حين كان محمد حسنى السيد مبارك، الطالب في الكلية الحربية، يحلم بأن يكون طيارا متميزا، وطالبا متوفقا، لم يكن في مخيلته أن الحياة سوف تأخذه إلى أبعد من ذلك بكثير، وأن "شقته" التي انتظر تخفيضات "القوات المسلحة" ليشتريها ويتزوج فيها، ستصبح محطة أولى في قطار حياة سيسافر به إلى محطات بعيدة.
الرحلة الطويلة لمبارك والتي استمرت 92 عام، لم تكن طويلة بعدد سنواتها فقط، بل بأحداثها وتقلباتها ومشاهد الدراما فيها، وتقلبات القدر التي غيرت طريقه وحددت مصيره مرات ومرات، حتى كانت كل الخطوات والمحطات الكبرى في حياة مبارك، مليئة بمفارقات القدر وتقلباته.
ورغم أن سياسة الرئيس الأسبق في إدارة البلاد على مدار 30 عام وصفت بالاستقرار والبعد عن التقلبات الحادة في كل المجالات، إلا أن حياة مبارك لم تكن كذلك على الإطلاق، خاصة أن الرجل الذى كان يمكن أن يصبح بين الشهداء منذ 53 عام، أيام نكسة 1967، واجه الموت كثيرا، وبعيدا عن تقييمه سياسيا، إلا أن رحلته كإنسان يمكن أن تكون مصدر ألهام لكثيرين ممن يبحوث عن قصص الدراما الواقعية بين البشر.
في فيلم "على أرضه أموت" يرصد "اليوم السابع" رحلة مبارك مع مفارقات القدر، ودراما الحياة، وكيف أن وصوله إلى مشهد جنازته الأخير، لم يكن المشهد الأقرب للتحقق في أوقات كثيرة، وأنه هو أو أكثر المؤلفين خيالا، لم يكن في مقدورهم أن يخيلوا مسيرة الأحداث في حياة مبارك من بدايتها، إلى مشهد نهايتها.