جدد عدد من نواب البرلمان، الدعوة للعمل على توعية الشارع المصرى بجريمة ختان الإناث ومخاطرها، بالتزامن مع اليوم العالمى لهذه الجريمة، مطالبين بتضافر جميع الجهود المؤسسية في التصدي لها.
وكشف تقرير المجلس القومى للسكان، تراجع نسب انتشار ختان الإناث وسط الأجيال الجديدة، حيث تراجعت من 74% وسط الفئة العمرية من 15- 17 سنة عام 2008 إلى 61% عام 2014، وقال المجلس القومى للسكان: "مكان إقامة الأسرة يحدد مدى احتمالية خضوع الفتيات للختان، فاحتمالية خضوع الفتاة للختان تزداد فى المناطق الريفية وتنخفض فى المناطق الحضرية".
وأضاف المجلس: يؤدى تحسن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية إلى انخفاض نسب ختان الإناث، ويعكس مسح 2014 أن الفتيات المتوقع أن يخضعن لمُمارسة ختان الإناث على مستوى جميع المحافظات تتراوح من 10% فى محافظة دمياط، إلى 91% فى محافظة قنا، فى الوقت الذى ظهرت فية مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى قنا أقل بكثير من محافظة دمياط.
وتابع المجلس: انخفضت احتمالية خضوع الفتيات لختان الإناث عند حصول أمهاتهن على تعليم عال، أى تعليم ما بعد المرحلة الثانوية، فى مسحى عامى 2008 و2014
وانتقد الدكتور أسامة القوصى الداعية السلفى، التيارات الإسلامية وعلى رأسها "السلفيين" لنشرهم أفكارً تساعد على ختان الإناث، مؤكدا أن التيار السلفى من أهم الأسباب الرئيسية وراء انتشار ختان الإناث داخل مصر .
وقال "القوصى" في تصريحات خاصة: "اليوم 6 فبراير هو اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث و هو ثابت كل عام، وأنا أدعم تأييدى لهذا الاتجاه الذي يتبناه العالم كله اليوم رغم وجود تيار كالسلفيين والذي كنتُ واحدا من رواده في يوم من الأيام، كنا ندعم ختان الإناث و كان اعتمادنا على بعض الأحاديث التي يمكن تقسيمها إلي قسمين ،القسم الأول : صحيح لكنه ليس بصريح في كونه على الجنسين فغاية ما فيه لفظ الختان و أنه من الفطرة و دون ذكر كونه أيضا الإناث و كنا نقول فيه بالتعميم على الجنسين .
وتابع :"أما القسم الثانى من الأحاديث: صريح في كونه على الإناث لكنه مختلف في صحته، و كنا طبعا مع مصححيه مثل الشيخ الألباني رحمه الله، مضيفًا :" أما بعد اتضاح ضرره بالصورة التي يتم بها اليوم فلا مجال لتجويزه البتة حتى عند من يصححون الحديث الصريح، لأنه لا يتفق مع الطريقة التي يتم بها ختان الإناث في زماننا من بتر و تشويه للأعضاء الأنثوية، فلا ضرر و لا ضرار".
ويقول النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن السلفيين والفتاوى الشاذة وكل الخطب التى كانوا يروجون لها فى الفترات السابقة كانت سببا فى انتشار ظاهرة ختان الإناث بالمجتمع المصرى، مؤكدا أن هذه الظاهرة لازالوا فى خطبهم وكتبهم يروجون لها .
وتابع، أن كل الخطب والأفكار التى تروجها الجماعات الإسلامية كانت دائما تعتمد على الجهل والتخلف، فهم كانوا يخاطبون المواطنين من خلال تلك الأفكار الجاهلية والمتطرفة، وهم من كانوا يدعموا ختان الإناث فى المجتمع، وعلى الجميع أن يواجه هذه الظاهرة بشكل نهائى بالمجتمع المصرى.
ولفت إلى أنه لابد من الرقابة بالقرى والمحافظات، خاصة وأنه لا يزال هناك زوايا بها أئمة لا تجرم ختان الإناث ولا توجبه وهو ما يجعل ولى الأمر يرى أن هناك اختلاف في المذاهب وهو ما يجعله يفكر في القيام بهذه الجريمة، بينما يوجد أئمة يوجبون الختان وهو ما يستلزم الرقابة على الزوايا واتباع جميع الأئمة الفكر الإسلامي الوسطى .
مارجريت عازر تتقدم بتعديلات لتغلظ عقوبة الأب إلى جناية
وأكدت النائبه مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أنها ستتقدم بتعديلات تشريعية على قانون رقم 78 لسنة 2016 بشأن عقوبة ختان الإناث لتكون مغلظة على ولى الأمر وتصبح جناية بدلا من جنحه .
وأشارت وكيل لجنة حقوق الإنسان، إلى أن مشروع القانون الذى ستتقدم به سيشمل النص على عقوبة السجن المشدد للطبيب الذى يقوم بهذه الجريمة في كل الأحوال وليس في حالة الوفاة فقط ، مؤكدة أن تأدية هذا الأمر خيانة للمهنة غير مقبول بها .
وأوضحت أنه لا مجال لوجود بابا للرأفة في هذه الجريمة وجود ردع بالعقوبة يمنع أي طبيب بالتفكير في القيام بها، مشددة أن ختان الإناث هي عادة أفريقية ولا تمت للدين بصلة .
ولفتت "عازر" إلى أن لابد من تفعيل دور السيدات من الأئمة والأخوات بالكنيسة للتوعية الدورية بخطورة هذه الجريمة وذلك بمختلف محافظات الجمهورية وتفعيل خطاب دينى صحيح بشأنها .
بينما طالب جون طلعت، بخطة حكومية شاملة فى هذا الصدد ومراجعة الجهود القائمة في التوعية لمواجهة هذه الاعتقادات والأفكار التى ما زالت مسيطرة على بعض الأسر.
وأضاف طلعت، أن التعاون بين وزراء الصحة والتربية والتعليم و التعليم العالي، والتضامن، فى هذا الملف أصبح ضرورة مهمة، لاسيما فيما يتعلق بمراجعة جهود التوعية، مشدداً على أهمية قيام وزارة بتضمين المواد الدراسية نصوص لمواجهة هذه الأفكار منذ الصغر لدى النشأ وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وشدد عضو مجلس النواب، على أهمية قيام وزارة التعليم العالي، بتوعية الأطباء خلال دراستهم بعدم الشروع فى القيام بمثل هذه الجرائم، وأن يكون تورط الأطباء فى مثل هذه العمليات مخالفا لمدونة السلوك الخاصة بعملهم والقسم الذى يؤدونه، مع ضرورة قيام وزارة الصحة بالتوعية بمختلف المستشفيات للأطباء أيضا والمترددين عليها من خلال حوارات ونقاشات توعية وحملات من جانبه على الوحدات الصحية.
فى السياق ذاته، أكد أن وزارة التضامن عليها الدور الأكبر فى التوعية المجتمعية، وتنظيم الحملات فى القرى والأرياف والصعيد، والوصول للمناطق الأكثر تمسكا بهذه العادات حتى الآن، مع اعطاء محفزات للأهالى على ذلك، ومن ثم التكامل بين الجهات المعنية بخطة واضحة من شأنه أن يتغلب على هذه العادات السيئة والتى تؤثر على البنات بالسلب بل تسبب فى وفاه بعضهم.
يذكر أنه اليوم يحل اليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث ، وينص القانون الحالي على تغليظ العقوبة على من يقوم بختان الإناث، وذلك بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات، وذلك بعد أن كانت العقوبة فى القانون قبل التعديل متمثلة فى الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تتجاوز 5 آلاف جنيه ، وأن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من طلب ختان أنثى وتم ختانها على النحو المنصوص عليه بالمادة 242 مكررا من القانون ، ومعاقبة من يقوم بختان الإناث ويترتب على الختان عاهة مستديمة أو وفاة بالسجن المشدد.".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة