لماذا يذهب طلاب المدارس الخاصة للدروس الخصوصية، رغم المبالغ الضخمة التى يدفعها ولى الأمر للمدارس نظير حصول ابنه على خدمة تعليمية متميزة؟ سؤال أجاب عليه عدد من أولياء الأمور، قائلين، إن سبب الاعتماد والذهاب إلى مراكز الدروس الخصوصية، هو أن بعض المدارس الخاصة لا تقدم تعليما عالى الجودة.
وقالت ولى الأمر سجدة، إنهم يدفعون مبالغ كمصروفات فى المدارس الخاصة من أجل الراحة للطالب لأنها غير موجودة فى المدراس الحكومية، منها مثلا طريقة التعامل والاهتمام والنظافة، ولكن التعليم مش موجود أصلا فى المدارس الخاصة.
فيما قال خالد صفوت، مؤسس ثورة أمهات مصر: مخدوع من يقتنع أن الطالب فى المدارس الخاصة يستطيع أن يستغنى على الدروس، فلا فرق بين الخاص والحكومى فى جودة التعليم المقدم للطلاب مما يجعلها متساوية مع المدارس الحكومية بدليل أن مستوى مصر متراجع فى مؤشر التنافسية العالمية فى جودة التعليم.
وتابع خالد صفوت، أن الأسرة تتجه للتعليم الخاص ليس من أجل جودة التعليم إنما لأسباب أخرى تتعلق بكثافات فصول أقل واهتمام ورعاية و رقابة على الطلاب فضلا عن الاهتمام بنظافة المكان و الاهتمام بالرحلات و الحفلات الترفيهية و النظرة الطبقية والوجاهة الاجتماعية و ثقافات البيئات المختلفة و كلها أمور ليست لها علاقة بمضمون العملية التعليمية أو جودة الخدمة التعليمية المقدمة وتختلف من مدرسة لأخرى حسب المقابل المادي المدفوع، وبالتالى الطالب يجد فى الدرس الخصوصى بديلا للتعلم.
وأشار خالد صفوت إلى أن أسباب إعطاء دروس خصوصية لطلاب المدارس الخاصة على الرغم من دفع مبالغ باهظة كمصروفات دراسية ، هناك أسباب عديد مثل المناهج الدراسية العقيمة التى لا تناسب سن الطلاب ولا ميولهم و لا تبحث عن القدرات و المهارات و ترسخ للحفظ والتلقين بالإضافة لعدم مناسبتها للمدة الزمنية للتدريس، فضلا عن عدم وجود أسس و قواعد اختيار المعلمين فى المدارس الخاصة، قائلا: هى بمثابة ملاز وفرصة عمل لأى تخصص وليس للتربويين من خريجى الكليات، إضافة إلى بحث بعض أصحاب المدارس عن من يؤدى دون دفع مرتبات مرتفعة وبالتالى يعمل غير المتخصص بمرتب قليل أملا فى إعطاء درس خصوصى لزيادة دخله.
وأكد خالد صفوت، أن شعور ولى الأمر بضعف المعلم، يدفعه إلى البحث عن معلم بديل خارج المدرسة للتحصيل العلمى المفقود بالمدرسة، قائلا: أسباب ذهاب الطالب للدرس هى المناهج الصعبة وعدم وجود معلمين متخصصين بجانب ضعف أجورهم وبحث ولى الأمر عن الأفضل مهما كلفه من أموال.
فيما قالت فاتن أحمد: دائما معلم الفصل يشرح بطريقة قديمة لا تناسب أسلوب الأسئلة التي يتطلبها الهدف من التعلم وهو تحقيق نواتج التعلم، موضحة أن معلم السنتر دائما لديه أسلوب التشويق للطالب ويستخدم وسائل مختلفة فى التعلم وخاصة الحديثة، كما أن حالة عدم الانضباط التى ظهرت فى بعض المدارس تجعل المدرس رافضا للشرح.
فيفى حسن، أوضحت أن ضمير المعلم يحتاج إلى يقظة، ففى السابق لم تكن هناك دروس خصوصية بهذه الطريقة التى أصبحت تمثل ضغط كبير على الأسر المصرية، لأن دور المعلم تحول من رسالة يؤديها داخل المدرسة إلى السنتر، كما يلجأ بعض أولياء الأمور إلى الهروب من معاملة بعض المعلمين فيذهب للسنتر.
فيما أكدت دينا مصطفى، ولى أمر، أن أولياء الأمور مجبرين على إعطاء أبنائهم دروس خصوصية بعد أن فقدت المدرسة دورها فى تقديم تعليم متميز يناسب جزء بسيط من المصروفات الدراسية، موضحة أن المدارس الخاصة تحولت إلى تجارة وليست مؤسسة تعليمية تقدم رسالة إلى طلابها.
وأوضحت دينا مصطفى، أنهم كأولياء أمور يعلمون أن بعض المدارس الخاصة تحصل مصروفات دون قيود أو ضوابط فى الوقت الذى لا تقدم فيه تلك المدارس أى فائدة علمية تتناسب المبالغ الضخمة التى تقوم بتحصيلها.
"حسين س"، معلم، بإحدى المدارس الخاصة بالجيزة، أكد أن المعلم لديه التزامات فى الحياة اليومية، فى ظل تدنى مرتبات المدارس الخاصة، حيث أن بعض المدارس لا تعطى المعلم الحد الأدنى للأجور بل قد يصل إلى 500 جنيه أو 800 جنيه وهذا المبلغ لا يكفى مواصلات للذهاب للعمل يوميا والعودة منه، خاصة بعد فشل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى الزام المدارس الخاصة فى منح المعلمين مرتبات مرتفعة.
وأوضح المعلم أن المشكلة ليست فى أعضاء هيئة التدريس وإنما هى منظومة متكاملة فى حالة وجود خلل فى إحدى محاورها ستتحول المدارس إلى بيزنس سواء من قبل المعلم أو أصحاب المدارس، قائلا: بعض المدارس تلجأ إلى تغيير أعضاء هيئة التدريس بشكل دورى هربا من دفع مبالغ كبيرة للمعلمين أصحاب الخبرة.
بدوى علام، رئيس مجلس الأمناء والأباء بمحافظة الجيزة ونائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، أكد أن سبب توجه طلاب المدارس الخاصة إلى الدروس هم أولياء الأمور، لأن هناك تنافس دائم على الدرجات والتفوق وتسابق مستمر لدى الأسر والأهالى.
وشدد بدوى علام، على أن الدرس الخصوصي فى المدرسة الخاصة جريمة لأن ولى الأمر يدفع مصروفات للحصول على الخدمة التعليمية ولكنه فى نفس الوقت يحمل 80% من مشكلة الدروس الخصوصية، والمعلم 20%، فالمفروض لا يعطى ولى الأمر أبنه درس بل يطلب من المعلم أن يشرح أكثر من مرة لأبنه حتى يستوعب ويفهم الشرح، موضحا أن هناك حالة من المنافسة بين أولياء الأمور تدفعهم إلى أن يذهبوا بأبنائهم إلى سنتر الدروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة