ثراء وجمال نادر من نوعه تتمتع به الطيور البرية والمهاجرة على أرض مصر، حيث نجح مصور الطبيعة الشاب "أحمد وحيد سلامه"، فى الكشف عن جانب منها بصور نادرة التقطها لطبيعة مصر الساحرة، تكشف كنوز أم الدنيا من طيور مستوطنة واُخرى مهاجرة تأسر عشاق الطبيعة وتفتح الباب أمام رافد سياحى جديد لايزال مجهولا .
رحلة مصور الطبيعة أحمد وحيد، 33 عاما، رواها لـ "اليوم السابع"، لافتا إلى أنها بدأت من موطنه بمدينة العريش بسيناء، حيث غرست أسرته فى وجدانه حب أسرار الطبيعة، فوالده يعمل مديرا لـ"محمية الزرانيق"، ووالدته فى مجال المحميات، فتعايش مع الطبيعة والمحميات منذ الصغر وتعلم أسرار التعامل مع كل مكوناتها، وخلال دراسته الجامعية شارك أفراد محميات البحر الأحمر العمل كمتطوع فى الإجازات الصيفية، والعمل مع جمعية لحماية البيئة فى البحر الأحمر.
وأشار وحيد، إلى أن رحلته مع تصوير الطيور بدأت فى خريف عام 2012 وانضم كعضو لـ"الجمعية المصرية لحماية الطبيعة" ، كما أتيحت له فرصة العمل مع شركات أجنبية ومصرية تعمل فى "دراسات تقييم الأثر البيئى لمشروعات طاقة الرياح فى البحر الأحمر"، والانضمام للجنة تسجيلات الطيور النادرة فى مصر منذ عام 2018 وهى لجنة تضم 9 خبراء طيور تراجع فيها التسجيلات النادرة للطيور فى مصر، وكل هذا صقل معرفته واتاح له فرص الاقتراب أكثر من عالم الطبيعة المثير.
وقال مصور الطبيعة أحمد وحيد إن أهم المناطق التى سبق لى التصوير فيها خارج مصر هى محمية "ماساى مارا" و "بحيرة نيفاشا" فى كينيا، وفى مصر قام بالتصوير فى أغلب المناطق.
وأوضح أن هناك مناطق فى مصر تتميز بوجود الطيور فى فترات، لافتا إلى أنهم فى الشتاء يقومون بالتصوير فى مدينة أسوان وبحيرة قارون ومحمية وادى الريان فى الفيوم، وفى القناطر الخيرية وبحيرة المنزلة حيث هى أماكن استقرار مهمة للطيور شتاء فى مصر، مضيفا: فى الربيع منطقة "خليج الزيت" فى البحر الأحمر تعد ثانى أهم مسار لهجرة الطيور فى العالم، وفى الخريف "محمية رأس محمد" فى جنوب سيناء تعتبر عنق زجاجة فى مسار هجرة الطيور.
وأشار إلى أن أهم لقطة على الإطلاق فى مسيرة تصويره ليست للحياة البرية، ولكنها لطفل من وسط سيناء يشرب الماء، أما فى الحياة البرية فأهم صورة التقطها هى لأحد الطيور من فصيلة "العقبان".
وتابع متحدثا عن تجربته فى عالم تصوير الطبيعة أن أخطر لقطة قام بتصويرها هى لحية من نوع "الطريشه" والتى تعرف بخطورة سمها، عندما كان فى أحد أماكن تصوير الطيور فى الصحراء الشرقية وأراد النزول على ركبته لتصوير أحد الطيور ونظر جيدا فى الرمال تحته قبل النزول ولم يجد شيء، و بعد نزوله على ركبته اكتشف أنها على بعد 5 سنتيمترات منه واستطاع تدارك الموقف بهدوء والابتعاد عنها ببطء حتى لا تشعر بالخطر ثم قام بتصويرها.
وقال : بالنسبة للتغيرات الملفتة على المناطق الطبيعية فى مصر من واقع تردده عليها، لاحظ تغيرات على هجرة الطيور وتغيرات طفيفة فى مساراتها أو تأخر مواعيد الهجرة لبعض الأنواع.
وعن رصد المصور لهجرة الطيور وتوثيقها قال:"إنه يبدأ بالتحضير قبل بداية الموسم من حيث تحديد أماكن الرصد واختيار مكان مناسب للإقامة، وميدانيا يتم بالرصد بالنظارات المعظمة والتلسكوبات والتصوير بالكاميرات عندما تقترب الطيور".
واستطرد: "هناك بعض المواقف حينما أشعر بأن الطائر مختلف أقوم بتصويره حتى لو صوره ضعيفة للتأكد من تصنيفه".
وتابع المصور أحمد وحيد قائلا إن هناك ما يقرب من 500 نوع من الطيور مسجل فى مصر، لا يعرف العامة إلا القليل منها، ويعتقد الكثيرون أنه لا يوجد طيور زاهية الألوان وجميلة فى مصر، وهذا شبه صحيح فى المناطق السكنية لكن عند الخروج من المدن يمكننا رؤية الأنواع المختلفة فى الأشكال والأحجام والألوان منها أنواع مقيمه طوال العام مثل : "الوروار الأخضر الصغير" و "عصفور الفراولة" و"صياد السمك أبيض الحلق"، ومنها أنواع مهاجرة مثل "الوروار الأوروبي" و"الوروار أزرق الخد" و"صياد السمك الأوروبي" و"الشقراق"
واشار مصور الطبيعة إلى أن هناك أنواع أخرى يعرف الناس صوتها لكن لا يعرفون شكلها مثل "الكروان"، كما أن هناك أنواع يعرف الناس اسمها من بعض الأمثال الشعبيه لكن لا يعرفون اسمها مثل "الحدأه" و "البومه"
وقال إن طائر "العقاب النسَّارى"، أحد الطيور المقيمة فى مصر طوال العام، ويتغذى على الأسماك، ويسهل رؤيته فى المناطق الساحلية بجزر البحر الأحمر، و"ابو الفصاده الأصفر" من الطيور التى تقضى الشتاء فى مصر ويتغذى على الحشرات ، و"البط الحديدي" من الطيور التى يسهل رؤيتها فى جنوب مصر مثل أسوان وبحيرة ناصر فى فصل الشتاء، و"صياد السمك الأوروبي"، يقضى الشتاء أيضا فى مصر ويتغذى على الأسماك الصغيرة.
وتابع قائلا: من الزواحف "الضب المصري" وهو أحد الزواحف المنتشره فى صحارى مصر، ويتغذى على براعم النباتات الصحراوية، بينما "البشاروش" من الطيور التى يقضى بعض الاعداد منها الشتاء فى مصر، ويمكن رؤيته فى محمية الزرانيق ، وملاحات بورفؤاد وسيوه و الفيوم واسوان، و"البلشون الأبيض الصغير"، طائر من فصيلة ابو قردان مقيم فى مصر طوال العام، و"اللقلق الأبيض" من الطيور التى تمر بأرض مصر مرتين كل عام خلال هجرتها لافريقيا فى الخريف والعوده لأوروبا فى الربيع، و"صياد السمك أبيض الحلق" من الطيور القيمه فى مصر، ويتغذى على الأسماك والزواحف.
وقال إن من بين الطيور الجميلة على أرض مصر طائر "الكروان "والمعروف بصوته المميز يمكن سماعه فى المدن وقت المغرب والفجر، كما ان "الحدأة "مصريه مقيمه فى مصر طوال العام، ويطلق أيضا عليها حدأة صفراء المنقار وهى المشهوره فى المثل الشعبى (الحداية مبتحدفش كتاكيت)، و الهدهد من الطيور المعروفة ، ويقيم فى مصر طوال العام، بينما "عصفور الفراولة" هو أحد الطيور الهندية التى فرت من الأقفاص وتعايشت فى البيئة المصرية، و تم رصده فى محافظة الشرقية، القناطر الخيرية ،الفيوم وأسوان، و"اللقلق اصفر المنقار" بعض الاعداد منه تأتى لبحيرة ناصر وأسوان فى فصل الصيف، و"البومة الصغيرة "(أم قويق)، فعليا تعيش فى الأماكن الخربة لتوافر طعامها فى هذه الأماكن فهى تتغذى على الفئران والزواحف والتى بالتبعية تتكاثر وتنتشر فى الأماكن الخربة، و"الورور الأخضر الصغير" من الطيور الموجودة فى مصر طوال العام ،ويمكن رؤيته على اسلاك الكهرباء بجانب المناطق الزراعية.
وأشار إلى أن تصوير الطبيعة يتطلب الشغف أكثر من روح المغامره، هناك البعض يمكنه التصوير من السيارة، ففى بعض الأوقات أو الأماكن لا يمكن المغامرة لكن الشغف هو الأهم.
وقال "حصيلتى من التصوير فعليا هى أصدقاء كثيرين تعرفت عليهم وجمعنا حب الطبيعه،واصدقاء جدد يدخلون مجال تصوير الطيور مما يساعدنا فى رفع الوعى البيئي،وفعليا أعمل على هذا لمدة 10 سنوات حيث اشجع المزيد من الأشخاص لتصوير وحب الطبيعة لنقوم بحمايتها، وفى الوقت الحالى للمرة الثالثة اقوم بعمل حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بإسم #مصورو_الطبيعة_العرب للتعريف بالمصورين المهتمين بالطبيعة الحياة البرية".
وأشار إلى أنه يمكن لمصر الاستفادة اقتصاديا من سياحة مشاهدة الطيور حيث انها من انواع السياحة المنتشرة عالميا، وسياحة مشاهدة الطيور تحقق لدول بجوارنا حوالى 5 مليارات دولار سنويا مع العلم أن مصر بها ميزتين الأولى أنها ثانى أهم مسار هجرة طيور فى العالم و والثانية أنها تلتقى فى الجنوب مع منطقة afrotropic
وأعرب مصور الطبيعة، عن أمله في أن تتضافر جهود الجهات المسئولة فى إنشاء مناطق لمشاهدة الطيور فى المناطق الهامة و تسهيل استخراج تصاريح لحمل الكاميرات النظارات المعظمة والعدسات المخصص لذلك الغرض، والاستفادة من خبرات وعمل المصورين الموجودين حيث باستطاعتهم التسويق لهذا النوع من السياحة.