تامر عبدالمنعم

حَكَم التاريخ بما لكَ

الخميس، 27 فبراير 2020 01:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قلتُها نصاً: "سيحكُم التاريخ بما لنا وما علينا " منذ تسع سنوات بالتمام والكمال ولم يتصور كائنا ما كان ماذا تقصد !؟ أخذت قرارك بتخليك عن السُلطة وسلمتها للقوات المسلحة علي الرغم من وجود نائباً لرئيس الجمهورية وقتها ولم يفهمك الكثير بل وروجوا لشائعات وصدقوها كانت فحواها انه تم بيعك من المشير آنذاك !!

مثلت للمحاكمة مثلك مثل اَي مواطن بسيط بعدما رفض الجميع الدفاع عنك إلا محاميك الأستاذ فريد الديب، الذي سيذكره التاريخ ويذكر مواقفه معك ومع أسرتك، أجبت نداء القاضي "أفندم" ولم تفعل كما فعل المرتزقة والخونة أثناء محاكماتهم، ولم تتعال يوماً، والأهم أنك لم تهرب علي الرغم من أن طائرتك كانت جاهزة بالمطار، والفرصة كانت سانحة للهروب إلى أى مكان خارج مصر المشتعلة والمشحونة ضدك، وقتها وفضلت المكوث بها أنت وأولادك قابلين أى وضع واثقين فى عدالة السماء وفى أنفسكم من بعدها، واستعنتم بالصبر، فكان فوزكم عظيم.

شاهدت بعينك انقلاب كل من حولك عليك وسمعت الإساءة بأذنيك بالبرامج سواء من مقدميها الذين كانوا يتملقونك طيلة سنوات حكمك أو من الضيوف الذين أرادوا غسل أيديهم منك ومن نظامك ليستعدوا للمرحلة القادمة !! وقرأت بالجرائد المختلفة التي كانت تمدحك سبابك وتشويه تاريخك وشعرت بالظلم البيّن الذي وقع عليك وعلي نجليك وزوجتك المصونة ولم تغب عنك ابتسامتك وثباتك المعهود وتابعت أعمال فنية بُنيت أحداثها علي أكاذيب - من عينة التوريث الذي نفيته سيادتكم ونفاه نجلك نفسه -  وتشويه لصورتك وبالتالي تزوير للتاريخ وأنا أشهد، تم نقلك بطائرة من المحكمة الي سجن طره بغتة وكان رد فعلك غير متوقع فلم تهتز بل وفرحت لأن غرفة صغيرة ستضمك إلى حضن نجليك اللذين تواجدا بالسجن ذاته في هذه الفترة.

قضيت سنوات بعدها فى غرفة بمستشفي المعادي العسكري لتلقي رعاية صحية، وأشهد أمام الله أن همك الأول والأخير كان نجليك اللذين طال غيابهما، قلقت على وطنك الذي دافعت عنه وعملت لصالحه سنوات تخطت الستين وحدث ما حذرت منه في أعقاب 25 يناير، وانتقلت السلطة للإخوان علما بأن الجميع كان قد اتهمك أنك تستخدم فزاعة الإخوان للحفاظ على كرسيك!!

وقبل اندلاع ثورة 30 يونيه كنت تحفز وتشجع وتساعد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل نجاحها (لم يحن الوقت كي أروي وأفصح وأكشف الأسرار)، لم تطلب شيئا من احد ولم تحاول أن تتدخل بعلاقاتك بتلاميذك من أبناء القوات المسلحة كي ترفع الظلم سواء عنك أو عن نجليك وأنا أشهد، شوهوا تاريخك وأزاحوا اسمك من مشروعاتك والابتسامة لم تفارقك !! حضرت كشاهد فى قضية التخابر، وشهدت بعينك من ظلموك ومن روجوا أن خروجك إلى قبرك سيكون من السجن خلف القضبان فى أعظم آيات الخالق العظيم في العدل والإنصاف.

رأيت بعينك لمدة 9 سنوات احتفالات النصر الذي شاركت به واحتفالات عيد القوات الجوية التي أعدت تأسيسها واحتفالات طابا التي استرجعتها دون إشارة واحدة لاسمك ولم تشتكي وقدمت الأعذار واكدت ان مصر ومصالحها أهم من اَي فرد حتي وان كان بطل !! صبرت صبر أيوب علي ما ابتلاك به المولي بنفس راضية، وأشهد أمام الله أن حرصك على الوطن كان فى المقام الأول وأمنياتك بنجاح الرئيس السيسي كانت عن اقتناع وبنية صافية ووعي رجل الدولة المخضرم، من اجل كل هذا وأكثر - بكثير - حكَم التاريخ بما لكَ وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي جنازتك العسكرية هو وقادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وأطياف مختلفة من الشعب المصري وتقدمت أوسمتك ونياشينك جثمانك في مشهد مهيب نقلته وسائل الاعلام المصرية والعربية والعالمية ونعتك مؤسسات الدولة المصرية كافة ونعتك الدول وارسلت مندوبيها لجنازتك وانقلبت شبكات التواصل الاجتماعي لرثائك في اكبر هزيمة لأعدائك الذين استخدموها لإسقاطك !!

سيدي الرئيس الراحل.. أنا علي يقين أن كلماتي قد وصلتك، وعلي يقين أن روحك الطاهرة كانت ترفرف منتصرة وفرحة في الجنازة المهيبة وما أعقبها إعلامياً وصحفياً ومن قبلهما شعبياً من نصر مبين ..

سلام مؤقت إلى أن ألقاك..

تامر عبد المنعم والرئيس الأسبق حسني مبارك
تامر عبد المنعم والرئيس الأسبق حسني مبارك

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة