يرى أصحاب ديانة الصابئة، الموجودة فى العراق، أنهم أصحاب أقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، وأن كتبهم هى صحف سادة البشر الأولين آدم وشيت وإدريس ونوح، وتقول كتابات الصابئة المندائية إن المعرفة أو العلم الربانى إنما يؤته الله عباده المختارين الصادقين إما وحيا وإما إلهاما أو فيضا سماويا وكشفا وهو التجلى أو بواسطة رسل أثيرين نورانيين.
ولا يهتم المندائيون بالمقابر والأضرحة وهم ينطلقون فى ذلك من تعلقهم بالروحانيات واحتقارهم للجسد، ورغم أن لديهم مقابر لكنهم يعرفون أنها ليس من تعاليم الدين الأصلية.
لكن ما الذى نعرفه عن كتبهم؟ نقلا عن كتاب (تاريخ الأديان القديم) للدكتور رؤوف سبهانى فإن من الكتب المقدسة فى الديانة المندائية (كنزا ربا، سيدر، أدنشماته، النيانى، القلستا، ترسو ألف شياله، حران كويثا، المه ريشايه، مصبته، هيبل، زيوا، ديوان أياثر، دراشة اديهيا، تفسير البغرا، سفرا ملواشة، رزستا، القماهى، شرح بارونا".. ونتوقف عند بعض هذه الكتب ومنها:
كنزا ربا
يطلق على هذا الكتاب عدة أسماء: الكنز العظيم، (سدرة ربه) الكتاب العظيم أو كتاب آدم على أساس أن الصابئة يعتقدونه صحف آدم.
ويتميز هذا الكتاب بأنه يتألف من قسمين يمينى وشمالي، فإذا أمسكه أحدهم من القسم اليمينى، كان قسمه الشمالى مقلوبا أى يكون أعلاه أسفله، وإذا أمسكه من القسم الشمالى، كان قسمه اليمين مقلوبا فيستطيع شخصان جالسان على ضفتى الساقية الواحدة أن يقرآ فيه فى وقت واحد.
ادراشى إد يحيا (سدرا ديهي)
يدعى (تعاليم يحيى) أو دروس يحيى، ويتضمن حياة النبى من بدء ولادته العجيبة وتربيته فى الجنة ثم نزوله إلى الأرض، ليبلغ رسالته، إلى تاريخ وفاته، وصعوده إلى السماء، كما يتضمن تعاليمه وإرشاداته الدينية، ويقولون إن الملاك جبرائيل أوصى بيحيى أن يضع هذا الكتاب ويسميه بهذا الاسم، وقد ترجمه إلى اللغة الألمانية المستشرق الألمانى مارك ليدزبارسكى 1915.
سيدرة آد تشماته
هذا الكتاب بالنسبة للصابئة أساس الديانة الصابئة ويعتقدون بأنه نزل على سيدنا آدم أما الأمور التى يتخللها فتتعلق بما يجب الإتيان به من مراسم فى مناسبات الجناز وتلقين الأموات، وكيفية دفنهم وأسباب تحريم البكاء أو الحداد، ويبحث فى مواضيع أعمق من ذلك فيشرح كيفية انطلاق الروح من الجسد حتى وصولها إلى عالم الأنوار (آلمى دنهورا).
وهذا الكتاب، حسب ديانة الثابئة، أنزل بواسطة هيبل زيوا (جبرائيل) على آدم وشيت وإدريس ونوح كمجموعة من الصحف نزلت بفترات مختلفة إلا أن أسماء وأحداثا عديدة دخلت فى الكتاب تصل إلى زمن يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم.
كتاب القلستا
وهو كتاب يبحث فى طقوس الزواج وقوانينه وشروطه ومراسمه والاحتفالات التى تقام فى أثناء العقد والأناشيد التى تتلى فيه وكيفية تحليل النكاح الشرعى وإجراء الخطوبة.
