قالت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف انها تابعت كلمة المتحدث باسم تنظيم "داعش" أبي حمزة القرشي، التي نشرها التنظيم عبر منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان: "دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها".
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم: لقد اتضح لكل ذي عينين أن التنظيم قد فقد بريقه الخادع في التأثير على الشباب، واستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيَ بها على يد جيوش المنطقة، وأنه قد أفلس تماما فلم يعد عنده من الوسائل والآليات ما يمكنه من الصمود في معركته الخاسرة، فراح يعيد استعمال مصايده وأفخاخه القديمة مرة أخرى، ليوقع بها عددا من المتعاطفين الجدد، ويقنع مزيدا من شباب المسلمين حول العالم بالانضمام إليه، على أمل في بث الدم من جديد إلى عروق التنظيم بعد أن هزل وضعفت قواه، وأوشك على الذوبان والاندثار.
وتابعت المنظمة: إن التنظيم بدأ يتاجر بالقضية الفلسطينية في استمالة قلوب الشباب وغسل أدمغتهم، ظنا منه أن هذا الأسلوب الخادع سوف يروج على عقول المسلمين الطيبين، وهو واهم في ذلك كل الوهم، حيث إن العالم كله الآن قد فهم انحراف هذا التنظيم عن أحكام الإسلام، وانسلاخه تماما من تعاليم الشريعة وأصولها، وعدم اهتمامه من قريب أو بعيد بقضايا المسلمين أو ما يحقق مصالحهم.
وأكد بيان المنظمة أن تحول التنظيم إلى الدعوة للتوجه نحو أقرب ولاية، يدل على تخليه في المرحلة القادمة عن فكرة المركزية للدولة المتوهمة، وهو ما يعني عدم قدرة التنظيم في ظروفه الحالية على السيطرة على الأراضي أو الخوض في معارك كسابق عهده، بل سيلجأ للعمل على هيئة أفراد، معتمد على المتعاطفين معه في عدد من البلاد.
ثم من الذي اختار هذا البغدادي وخليفته ليفرضه على المسلمين في الشرق والغرب، ومن في بلاد الإسلام راضٍ عن خلافة هذا المزعوم؟ وكم نسبتهم إلى عدد المسلمين؟ وهل انتهى الخلاف بين المسلمين بوجود خليفة داعش، وهل توحدت الكلمة وانت صرت الأمة ؟
وأي فرح للمسلمين وأي هزيمة للكافرين في إعلان البيعة لهذا المجهول الظنين، في حين أن هذا التنظيم وأمثاله من الرعناء المفتونين هم السبب الأكبر في تخريب بلاد الإسلام وتهديد أمنها وزرع الفتنة بين أهلها.
وقد اعترف القرشي خلال كلمته بحدوث انشقاقات داخل التنظيم في أعقاب مقتل البغدادي، وتوعد المنشقين بالملاحقة والقتل، مما يؤكد على الأزمة الكبيرة التي يعاني منها التنظيم من حيث الانهيار وعدم التوازن وفقدان المتعاطفين والأنصار، بعد انكشافه لجميع المسلمين على مستوى العالم.
كما حذر بيان المنظمة في ختامه شباب المسلمين في سائر بقاع الأرض شرقا وغربا من الانسياق وراء دعوات هذا التنظيم الأسود، مؤكدين على أن رضوان الله ورسوله لا يكونان بالقتل والإرهاب والعنف، وأن مصلحة الأمة في استقرارها، لا في تشرذمها وتفرقها، مؤكدة أن هذه التنظيمات الإرهابية أصرت الإسلام حين قرروا الإقدام على ما لا يرضي الله ورسوله من قتل الغيلة، وترويع الآمنين، وتشويه صورة الدين، فخرج الناس من دين الله أفواجا إلى الإلحاد الذي نصب شراكه على نواصي عملياتهم الإرهابية السوداء.
وتوجهت المنظمة في ختام بيانها بخالص الدعاء لله تعالى أن يحفظ البلاد والعباد وأن يرفع عنهم هذا البلاء.