ولولة إخوانية ،وصراخ وعويل عبر فضائيات الجماعة من إسطنبول بعد حادث مقتل الجنود الأتراك في إدلب ،حيث تعاملت الجماعة مع الحادث بمنطق النائحة المستأجرة ، وأصدرت بيانات لتقديم التعازى لمن زعمت أنهم شهداء للجيش التركى قضوا في إدلب في غارة من قوات الأسد ،دون أن تلتفت الجماعة إلى الموقف العربى الرافض للتدخل التركى في سوريا
وفقا للبيان الصادر عن المكتب العام للاخوان فإن الجماعة أعلنت بوضوح إنحيازها للجانب التركى وزعمت انه من حقه الرد على القصف السورى، وتزامن هذا البيان مع مجموعة من المواد الإعلامية بثتها منصات الجماعة تعلن فيها تأييدها للجيش التركى ضد الجيش السورى العربى.
الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال :" الإخوان عاملين مناحة على قنواتهم بعد حادث مقتل الجنود الأتراك في سوريا"، مؤكدا أن الموقف الاخوانى لا يحمل جديدا، وأن هذا الدعم الاخوانى لاردوغان واستثمار الأحداث في التأكيد على هذا الدعم لتركيا.
وأشار فهمى إلى أن خطاب الإخوان يقدم دعم مفتوح في كل الأحوال للممارسات التركية سواء في ليبيا او سوريا، وكل التدخلات في الإقليم ، لكن ربما الأمر الذى دفع الجماعة إلى إظهار الدعم بهذا الشكل المبالغ فيه هو عدد القتلى الكبير من الجانب التركى، حيث تجاوز عدد قتلى الجيش التركى هذه المرة ال33 جندي.
ولفت فهمى إلى أن الخطاب الإخوانى يستهدف في المقام الأول دعم شخص الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، وهو أمر يتم إستثماره في مواجهة الإنتقادات التي يتعرض لها الرئيس التركى داخليا ،وتتعامل معه الجماعة باعتباره ردا للجميل ، ومن المتوقع أن يستمر الخطاب الإخوانى بنفس الوتيرة خلال الفترة القادمة .
قال محمد حامد الخبير في الشئون التركية، إن جماعة الإخوان متوقع منها دعم تركيا إلى أبعد مدي لأن تركيا ساندتهم ودعمتهم بسخاء منقطع النظير لذا يصدرون مثل هذه البيانات الداعمة لتركيا حتي ولو تتناقض مع الحس القومي العربي.
وأضاف :"معركة إدلب لا تتم إلا بمباركة من بعض السوريين ، تركيا تري في الإخوان قوي ناعمة لها في العالم العربي وتستخدمها لتلمع صورتها تبرر أفعالها امام الجمهور العربي حتي ولو يعد احتلالا وطمعا في الثروات العربية"
وتابع :"مع كل خطوة تركية مهددة للامن القومي العربي تخرج جماعة الإخوان داعمة لهذه الخطوة حتي ولو ع حساب بلادها لغياب الوازع القومي لدي الجماعة أصبحت جماعة الإخوان تتماهي مع الأجندة التركية و الأجندة التركية أصبحت تطوع جماعة الإخوان لصالحها "
وأضاف :"الجماعة دعمت خطوات تركيا في ثلاث حروب سابقة في سوريا درع الفرات غصن الزيتون و نبع السلام واليوم عملية إدلب ناهيك ان جماعة الإخوان تنظر بطائفية لنظام الأسد.