أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، أن بريطانيا لديها مشكلة كبيرة في تحديد بوصلتها بشأن كيفية استهداف الإرهاب والقضاء عليه داخل بريطانيا، وذلك بسبب عدم قدرة المسؤولين هناك، أو ربما تعمدهم في كثير من الأحيان، على الربط بين الأنشطة الإرهابية التي تتم داخل بريطانيا، خصوصًا الجرائم التي يقوم بها الذئاب المنفردة، وبين وجود رؤوس جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها والسماح لهم بالعمل بحرية كاملة في المساجد والجمعيات الأهلية الخيرية والمؤسسات التعليمية.
وقالت داليا زيادة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن الإخوان في بريطانيا يجمعون التبرعات لتمويل أنشطة إرهابية في الشرق الأوسط، وهذا مثبت بأدلة، تم ذكر بعض منها في التحقيق الذي أجرته الخارجية الأمريكية عام 2015 بشأن خطورة جماعة الإخوان على أمن بريطانيا، وبسبب انتشار ظاهرة الذئاب المنفردة مؤخرًا، وطرق نشر العقيدة الدينية المتشددة بين الشباب المسلم في بريطانيا، أصبحت مهمة جماعة الإخوان أسهل، خصوصًا أن قيادات الجماعة المتواجدين في لندن هم في أمس الحاجة الآن لإعادة تشكيل تنظيم الإخوان السري من جديد، في مكان آمن بعيدًا عن الشرق الأوسط ومصر التي لفظهم شعبها، والمكان الآمن الوحيد لهم الآن في كل العالم هو بريطانيا.
ولفتت مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إلى أن بريطانيا تعرض نفسها وأوروبا كلها لخطر شديد جدًا باستمرارها في احتواء جماعة الإخوان.
وتابعت داليا زيادة: بعد انفصال بريطانيا عن أوروبا بشكل رسمي مؤخرًا، فإن الخطر الأمني للجماعات الإرهابية التي تهدد بريطانيا أصبح أعظم لأن أنشطة الإرهابيين ستكون أكثر تركيزًا وتكثيفًا في داخل بريطانيا، فمن وجهة النظر الأمنية يبدو أن ما فعلته بريطانيا بانفصالها عن أوروبا قبل التعامل الحاسم مع مشكلة الإرهاب أو تحجيم نشاط جماعة الإخوان بداخلها، يشبه كثيرًا من عزل نفسه داخل حصن مع مجموعة من العقارب والثعابين، ظنًا منه أنه هكذا سيكون آمن أكثر من وجوده بين أقرانه في الخارج، ربما يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مفيد اقتصاديًا، لكن من الناحية الأمنية فقد ترتب على هذا الخروج زيادة وتعاظم في التحديات الأمنية التي تواجه الأمن القومي البريطاني، فإذا كانت بريطانيا جادة في مكافحة الإرهاب على أراضيها، فعلى المسئولين البدء أولاً بالتخلص من رأس الحية، جماعة الإخوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة