اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" من هم جرهم الأولى والعماليق

الأحد، 01 مارس 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" من هم جرهم الأولى والعماليق المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل التعرف على تاريخ العرب قبل الإسلام، من هم وكيف كانت أحوالهم، وفى هذه الرحلة نسير مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987)، وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب" ونتوقف اليوم عند كل من "جرهم، والعماليق".
 
 

جرهم الأولى 

يقول "جواد على": وجرهم هؤلاء، هم غير "جرهم" القحطانية على رأى النسّابين والأخباريين، ولذلك يقولون لجرهم هذه "جرهم الأولى"، ولجرهم القحطانية "جرهم الثانية"، ويقولون عن الأولى: إنهم من طبقة العرب البائدة، وإنهم كانوا على عهد عاد وثمود والعمالقة. ويظهر من روايات الأخباريين أنهم كانوا يقيمون بمكة، ويرجعون أنسابهم إلى "عابر"، وأنهم أُبِيدوا: أبادهم القحطانيون. أما جرهم الثانية، أى جرهم القحطانيين فينسبهم بعض أهل الأخبار إلى "جرهم بن قحطان بن هود" وهم أصهار إسماعيل. وقد ورد اسم "جرهم" عند "اصطيفان البيزنطى" من الكتبة اليونان.

 

العماليق 

وحشر الأخباريون العمالقة "العماليق" فى هذه الطبقة أيضًا، فنسبوهم إلى "عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح"، ولم تذكر التوراة أصلهم ونسبهم، وهى لا تشير إلى أبناء "لود" أو "لاوذ" كما يقول له الأخباريون.

 
و"عمليق" جدّ العمالقة، هو شقيق طسم، ويذكرون أنهم كانوا أُممًا كثيرة، تفرقت فى البلاد، فكان منهم أهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر، ويعرف أهل عمان والبحرين بـ "جاسم"، وجاسم هم من نسل عمليق على زعم أهل الأخبار، وكان من العمالقة أهل المدينة، ومنهم "بنو هف" و "سعد بن هزان" و "بنو مطر" و "بنو الأزرق"، وكذلك سكان نجد، ومنهم بديل وراحل وغفار، وكذلك أهل تيماء.
 
جواد على
 
وكان ملكهم "الأرقم"، وهو من العمالقة، وهو من معاصرى "موسى" على رواية الهمدانى، وقد أرسل "موسى" عليه جندًا لمقاتلته ففتك بأتباعه أهل تمياء وببقية عمالقة الحجاز، ويذكر بعض أهل الأخبار أن "العماليق" لحقت بصنعاء قبل أن تُسمّى صنعاء، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب، فأخرجوا منها "عبيلًا"، وسكنوا فى ديارهم، وذهبت "عبيل" إلى موضع "الجُحْفَة"، فأقبل السيل فاجتحفهم، فذهب بهم، فسميت الجحفة، وذكروا أن "موسى" أرسل جيشًا لحرب عماليق يثرب، ولم نجد فى التوراة ذكرًا لمثل هذا الجيش، أو الحرب.
 
والعمالقة الذين نتحدث عنهم، هم عرب صُرحاء، من أقدم العرب زمانًا، لسانهم اللسان المُضَرى الذى هو لسان كل العرب البائدة على حدّ قول أهل الأخبار، بل زعم بعضهم أن عمليقًا، وهو أبو العمالقة، أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا من بابل، فكان يقال لهم ولجرهم "العرب العاربة".
 
ويظهر من فحص هذا المروى فى كتب الأخباريين عن العمالقة ونقده أنه مأخوذ من منابع يهودية، فقد ذُكر العمالقة فى التوراة، وقد كانوا أول شعب صدم العبرانيين حينما خرجوا من مصر متجهين إلى فلسطين. وظلوا يحاربونهم، ويكبدونهم خسائر فادحة، وأوقعوا الرعب فى نفوسهم، ولهذا ثار الحقد بينهم على العماليق، ويتجلّى هذا الحقد فى الآيات التى قالها النبى "صموئيل" لشاءول "saul" أول ملك ظهر عند العبرانيين، قالها لهم باسم إسرائيل: "إياى أرسل الرب لمسحك ملكا على شعبه إسرائيل. والآن فاسمع صوت كلام الرب، هكذا يقول رب الجنود. إنى افتقدت ما عمل عمليق بإسرائيل حين وقف له فى الطريق عند صعوده من مصر. فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله، ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلًا وامرأة، طفلًا ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملًا وحمارًا". وهذا الحقد هو الذى جعلهم يخرجونهم من قائمة النسب التى تربطهم بالساميين.
 
وقد كانت منازل العمالقة من حدود مصر فطور سيناء إلى فلسطين، وعدم ذكر العبرانيين لهم فى جملة قبائل العرب لا يدل على أنهم لم يكونوا عربًا، فقد ذكرت أن العبرانيين لم يطلقوا لفظة "عرب" إلا على الأعراب، أعراب البادية، ولا سيما بادية الشام، ثم إن العمالقة من أقدم الشعوب التى اصطدم بها العبرانيون، وحملوا حقدًا عليها، وهم عندهم وفى نظرهم أقدم من القحطانيين والإسماعيليين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة