قالت مصادر دبلوماسية إسبانية إن مدريد تقرر الاحتفاظ بحق النقض فى علاقتها بجبل طارق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى" بريكست"، وشددت المصادر الدبلوماسية على أن إسبانيا والمملكة المتحدة قد شجعا عقد أول معاهدة بشأن جبل طارق منذ أوتريخت - التى أصبحت سارية منذ عام 1715 - وهى معاهدة ضريبية تطلب فيها مدريد من لندن توفير شروط متساوية للشركات فى فترة بعد بريكست، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
وقالت المصادر الإسبانية "إننا نكتسب بالفعل السيادة بشكل لا يصدق، دون أن نسميها أننا نستعيد السيادة المالية، حيث أن الهدف بالنسبة لإسبانيا هو عدم وجود مناطق متخلفة ، مما سيؤثر على الموارد المخصصة للتماسك والسياسة الزراعية المشتركة (CAP).
وأشارت الصحيفة إلى ان الاتحاد الأوروبى يدعم مطالبة إسبانيا، بجبل طارق، ومنح مدريد سلطة استبعاد الصخرة من صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ، ويخطط الاتحاد الأوروبى لمنح إسبانيا القدرة على استثناء جبل طارق، التابع لبريطانيا، من أى صفقة مع الاتحاد الأوروبى، بعد الطلاق بين لندن وبروكسل.
ووفقاً لتقارير، فإنه من المتوقع أن يمنح الاتحاد الأوروبى رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون خيار تسليم الإقليم إلى إسبانيا أو استبعاده من أى اتفاق تجارى بين الاتحاد وبريطانيا.
وقال دبلوماسي أوروبى بارز "لقد طلبوا من حيث المبدأ ألا تنطبق العلاقة الجديدة على جبل طارق دون موافقة صريحة من إسبانيا، ولن يتم منحها إلا إذا تم حل مسألة جبل طارق من خلال المحادثات الثنائية بين إسبانيا وبريطانيا".
وتنص الخطوط العريضة للمادة 50 الخاصة بالمجلس الأوروبى على أن الاتحاد لا يمكنه التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا بشأن جبل طارق دون موافقة الحكومة الإسبانية.
وسيطلب رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز أيضاً انتقالاً سلساً لنحو 10 آلاف مواطن يسافرون يومياً إلى جبل طارق للعمل هناك، مع الوصول إلى السوق الموحدة، ويتطلع رئيس الوزراء البريطانى إلى إخراج بلاده من السوق الموحدة، وسيتعين عليه إبرام صفقة منفصلة لمنع وجود حدود ذات حراسة مشددة بين إسبانيا وجبل طارق.
يذكر أنه فى استفتاء أجرى فى العام 2016، صوت ما نسبته 96 % من البريطانيين فى جبل طارق على أمل أن يتم الحفاظ على سهولة الوصول إلى إسبانيا والخروج منها لكل من العمال والسلع.
ومنطقة جبل طارق، التابعة لبريطانيا، عبارة عن شبه جزيرة مربعة طولها أربعة كيلومترات، وكانت مصدر توتر بين إسبانيا وبريطانيا لعدة قرون، ويقدر عدد سكانها بحوالى 30 ألف نسمة فقط، ولكنها تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة لوقوعها على المدخل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسى، وبين قارتى أوروبا وأفريقيا.
ويوجد فى جبل طارق قاعدة بحرية وعسكرية بريطانية من أهدافها مراقبة الشحن من وإلى البحر المتوسط، وترفض إسبانيا سيطرة لندن على منطقة جبل طارق، بموجب معاهدة أوسترخت الموقعة عام 1713، وتطالب منذ سنوات بالسيادة عليها.