صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب جديد للدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، تحت عنوان "العرب.. والذاكرة القومية"، حيث يتطرق الكتاب لعدد من الموضوعات المهمة من خلال كتابه في ثمانية أبواب مستعرضًا من خلالها مخاطر غياب الذاكرة القومية، وأزمات السياسة والثقافي والإعلام، والمسألة العربية، والأحلام العربية والأوهام الأمريكية، والإرهاب باعتباره طاعون العصر، والإسلام والمسيحية، ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، والهوية المصرية، والعروبة المصرية.
العرب.. والذاكرة القومية
ويرصد الكتاب التطورات التي شهدها الشرق الأوسط وغرب آسيا، ففي الباب الأول والذي حمل عنوان "مخاطر غياب الذاكرة القومية، والذي يتطرق فيه إلى عدة محاور رئيسية ومنها العرب والذاكرة القومية، والعروبة وثقافة العصر، والعرب والمخاطر المشتركة، إذ يقول الفقى:"أن المتابع للشئون العربية يشعر أحيانًا بأن هناك حالة انفصال بين المراحل المختلفة في "الذاكرة القومية" لذلك يكرر العرب أخطاءهم بل وأحيانًا بنفس "السيناريو: وكأن الذاكرة غائبة والرؤية ضائعة، والمشهد جديد! فما أكثر الفرص التي أضعناها والعروض التي رفضناها ثم عشنا العمر نتباكي عليها ونلهث وراءها، إن الذاكرة القومية" هي أغلى ما تملكه أمة، لأنها تحدد الاتجاه الصحيح وتمثل البوصلة السليمة للتحرك في اتجاه معين".
وقال الدكتور مصطفى الفقى في مقدمة كتابه: "يا أيتها الذاكرة العربية استيقظي من سُبات و افتحي الابواب و النوافذ حتي تدخل أشعة العصر وأضواء العلم و أنوار المعرفة".
ويأتي على غلاف الكتاب: "إن ذاكرة الأمة هي بؤرة حاضرة ومرآة مستقبلها، ولذلك فإن الوعى بالتاريخ والعناية بالذاكرة القومية هي من آليات التقدم وأدوات النهضة، وعندما تغيب ذاكرة شعب معين عن وجدانه، فإنه يفقد "البوصلة"، ولا يستطيع التحرك إلى الإمام، لأنه أصبح منبت الصلة عن ماضيها بعدما جرى اجتثات جذوره.
والذاكرة العربية تضم قوميمات وحضارات وثقافات وديانات اختلطت عبر القرون وامتزجت في سبيكة فريدة كان يتعين علي العرب أن يتقدموا بها إلى العالم المعاصر، ولكنهم انصرفوا للتغنى بأمجاد الماضى، وعكفوا على اجترار (ديوان شعر الحماسة) دون أن يدركوا أن العالم يتغير وأن الدنيا تتحول، لذلك جاء هذا الكتاب لكى يقرع الأجراس بضرورة الحفاظ على الذاكرة العربية، والعناية بالتراث القومى، وتأهيل الأجيال الجديدة لوعى شامل يقوم على مفهوم مشترك لمعنى العروبة في وقت يموج فيه العالم بصراعات دامية ونزاعات مسلحة، كما لا يخلو من الأفكار الهدامة التي جذبت الإرهاب ودفعته نحونا نتيجة أفعال قلة منا خرجت علينا وأساءت إلينا".