الناس، خاصة إبليس واصل الفتنة فى أبناء آدم، ولم يقصر الصراع على الأب فقط.
سيدنا سليمان والشيطان
أعطى الله سيدنا سليمان الخير الكثير ومنحه من العجائب والكنوز ما لا يمكن وصفه، وقد ورد فى العلاقة بين سليمان والجن الكثير فى الكتب منها أنه كان يدير عالمهم بخاتم كان فى يده.
ومن القصص التى رويت فى هذا الشأن، أن الملك سليمان كان له خاتم عزيز وعظيم وله مكانة كبيرة لديه وفى أحد الأيام أحب سليمان أن يستحم وكانت له زوجة هى الأقرب له اسمها الجرادة فخلع الخاتم وناولها إياه ودخل ليستحم و كان إبليس يحلم بامتلاك ذلك الخاتم فاعتبر تلك فرصته للحصول عليه فتنكر فى شكل الملك سليمان ودخل على زوجته الجرادة يطلب الخاتم فأعطته إياه ولما خرج سليمان من الحمام ذهب ليطلب خاتمه فقالت له قد أخذته ما أنت إلا إبليس اللعين وطردوه فشُرد سليمان وفقد ملكه وكنوزه وذهب ليقتات طعامه بالعمل صيادا فى الوقت الذى عاش إبليس بين الإنس والجن يحكم فيهم، وكنوزه حتى ثار الناس والجن عليه وطردوه وضيقوا عليه الخناق فخلع الخاتم ورماه فى البحر وفى أحد الأيام خرج سليمان ليصطاد ليتكسب قوته فاصطاد سمكة وذهب لبيته وحين فتح بطن سمكته وجد الخاتم فعلم أنه كان ابتلاءً من الله ففرح فرحا عظيما واستعاد ملكه.
وحديث إسناده إلى بن عباس رضى الله عنهما يقول فى تفسير الآيه الكريمة (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) من سورة ص، قال هو الشيطان كان على كرسيه يقضى بين الناس أربعين يوما وكان لسليمان زوجة يقال لها جرادة وكان بين أهلها وبين قوم خصومة فحكم سليمان بينهما بالحق إلا أنه ود أن الحق كان لأهل زوجته فأوحى الله إليه أن سيصيبك بلاء فكان لا يدرى هل سيأتيه البلاء من السماء أم سيأتيه من الأرض وقال السيوطى بسند قوى عن بن عباس (أراد سليمان أن يدخل الخلاء فأعطى خاتمه لجرادة وكانت جرادة زوجته وكانت أحب نساءه إليه، حتى آخر الحديث الذى فيه نفس المعنى السابق من أن الشيطان جاء لزوجة سليمان جرادة فى صورة سليمان وطلب الخاتم واستولى على ملكه وكنوزه.
سيدنا محمد والشيطان
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع على صلاتى فأمكننى الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخى سليمان رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى فرددته خاسئا عفريت متمرد من إنس أو جان مثل زبنية جماعتها الزبانية.
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال إن الشيطان عرض لى فشد على ليقطع الصلاة على فأمكننى الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى فرده الله خاسيا ثم قال النضر بن شميل فذعته بالذال أى خنقته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة