حالة من الاستهتار والاستظراف لدى البعض في التعامل مع أزمة فيروس "كورونا"، جعلت البعض يحولون صفحاتهم عبر السوشيال ميديا ومنصات التواصل الإجتماعي مرتعاً "للتهريج"، والبحث عن الـ"لايكات" و"الشير"، متهكمين من المرض الأخطر.
وفي الوقت الذي يظهر فيه مواطنين ببعض الدول في مشاهد متحضرة، يلتزمون منازلهم وينصاعون لتعليمات وتوجيهات حكوماتهم، مازال الوعي يغيب عن البعض ببلادنا، لا يلقون بالاً للتعليمات والتنويهات ووسائل السلامة والوقاية، ويتعاملون مع كل شىء بـ"الفكاكة" و"العافية".
الخطورة في الأمر، أن هؤلاء الشاردين عن القاعدة لا يضرون أنفسهم فحسب، وإنما يضرون غيرهم، ويصبحون لاحقاً أداة لنقل المرض بين الناس، ويرسخون للعادات السيئة بين المواطنين، من خلال تهكمهم من طرق الوقاية عبر السوشيال ميديا، والتعامل مع الأمر بـ"هزار".
دور إحترافي تقوم به مؤسسات الدولة في مواجهة الأزمة، وشفافية في التعامل مع الحالات، وبيانات رسمية متتالية لإطلاع الرأي العام على كل شىء لحظة بلحظة، وإدارة حكيمة للأزمة، وجهود جبارة تبذلها الدولة، اختارت من خلالها الانضمام لمعسكر المواطنين، واتخاذ اجراءات ربما تكبد البلاد خسائر مادية كبيرة، لكنها رأت أن كل ذلك يهون في سبيل الحفاظ وحماية وسلامة المواطنين.
ورغم هذه الجهود الضخمة والمخلصة من الدولة للتعامل مع الأزمة، يبقى الوعي لدى بعض المواطنين غائب، والاستهتار حاضر، والمشاركة في نشر الشائعات والأخبار المغلوطة على السوشيال ميديا موجودة.
الأمر جد خطير، ويتطلب علينا جميعاً ـ أنا وأنت ـ التكاتف والتعاون قبل فوات الأوان، نحمي أنفسنا وبلادنا من هذا الخطر، الذي يحدق بالجميع دون استثناء، مما يتطلب علينا الالتزام بالتعليمات والمشاركة في الوعي المجتمعي، وعدم التورط في نقل الشائعات والأخبار المغلوطة، والتعامل مع الأمر بمحمل الجد، فلا مكان للاستخفاف والاستظراف في زمن الكورونا.