في الوقت الذي شهدته فيه تركيا كارثتين كبيرتين ، أمس الأربعاء ، تمثلتا في مصرع 33 تركياً جراء إنهيار جليدي ببلدة " باهجه سراي" التابعة لمدينة وان الحدودية مع إيران وانحراف طائرة مدنية من طراز بوينج بأحد مطارات إسطنبول كان الديكتاتور العثماني يوزع أكياس الشاى على مواطنين في لقاء جماهيري.
اردوغان يوزع الشاى
وقال المعارض التركيى ، تورغوت أوغلو، أن الكارثة الأخرى التي شهدتها تركيا مساء أمس الأربعاء هي خروج طائرة ركاب تابعة لخطوط بيجاسوس قادمة من مدينة إزمير إلى إسطنبول عن مدرجها في مطار "صبيحة جوكشن" وانفصالها إلى ثلاثة أجزاء، الأمر الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 180 من المسافرين ، مضيفا أنه على الرغم من كل هذه الكوارث التي عاشتها تركيا أمس إلا أن أردوغان لم يتجنب تنظيم لقاء جماهيري من أجل زيادة دعمه الشعبي في بلدة "دليجه" التابعة لمدينة كرامان التي حصل فيها حزب العدالة والتنمية على أكبر دعم في انتخابات المحليات، وذلك في الوقت الذي كانت جهود البحث والإنقاذ عن العالقين تحت الانهيار الجليدي المذكور.
اردوغان
وقام أردوغان بتوزيع الشاي على المستمعين إليه في اللقاء الجماهيري، كما فعل في الانتخابات السابقة، قائلاً: "إنني سأكرمكم وأقدم لكم هنا الشاي وأنتم تشربونه بالهناء والشفاء مساء".
وكان ثمانية جنود أتراك لقوا مصرعهم يوم الاثنين الماضي جراء هجوم قوات النظام السوري في مدينة إدلب التي تتصارع عليها تركيا وسوريا. لكن تصرُّف أردوغان وكأنه لم يحدث شيء، في الوقت الذي كانت تركيا كلها تبكي على وفاة جنودها على الأراضي السورية، أثار ردود فعل رافضة قوية، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
اردوغان
الوضع الذي آلت تركيا في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يصفه أردوغان بـ"تركيا الجديدة" انعكس في القنوات التلفزيونية أيضًا. فقد كانت التلفزيونات ركزت على تغطية أحداث الانهيار الجليدي، لكن مع بدء الرئيس أردوغان في خطابه تحولت كلها إلى نقل خطاب أردوغان. غير أن بعض القنوات التلفزيونية، رجحت تقسيم شاشتها إلى جزئين بالتزامن مع ورود أنباء عن إنقاذ بعض العالقين تحت الانهيار الثلجي، لتخصص أحد الجزئين لخطاب أردوغان والآخر لجهود البحث والإنقاذ.
ونشرت القنوات اللقطات التي قال فيها أردوغان: "أقدم لكم الشاي لتشربوه عندما تذهبون إلى منازلكم مساء"، برفقة المشاهد التي كانت فيها فرق البحث والإنقاذ تسابق الزمن من أجل إنقاذ المنكوبين.
أردوغان لم يتطرق إلى موضوع الشاي فقط أثناء خطابه أمس. فمن أجل الهجوم على النظام السوري، ضرب أردوغان مثالاً عن تعامله مع الأكراد والضغوطات التي يمارسها عليهم. حيث قال: "إنني أعلم جيدًا من أيام الصداقة بيننا. إن الأسد لم يعط الأكراد حتى جواز السفر بل الهوية السورية أيضًا. كنت أقول له بأن تفعل عكس ذلك لكنه لم يعر بالا لما قلت".
واللافت أن أردوغان الذي يقدم نصائح للأسد هو الذي يرتكب جرائم مشابهة لما في سوريا، إذ أقدم على إخضاع نصف مليون تركي لإجراءات قضائية واعتقال مئات الآلاف، وإلغاء جوازات سفر أكثر من 500 ألف مواطن تركي، وفرض عليهم حظر السفر لخارج تركيا، وبادر إلى اعتقال الزوجات في العجز عن العثور على أزوجهنّ المتهمين، وهو الذي حصل على لقب "الزعيم الأكثر اعتقالا للنساء"، وجعل تركيا البلد الأكثر اعتقالا للصحفيين في العالم.
أعمال الظلم والجور التي يمارسها نظام أردوغان في تركيا لا تقتصر على فصل الناس من وظائفهم لمجرد أنهم معارضون، بل كتبت التقارير أمس أن الحكومة رفضت تقديم مساعدات لعدد 27 أسرة منكوبة في مدينة ألازيغ التي ضربها زلزال شديد في الأسبوع المنصرم، وذلك لمجرد أنهم معاضون للحزب الحاكم.
وتحدث أردوغان في خطابه كذلك عن مبررات الوجود التركي في سوريا وهاجم بشراسة من يعترضون على ذلك بقوله: "كل من يتساءل ويشكك في أحقية الوجود التركي في سوريا فهو إما جاهل غافل لا يعرف شيئًا أو عدو لتركيا ويثير هذه التساؤلات متعمدًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة