قبل ساعات قليلة من خضوعها لعملية جراحية لزراعة مسمار نخاعي بالفخد بمستشفى بئر العبد المركزى بشمال سيناء صادف الحظ "حمدية محمد درويش "، 50 سنة، بحصولها على المركز الاول على مستوى محافظة شمال سيناء كأم مثالية لهذا العام بعد رحلة معاناة مع مرض السرطان خلالها لم تستلم وأدت دورها كأم، نجحت فى مساعدة زوجها على اعباء الحياة ، وتربية ابنائها وتفوقهم بتميز .
قال سلامه ابراهيم، زوج السيدة حمدية والذى يعمل حاليا وكيل مدرسة بمركز بئر العبد بشمال سيناء لليوم السابع ، انهم كأسرة سعداء بهذا الخبر المفرح حيث يستعدون لدخول زوجته غدا غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية ضمن سلسلة عمليات على خلفية اصابتها بمرض السرطان .
وقال ان رحلة كفاحها التى خاضاها سويا بدأت بزواجهم فى عام 1992، وكان هو بلا وظيفة واستطاعا سويا ان يبنيان مستقبلهم وكانت لها الدور الأكبر ، انها كانت تقوم بأعمال التطريز وحياكة الملابس وتربية الطيور المنزلية لتوفير دخل مناسب للأسرة .
اضاف ان الحياة ابت الا تبتسم ولكن زوجته كانت اقوى ، حيث تفاجأت فى عام 2007 بإصابتها بمرض سرطان الثدي وبدأت رحلة علاج تتابعت الا ان السرطان كان اقوى حيث تسلل للعظام .
وقال خلال هذه الفترة كانت وهى مريضة تقوم بدورها كأم وزوجة وتتابع رحلة العلاج القاسية بالكيماوى فى احد المستشفيات بالشرقية .
ومن جميل ما كانت تغرسه فى ابنائها ، أن يتحملوا المسئولية ويعتمدون على انفسهم وتلقنهم درس فى هذا قبل كل عملية كانت تجريها .
وأشار إلى أن آخر عملية تقررت لها فى عظام الفخذ والقدم غدا فى مستشفى بئر العبد .
وإشار ان ثمار جهد زوجته هو ابناء جميعهم حاصلين على أعلى الدرجات حيث تخرج ابنهم يوسف من كلية الطب وحاليا هو طبيب مخ وأعصاب بالقصر العينى، وايه خريجة كلية تربية جامعة العريش قسم لغه عربية ودراسات إسلامية، ومحمد وإبراهيم يدرسان بكلية الطب بجامعة قناة السويس .
وقال ان زوجته خلال رحلة معاناتها التحقت بفصول محو الأمية واستطاعت أن تجيد القراءة والكتابة وتساعد أبنائها فى مراجعة دروسهم .
اضاف انهم كأسرة ورغم كثير من المعاناة الا إنهم سعداء بكل ما تحقق من نجاح وثمرته ظهرت فى أبنائهم بعد أن أصبحوا من حملة العلم وفى أعلى المستويات .
وقال انه نظرا لوضع زوجته الصحى فهى يصعب ان تتحدث حاليا وهى على سرير المرض، وان من قام بترشيحها ابنائها لتحوز على لقب ام مثالية وهم يعتبرونها تستحق كل هذا وأكثر .
وكشف الزوج انه يذكر لزوجته كيف كانت تقوم بالسهر لساعات طويلة وهى تقوم بتطريز القطع القماشية وتجوب القرى بحثا عن تسويقها لتحقيق دخل لاسرتها، وانها بعد اكتشاف اصابتها بالمرض اللعين، تحرص قبل مغادرة منزلها فى كل رحلة علاج على ان تنهى مراجعة كل مايخص ابنائها من أعمالهم ودراستهم حتى وهم فى المرحلة الجامعية .
وقال انها أعطت ولا تزال تعطى نموذج للأم المصرية من سيناء حيث لأتعرف ماهو المستحيل فى سبيل ان تحقق النجاح لأسرتها بداية من اول يوم لها كزوجة وحتى بعد بلوغها الخمسين رغم كل ماتحمله مِن علل وأمراض .
وكانت وزارة التضامن أعلنت اليوم اسم حمدية أول أم مثالية على مستوى محافظة شمال سيناء .
وأعرب ابناء السيدة " حمدية" عن سعادتهم بخبر حصول والدتهم على المركز الأول على مستوى المحافظة كأم مثالية، مؤكدين أنهم ثمرة كانت هى تشكلها بحرصها الدائم على تشجيعهم على التفوق وأن يكون دائما ترتيبهم الأول ولا يرضون بغيره .
وقالوا انهم رغم ارتباكهم لإقبال والدتهم خلال ساعات على عملية ليست بالهينة إلا أنهم يعتبرون أنها قطفت ثمرة ما قدمت وهى سعيدة بدورها بهذا الخبر الذى كثيرا رفع معنوياتها .
وقالت سعدية محمود مدير مديرية التضامن بشمال سيناء، أنها من بين عدد من أمهات تم التقدم بملفاتهن لمسابقة الأم المثالية وسيتم تكريمها بما تستحق هى ومن سيليها فى المراكز التالية من الأمهات .
وقالت أن قصة "حمدية" تعكس معاناة المرأة وقدرتها على مواجهة كل صعب، والجميع فى شمال سيناء فخور بكل ماحققته هذه السيدة وخصوصا فى تربية ابنائها .
وقالت احسان الغالى مقرر المجلس القومى للمرأة بشمال سيناء ، ان هذه السيدة من امهات عظيمات تستحق كل ما وصلت اليه من مركز الأم المثالية بعد ان قدمت نموذج ناجح فهى لم تستسلم للمرض، وقبله لم تستلم لظروف الحياة الصعبة، مؤكدة أن كل سيدات سيناء يياركن لها هذا الفوز وهذه الريادة المثالية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة