يبدو الجراد الصحراوى المنتشر حاليًا فى شمال الصومال أقل خطرًا مقارنة بأسراب تضم المليارات تغزو شرق أفريقيا فى أسوأ تفش مسجل فى بعض المناطق منذ نحو سبعين عامًا، لكن ذلك سيتغير قريبًا - فحسب خبراء - إن هذه الجرادات الصغيرة المتقافزة التى لم تنمو أجنحتها بعد، هى الموجة التالية التى تهدد ما يزيد على 10 ملايين نسمة فى أنحاء المنطقة بأزمة جوع حادة.
فهذه الأسراب تنمو فى واحدة من أكثر المناطق عزلة فى العالم، ولاسيما فى أجزاء واسعة فى منطقة بونتلاند (بلاد بونت)، التى تتمتع بحكم شبه ذاتى، لكنها تعانى بشكل مستمر من تهديدات حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبالتالى فإن فكرة رش مناطق ترعرع الجراد جوًا - وهو أسلوب السيطرة الوحيد الذى أثبت فعاليته- يعد أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلا، وذلك وفقًا لما نقلته "سكاى نيوز".
وكانت أعلنت الصومال - فى وقت سابق - حالة طوارئ وطنية، فيما أكد مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة فى حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة إن الانتشار الحالى للجراد يمثل "التفشى الأكثر تدميرا للجراد فى ذاكرتنا المعاصرة إذا لم نسع لتقليص المشكلة بوتيرة أسرع من الحالية".
وفى نفس السياق، يؤكد ألبرتو تريللو باركا الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ضرورة أن يدرك العالم أنه خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة فإن "حوريات الجراد"، كما يطلق عليها، ستنمو لها أجنحة، ويضيف: "بعد ذلك يتوقع أن تطير إلى كينيا وإثيوبيا المجاورتين، حيث ترش عدة طائرات مبيدات حشرية لا يمكنها فعل الكثير إذا تواصل تدفق هذه الأسراب".
ويشار إلى أن قناة يورونيوز، كانت قد عرضت بداية شهر فبراير الجارى، فيديو للجراد يغزو الصومال، وحينها أعلنت الصومال حالة الطوارئ بسبب غزو الجراد الصحراوى، مشيرة إلى أنه يشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائى الوطنى، وذكر راديو "شابيلى" الصومالى، أن الحكومة الصومالية أعربت عن قلقها إزاء المخاطر التى يشكلها الجراد الصحراوى لموسم زراعة المحاصيل الذى يبدأ فى أبريل المقبل، مشددة على ضرورة التوسع فى عمليات المكافحة، مع حماية ودعم سبل عيش المزارعين والرعاة.
من جانبه، قال وزير الزراعة الصومالى سعيد حسين: "بالنظر إلى شدة انتشار الجراد، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الأمن الغذائى وسبل عيش الشعب الصومالى .. إذا لم نتصرف الآن، فإننا نخاطر بأزمة غذائية حادة لا يمكننا تحملها بأى حال من الأحوال".
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أكدت أن أسراب الجراد التى تجتاح حاليا شرق القارة الأفريقية هى الأسوأ منذ 70 عاما، مشيرة إلى أنها تحتاج نحو 76 مليون دولار على الفور لكبح انتشارها، فيما يلقى باللائمة على ظاهرة التغير المناخى فى انتشار أسراب الجراد التى من المحتمل أن تصل إلى جنوب السودان وأوغندا، وحذر خبراء من مغبة التقاعس عن التعاطى مع أزمة الجراد حتى شهر يونيو المقبل، مشيرين إلى أنه من الممكن أن يتكاثر عدد الجراد 500 مرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة